<p>الجيش استطاع دخول القطرون فجر الاثنين في عملية سريعة أسفرت عن السيطرة على المدينة (أ ف ب)</p>
متابعاتTags: ليبياالجيش الليبيداعشباشاغاالدبيبةالبرلمان الليبيأطلق الجيش الليبي عملية عسكرية جديدة في جنوب البلاد، لملاحقة فلول "داعش"، تميزت بمشاركة أكبر من سلاح الجو لرصد تحركات عناصر التنظيم في الجبال الصحراوية الوعرة، التي يصعب وصول القوات البرية إليها، ما جعلها ملاذاً آمناً لهذه العناصر.
وليس الجنوب الليبي وحده من بات مهدداً بتوسع نشاط وعمليات الجماعات المتطرفة، خصوصاً بعد عمليات اغتيال طالت عناصر أمنية وفناناً شاباً في مدينة صبراتة، أشارت أصابع الاتهام فيها إلى تنظيم "داعش"، من دون أن يتبناها الأخير بشكل رسمي.
في الأثناء، تترقب ليبيا باهتمام كبير الاجتماع المهم في سرت، الذي يجمع اليوم، الثلاثاء 30 مايو (أيار)، بين مجلس النواب والحكومة الجديدة والمؤسسات المالية والرقابية، لمناقشة موازنة الدولة المقترحة من قبل رئيس الحكومة المكلف، فتحي باشاغا.
عملية خاطفة
الجيش شن هجوماً خاطفاً من البر والجو على مواقع لتنظيم "داعش" في الجنوب الليبي. وأكد مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش، اللواء خالد المحجوب، أن "العملية العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية كانت خاطفة وحققت أهدافها وأدت إلى استعادة السيطرة الكاملة على مدينة القطرون، بعد استهداف مقار لتجمعات من المتطرفين".
وأضاف المحجوب أن "الجيش الوطني بعد أن كثف من عمليات الاستطلاع، وملاحقة عناصر التنظيم، وجه ضربة قوية جديدة للتنظيمات الإرهابية".
وبحسب مصادر أمنية ومحلية في مدينة القطرون، فإن الجيش الوطني الليبي استطاع دخولها فجر الاثنين، في عملية سريعة أسفرت عن السيطرة على المدينة والتمركز في أهم أحيائها وطرقاتها.
وقال عضو شعبة الإعلام الحربي، محمد العزومي، لـ"اندبندنت عربية"، إن "قوة تابعة للواء طارق بن زياد والكتيبة 128 مدعومين بعناصر أمنية من القطرون، وكذلك بعض الشباب المتطوعين، سيطروا تماماً على كامل المدينة".
وأوضح أن "العملية العسكرية كانت تستهدف جماعات إرهابية تعمل من المدينة، ودمرت خلالها قوات الجيش ست سيارات مسلحة، وأسرت قيادياً بارزاً من تنظيم داعش يدعى أبو معاذ الطشاني، الذي سبق له أن خاض عدة معارك ضد الجيش في مدينة درنة".
ليست الأولى ولا الأخيرة
وفي قراءته الخاصة للتحركات الجديدة للجيش في الجنوب، رأى المحلل الليبي أيوب الأوجلي، أن "العملية التي يشنها الجيش الليبي ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة للقضاء على أي وجود للإرهابيين في الصحراء الليبية".
وأشار الأوجلي إلى أن "وحدات النخبة باللواء طارق بن زياد المعزز وصلت قبل أيام إلى الجنوب للتحضير لهذه العملية، التي تستهدف الجماعات الإرهابية، التي تتخذ من الجنوب الليبي معقلاً لها، وأن هذه العملية تعتبر استكمالاً لعمليات القوات المسلحة في الجنوب والمستمرة منذ فترة بالتعاون مع الاستخبارات العسكرية".
واعتبر أن "عمليات الجيش أدت إلى القضاء على عديد من القيادات المهمة في التنظيمات الإرهابية"، مؤكداً أن "القضاء على تنظيم داعش أمر صعب للغاية، نظراً إلى عدم تعاون دول الجوار في هذا الملف، خصوصاً في الجنوب، كما أن الحدود الليبية مترامية الأطراف، مما يعقد مهمة الجيش".
تمدد في صبراتة
في غرب ليبيا، وتحديداً في صبراتة، على بعد 70 كيلومتراً من طرابلس، عاد القلق إلى سكان المدينة من سيطرة التنظيم عليها من جديد، بعد سنوات قليلة من مغادرته لها، بعد تنامي ظاهرة الاغتيالات بشكل ملحوظ في الأسابيع الماضية.
آخر هذه العمليات أدت إلى مقتل الفنان الليبي، أحمد بحور، برصاص مجهولين أمام منزله في مدينة صبراتة. وبحسب شهود عيان، فإن الفنان بحور تعرض لوابل من الرصاص أدى إلى وفاته في الحال قبل محاولات إسعافه.
وجاءت عملية الاغتيال هذه بعد أسابيع من أخرى مماثلة قتل فيها أربعة أشخاص ينشطون داخل تشكيلات مسلحة بالمدينة عقب استهدافهم بوابل من الرصاص أثناء وجودهم في أحد المنازل، بداية شهر أبريل (نيسان) الماضي، وهم حسان الكيب ورواد صوله وخالد الأحرش وأحمد الأحرش الملقب بـ"فرعون"، وكلهم من القيادات الأمنية والعسكرية البارزة في صبراتة.
أسلوب "داعش"
واعتبر الصحافي الليبي، الصديق الورفلي، أن "تمدد تنظيم داعش في صبراتة ليس أمراً مفاجئاً، بل كان منتظراً منذ مدة، بعد أن رصدت مصادر عسكرية ليبية عودة تحركات لتنظيم داعش الإرهابي في المدينة منذ نهاية العام الماضي، بعد طرده منها قبل أربع سنوات".
وأضاف أن "التنظيم منذ العام الماضي أعلن عن وجوده صراحة من خلال رفع أعلامه وشعاراته على مناطق بارزة في المدينة، وأعتقد أنه مسؤول عن عمليات التصفية التي تشهدها المدينة حالياً، لأنها تمت بالأسلوب نفسه، الذي اتبعه التنظيم في السنوات الماضية".
اقرأ المزيديحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تداعيات الإقفال النفطي
في سياق آخر، بدأت تداعيات توقف إنتاج بعض حقول النفط والغاز في الظهور على الإمدادات الكهربائية من الشبكة الشرقية، حيث كشف المتحدث باسم الحكومة الموحدة محمد حمودة عن أن "الشبكة العامة للكهرباء فقدت نحو 600 ميغاواط، بسبب استمرار إقفال النفط والغاز وتوقف إمدادات حقل الاستقلال".
وبين حمودة أن "إقفال الحقل تسبب في فقدان 60 مليون قدم مكعب من الغاز كانت مخصصة بمحطتي شمال بنغازي والزويتينة، مما يهدد بتذبذب توليد الشبكة الكهربائية في الأيام والأسابيع المقبلة".
من جهته، تعهد رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة بمعالجة إشكالية خروج محطتي شمال بنغازي والزويتينة عن الخدمة. وقال في تغريدة على موقع "تويتر"، "ساءني خروج محطتي شمال بنغازي والزويتينة عن الخدمة بسبب استمرار توقيف تصدير النفط والغاز، وهذا الأمر يرفع التحدي أمامنا ونحن نستقبل فصل الصيف بفقدان نحو 600 ميغاواط من الشبكة، لكننا سنكثف العمل مع الجهات المعنية لمعالجة الإشكالية في أقرب وقت".
سرت قبلة الأنظار
وتستأثر مدينة سرت باهتمام الشارع الليبي، بداية من اليوم الثلاثاء، المحدد لاجتماع مهم يجمع رئيس البرلمان عقيلة صالح، ورئيس الحكومة الجديدة فتحي باشاغا، ومحافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، ونائبه علي الحبري، ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، وعدداً من الجهات الرقابية.
وبحسب مصادر متطابقة من سرت، تغيب عن الحضور إلى المدينة، استجابة للدعوة الموجهة من رئيس مجلس النواب، حتى هذه الساعة، محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، ورئيس مؤسسة النفط مصطفى صنع الله، وهو أمر كان منتظراً، وإذا تأكد عدم حضور الرجلين إلى سرت فإن خريطة التحالفات ستكون أوضح ومصير موازنة حكومة باشاغا سيصبح مهدداً بشكل فعلي.
وتتهم أطراف ليبية عدة محافظ المصرف المركزي بالانحياز إلى جانب رئيس الحكومة الموحدة في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، ورفضه التغيير الحكومي الذي أقره البرلمان، خصوصاً بعد تكرر اجتماعاته مع الدبيبة أخيراً وصرف مبالغ طائلة لحكومته.
أبرز هذه الاتهامات كانت صدرت عن رئيس الوزراء المكلف، فتحي باشاغا، عقب فشل محاولته لدخول طرابلس، منتصف الشهر الماضي، حيث قال إن "هناك مؤسسة مالية ليبية هي من حركت الميليشيات ضده بعد دخوله إلى العاصمة طرابلس". ومن دون أن يذكر اسم تلك المؤسسة، دعا باشاغا الليبيين "للتنبه إلى تلك المؤسسة الليبية المالية الكبيرة التي تعمل على إفساد الأوضاع في الخفاء".
subtitle: استعاد السيطرة الكاملة على مدينة القطرون والشارع يترقب اجتماعاً مهماً في سرتزايد هديةpublication date: الثلاثاء, مايو 31, 2022 - 19:002024-11-05 16:59:57