<p>يبدو ألا نهاية قريبة تلوح في أفق الحرب الروسية الأوكرانية (أ ف ب)</p>
تحلیلTags: أوكرانياروسياواشنطنالحرب الروسيةحرب أوكرانيا تزداد تعقيداً وخطورة بمقدار ما ينتشر تأثيرها السلبي في العالم. "من تفاقم الجوع العالمي وأزمة غذاء غير مسبوقة في التاريخ الحديث" إلى خطر قيام "ستار حديدي اقتصادي" جراء إعادة تحديد "سلاسل الإمداد وفق الخطوط الجيوسياسية"، كما جاء في بيان "مجتمع كبار الاقتصاديين" في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية. ومن إضافة 6.5 مليون نازح أوكراني في أوروبا و8 ملايين نازح في الداخل ليصبح العدد 100 مليون نازح في العالم يشكلون عولمة نازحين تضم 1 في المئة من سكان الكوكب الذي ليس فيه سوى 13 دولة لديها أكثر من 100 مليون مواطن، حسب إحصاءات الأمم المتحدة، إلى انهيار النظام العالمي وتكريس الشلل الكامل للمنظمة الدولية حين يتعلق الأمر بمصالح الكبار.
ليس من السهل على إدارة الرئيس جو بايدن تحقيق ما اختصره مستشار الأمن القومي جايك سوليفان بثلاث: "أوكرانيا حرة مستقلة، وروسيا ضعيفة معزولة، وغرب أقوى وأكثر توحداً وتصميماً". ولا من السهل أيضاً على الرئيس فلاديمير بوتين الذي "اخترع أسطورة عن أوكرانيا أن يجعل الواقع مثل الأسطورة بالقوة العسكرية"، حسب المؤرخة آنا ريد في مقال نشرته "فورين أفيرز".
ولا أحد يعرف كيف ومتى تنتهي حرب أوكرانيا، فلا قوة ولا مؤسسة دولية قادرة على الضبط أو على النجاح في وساطة بين رئيس روسي يصر على تحقيق أهدافه الاستراتيجية من الحرب وبين نظيره الأوكراني الذي يدعمه الغرب في العمل على إلحاق هزيمة استراتيجية بموسكو. ولا صيغة سحرية لتحقيق معادلة سهلة نظرياً وصعبة عملياً، ولا بد للغرب وروسيا منها، وهي: لا انتصار كاملاً لبوتين، ولا هزيمة كاملة له. فالانتصار الكامل يعني السماح لبلد قوي بإنهاء سيادة جار له وتغيير حدوده، بالتالي الانتصار على النظام العالمي كله بعد ثلاثة أرباع القرن من إقامته في أعقاب الحرب العالمية الثانية. والهزيمة الكاملة تعني عزلة دولة كبرى ونهاية لأي دور فعلي لها في أي ترتيب عالمي جديد. والمشهد باختصار أن "استخدام تاريخ سيئ، هو كارثة في الحاضر" كما تقول آنا ريد.
اقرأ المزيديحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وليس من المفاجآت ما قاله هنري كيسنجر في منتدى "دافوس". فالبروفسور في هارفارد الذي اختاره الرئيس ريتشارد نيكسون مستشاراً للأمن القومي ثم تولى وزارة الخارجية في عهده وعهد خلفه بعد استقالة جيرالد فورد، لا يتغير. وصل إلى المئة عام ولا يزال يؤمن بتوازن القوى كما رسمه مترنيخ في مؤتمر فيينا بعد حروب نابليون في بدايات القرن التاسع عشر، ويضع الحسابات الجيوسياسية فوق ما يصيب البلدين والشعوب من كوارث. وما أوصى به في "دافوس" واستدعى رداً عنيفاً من الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، هو "على الغرب التوقف عن محاولة إلحاق هزيمة ساحقة بروسيا خوفاً على استقرار أوروبا. ومن الخطورة الانغماس في مزاج اللحظة ونسيان مكانة روسيا في ميزان القوى الأوروبي. كما أن روسيا كانت جزءاً أساسياً من أوروبا على مدى 400 عام. لذلك لا تجازفوا بدفع روسيا إلى الدخول في تحالف دائم مع الصين". والترجمة العملية لذلك هي ترتيب تسوية على أساس التسليم بالأمر الواقع الذي أحدثه بوتين بالقوة عبر ضم القرم واحتلال الدونباس. وهذا ما يصعب على زيلينسكي أو أي مسؤول أوكراني قبوله، وإن كان الأصعب هو إخراج الجيش الروسي من أوكرانيا بالقوة.
حرب أوكرانيا دخلت شهرها الرابع. وموسكو ليست قادرة على هزيمة كييف من دون تدميرها ودفع ثمن باهظ للحصول على مقبرة. ولا راغبة في تحديد أهدافها، حيث بدأت ضم منطقة خيرسون وإعطاء سكانها الجنسية الروسية. ولا مستعجلة. والغرب في أزمة كما روسيا. وأميركا مشهورة بالنفس القصير وقلة الصبر والتخلي عن المشروع إن لم تربح بسرعة. والعالم عاجز أمام "بلطجة" دولة كبرى.
ولا شيء يوحي حتى الآن، أن الخسائر الروسية الكبيرة في الحرب تحرك الرأي العام الروسي ضد بوتين والحرب. فالمزاج إمبراطوري على الرغم من بطولات المقاومة الأوكرانية. و"من دون أوكرانيا تبطل روسيا أن تكون إمبراطورية" كما كان يقول البروفسور زيغنييف بريجنسكي.
subtitle: لم يعد يعرف أحد كيف ومتى تنتهي حرب أوكرانيا فلا قوة دولية قادرة على تقريب وجهات النظر بين بوتين وزيلينسكيرفيق خوريpublication date: الأحد, مايو 29, 2022 - 20:302024-11-05 22:52:37