<p class="rteright">تحاول القوات الروسية تطويق سيفيرودونيتسك والسيطرة عليها منذ أسابيع مع تصعيد الهجوم عليها (رويترز)</p>
دولياتTags: أوكرانياروسياالحرب الروسية الأوكرانيةالاتحاد الأوروبيدونباسشرق أوكرانياسيفيرودونتسكفلاديمير بوتينفولوديمير زيلينسكيفيكتور أوربانالنفط الروسيتتقدم القوات الروسية في شرق أوكرانيا مع وقوع اشتباكات الإثنين في وسط مدينة سيفيرودونتسك الاستراتيجية، فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قادة الدول الـ27 في الاتحاد الأوروبي إلى وضع حد "للخلافات الداخلية" وإقرار حظر على النفط الروسي وهو أمر ترفضه بودابست.
وقال الرئيس الأوكراني خلال القمة عبر الفيديو "يجب أن تتوقف الخلافات في أوروبا (...) يجب أن تظهر أوروبا قوتها. لأن روسيا لا تفهم إلا منطق القوة".
وبخلاف مداخلته الأخيرة بالفيديو في قمة أوروبية في مارس (آذار) هاجم خلالها رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، امتنع زيلينسكي عن التهجم على أي شخص. وقال "أنا لا أتهم أياً منكم. ما يحدث هو فقط خطأ الدولة الروسية".
وكان القادة الأوروبيون يحاولون في بروكسل التوصل إلى اتفاق بشأن حظر تدريجي بحلول نهاية العام على النفط الروسي، ما سيسمح بتبني الحزمة السادسة من العقوبات. لكن المجر اشترطت موافقتها بضمانات لإمداداتها.
وتنص مسودة نتائج القمة على إقرار حزمة العقوبات الجديدة "من دون تأخير"، بما في ذلك الحظر النفطي "مع إعفاء موقت للنفط الخام المنقول عبر خطوط الأنابيب" من أجل رفع الفيتو الذي استخدمته بودابست. وبعد ذلك، ستتم مناقشة تمديد الحظر ليشمل عمليات التسليم عبر خطوط الأنابيب "في أقرب وقت ممكن"، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
غموض موقف أوربان
وأقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي "نحن واثقون ومصممون على التوصل إلى اتفاق. الآن هناك حالة من الغموض حول موقف فيكتور أوربان".
وتقدّم الزعيم المجري بمطالب جديدة منذ وصوله. وقال إن "لا تسوية على الإطلاق في الوقت الحالي" داعياً إلى تقديم ضمانات في حال حدوث انقطاع في خط أنابيب دروجبا الذي يغذي بلاده عبر أوكرانيا.
وتعرقل المجر العقوبات الاوروبية الجديدة إذ أن هذه الدولة غير الساحلية تعتمد في ظلّ عدم قدرتها على الوصول إلى البحر على خطّ أنابيب دروجبا البريّ الذي يمرّ عبر أوكرانيا ويؤمّن 65 بالمئة من استهلاكها.
واعتبرت بودابست أن اقتراح منحها استثناءً لمدة عامين غير كافٍ وطالبت بما لا يقلّ عن أربعة أعوام وبتمويل أوروبي بقيمة 800 مليون يورو تقريباً لتكييف مصافيها.
وهي تطالب الآن بأن تكون قادرة على الحصول على إمداداتها بالنفط الروسي عن طريق البحر إذا توقف وصولها عن طريق خط الأنابيب. وقال أوربان "نحتاج إلى ضمانة بأنه يمكننا الحصول على النفط عن طريق البحر أو أي طريقة أخرى".
والإجماع ضروري لإقرار العقوبات. وقدمت مسودة الخلاصات إلى رؤساء الدول والحكومات من أجل مناقشتها.
وبحسب دبلوماسي، فإن أي اتفاق بشأن حظر تدريجي على النفط المنقول بالناقلات (أي ثلثا المشتريات الأوروبية من النفط الروسي) قد يصادق عليه رسمياً "هذا الأسبوع على الأرجح" بعد ضوء أخضر سياسي من القادة.
وقف واردات دروجبا
وبعد ذلك، ستجري مفاوضات حول وقف الواردات عبر دروجبا (ثلث الإمدادات الأوروبية) التي يورد فرعها الشمالي ألمانيا والنمسا وبولندا فيما يمد فرعها الجنوبي المجر وتشيكيا وسلوفاكيا.
كما تعهدت برلين ووارسو وقف واردات دروجبا، حتى لو لم تجبرا على ذلك، وفق مصادر أوروبية. وفي المجموع، ستتأثر 90 بالمئة من صادرات النفط الروسية إلى الاتحاد الأوروبي.
لكن بالنسبة إلى موسكو، من الأسهل ايجاد زبائن آخرين لصادراتها بواسطة السفن. وكانت رئيسة الوزراء الإستونية كايا كلّاس متشككة بشأن التوصل إلى اتفاق في هذه القمة. وقالت "سنحاول تحقيق ذلك بحلول" المجلس الأوروبي المقبل الذي سيعقد في يونيو (حزيران)، داعية إلى "مقاربة واقعية".
وتتخوّف دول أعضاء في الاتحاد الاوروبي من أن الإعفاء لخط الأنابيب سيضر بشروط المنافسة على مشتريات النفط.
العقوبات الأخرى في الحزمة التي اقترحتها بروكسل هي توسيع القائمة السوداء للاتحاد الأوروبي لتشمل نحو 60 شخصية إضافية بينهم رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل.
وعلى الطاولة أيضا استبعاد مصرف "سبيربنك" وهو أكبر مصرف روسي (37 بالمئة من السوق) ومصرفين آخرين من نظام سويفت العالمي.
وتتطرّق القمة التي تستمر يومين أيضاً إلى تداعيات أزمة الغذاء المرتبطة بالحرب والتحول في مجال الطاقة في القارة للاستغناء عن الغاز الروسي، واقتراح مساعدة مالية تصل إلى تسعة مليارات يورو لأوكرانيا في العام 2022.
تقدم روسي في الشرق
ميدانياً وفي شرق أوكرانيا، تحرز القوات الروسية تقدماً. وقد واجهت القوات الأوكرانية الإثنين في قلب سيفيرودونتسك، وفق حاكم هذه المنطقة الواقعة في دونباس.
سيفيرودونتسك ومدينة ليسيتشانسك المجاورة لها هما من بين مدن دونباس الرئيسية التي ما زالت تحت السيطرة الأوكرانية. وتهدف القوات الروسية إلى السيطرة الكاملة على الحوض الغني بالمعادن الذي تسيطر القوات الانفصالية الموالية لروسيا على جزء منه منذ عام 2014.
اقرأ المزيديحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتحاول القوات الروسية تطويق سيفيرودونيتسك والسيطرة عليها منذ أسابيع مع تصعيد الهجوم عليها في الأيام الأخيرة في مقابل اعتراف الرئيس زيلينسكي بأن الجيش الأوكراني يواجه صعوبات فيها.
وكتب غايداي على تطبيق تلغرام "الروس يتقدمون باتجاه وسط سيفيرودونتسك. القتال مستمر والوضع صعب للغاية". وأضاف أن الطريق الذي يربط بين سيفيرودونتسك وليسيتشانسك ومن ثم بطريق باخموت "خطر" جداً ولا يمكن إجلاء مدنيين أو نقل مساعدات إنسانية.
وأعلنت القوات الأوكرانية أنها استعادت بعض الأراضي في الجنوب، خصوصاً في المنطقة المحيطة بخيرسون القريبة من شبه جزيرة القرم والتي سيطرت عليها القوات الروسية في بداية الحرب في مارس (آذار).
وقال الجيش الأوكراني في إحاطة نشرها ليل الأحد - الإثنين، أنه يتقدم قرب بيلوغيركا، على مسافة نحو مئة كيلومتر إلى الشمال من خيرسون.
ولم يصدر أي تعليق من الجانب الروسي بهذا الشأن لكنه تحدث عن معارك في المنطقة مشيراً إلى تدمير تجهيزات عسكرية أوكرانية بضربات مدفعية استهدفت حوض ميكولاييف البحري والتصدي لصواريخ أوكرانية في الجو قرب تشورنوبايفكا على مسافة حوالى 15 كيلومتراً شمال غرب خيرسون.
وتجري المعارك في منطقة خيرسون، بينما أعربت السلطات الجديدة للمدينة الواقعة عند مصب نهر دنيبر، عن رغبتها في ضمها إلى روسيا التي أعلنت أنها ستسمح للسكان بالتقدم للحصول على جواز سفر روسي عبر "إجراء مبسط".
في ميليتوبول التي يحتلها الروس في جنوب أوكرانيا في منطقة زابوريجيا، أفادت الإدارة الموالية لروسيا أن شخصين أصيبا في انفجار سيارة مفخخة صباح الإثنين.
وأضافت "لا يريد نظام كييف أن يقتنع بأن سكان ميليتوبول ما عادوا يريدون أي علاقة تربطهم بسلطات كييف هذه".
كولونا تزور أوكرانيا
وزارت وزيرة الخارجية الفرنسية الجديدة كاترين كولونا أوكرانيا الإثنين، في أول زيارة لمسؤول فرنسي على هذا المستوى منذ اندلاع الحرب.
واستهلت الوزيرة زيارتها بالتوجه إلى بوتشا في ضواحي كييف حيث وقعت مجازر في حق المدنيين اتهمت السلطات الأوكرانية القوات الروسية بارتكابها.
وقالت كولونا بعد زيارة كنيسة أرثوذكسية عُرضت عليها صور الانتهاكات، "لا ينبغي أن يحدث هذا، ويجب ألا يحدث مجدداً".
وأضافت "فرنسا تقف إلى جانبهم (بجانب الأوكرانيين) مع أصدقائها وحلفائها وستبذل قصارى جهدها لإعادة السلام". وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن في نهاية أبريل (نيسان) إرسال معدات عسكرية إلى كييف، خصوصا بنادق "سيزار".
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إلى جانب كولونا إن هذه البنادق "أثبتت أنها أسلحة موثوقة وفعالة". وأضاف "هذه ليست الأسلحة الوحيدة التي تصل من فرنسا ونحن ممتنون لكل سلاح" يصل إلى أيادي الجنود الأوكرانيين.
كييف تطالب بتسليمها أسلحة
ومنذ أسابيع، تطالب كييف الغرب بتسليمها أسلحة من أجل مواجهة الهجوم الروسي، بما فيها طائرات وقاذفات صواريخ متعددة.
من جانبه، استبعد الرئيس الأميركي جو بايدن الإثنين تسليم أوكرانيا أنظمة قاذفات صواريخ بعيدة المدى قادرة على بلوغ روسيا رغم المطالب المتكررة من كييف للحصول على هذه الأسلحة.
وقال بايدن للصحافيين "لن نرسل لأوكرانيا أنظمة صواريخ قادرة على بلوغ روسيا".
وتواصل الدول الغربية مراجعة سياساتها الدفاعية في مواجهة التهديد الروسي. وقال نائب قائد حلف شمال الأطلسي ميرتشا جيوانا الأحد إن الحلف لم يعد ملزماً التزاماته السابقة تجاه موسكو بعدم نشر قواته في أوروبا الشرقية.
بوتين مستعد لتسهيل صادرات الحبوب من أوكرانيا
قال الكرملين في بيان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي الإثنين بأن روسيا مستعدة لتسهيل تصدير الحبوب بدون قيود من الموانئ الأوكرانية بالتنسيق مع تركيا.
وإلى جانب الموت والدمار الذي تسبب فيه الهجوم الروسي، أدت الحرب ومحاولة الغرب معاقبة روسيا بعزلها إلى ارتفاع أسعار الحبوب وزيت الطهي والأسمدة والطاقة، مما ألحق الضرر بالنمو العالمي.
وتحاول الأمم المتحدة، التي تقول إن أزمة الغذاء العالمية تتفاقم، التوسط في اتفاق للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية لكن القادة الغربيين اتهموا روسيا بعدم ترك أي خيار أمام العالم من خلال إغلاق الموانئ الأوكرانية.
وقال الكرملين "خلال مناقشة الوضع في أوكرانيا، تم التأكيد على ضمان الملاحة الآمنة في البحر الأسود وبحر آزوف والقضاء على التهديد من الألغام في مياههما".
وتابع البيان "أشار فلاديمير بوتين إلى استعداد الجانب الروسي لتسهيل العبور البحري غير المقيد للبضائع بالتنسيق مع الشركاء الأتراك. وهذا ينطبق أيضاً على صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية".
وأضاف بوتين، حسبما ذكر الكرملين، أن روسيا قد "تصدر كميات كبيرة من الأسمدة والمنتجات الزراعية" في حالة رفع العقوبات المفروضة عليها.
ولم يتضح على الفور أي الموانئ الأوكرانية كان بوتين يتحدث عنها. وتشمل موانئ تصدير الحبوب الرئيسية في أوكرانيا تشورنومورسك وميكولايف وأوديسا وخيرسون ويوجني.
وقال أردوغان لبوتين إن السلام يجب أن يتحقق في أسرع وقت ممكن وإن تركيا مستعدة للاضطلاع بدور في "آلية مراقبة" بين موسكو وكييف والأمم المتحدة، إذا ما تم التوصل إلى اتفاق بشأنها.
وذكر مكتبه أنه قال في وقت لاحق لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه "يثمن بشكل خاص مشروع إنشاء طريق بحري آمن لتصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية" وعبر عن ترحيبه، من حيث المبدأ، بفكرة جعل إسطنبول مقراً "لآلية مراقبة" بين موسكو وكييف والأمم المتحدة. وأضاف بيان المكتب أن أردوغان أكد مجدداً استعداد أنقرة لدعم أي جهود لإحلال السلام بين أوكرانيا وروسيا.
subtitle: زيلينسكي يحض الاتحاد الأوروبي على إنهاء "الخلافات" والكرملين يقول إن بوتين مستعد لتسهيل صادرات الحبوب من أوكرانيا (وكالات)publication date: الثلاثاء, مايو 31, 2022 - 00:452024-11-05 19:42:49