<p class="rteright">المعارك الحاسمة في المرحلة الأحدث من هذه الحرب لا تزال مستعرة جنوباً (رويترز)</p>
دولياتTags: روسياأوكرانياالحرب الروسية الأوكرانيةالشرق الأوكرانيدونيتسك ولوغانسكفلاديمير بوتينخاركيفبعد ثلاثة أشهر من الهجوم الروسي على أوكرانيا، تحاول القوات الروسية محاصرة القوات الأوكرانية في مدينتين على جانبي نهر سيفرسكي دونيتس في شرق أوكرانيا. وقال موتوزيانيك إن القوات الروسية لم تتوقف عن محاولة عبور النهر.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك الثلاثاء إن المعارك الجارية في شرق أوكرانيا يمكن أن تحدد مصير البلاد.
وقال في إفادة تلفزيونية "نحن نشهد الآن المرحلة الأنشط في العدوان الشامل الذي شنته روسيا على بلدنا". وأضاف "الوضع على الجبهة (الشرقية) صعب للغاية، لأن مصير هذا البلد ربما يتقرر (هناك) الآن".
وقال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية قتلت 14 مدنياً على الأقل وأصابت 15 آخرين الثلاثاء خلال هجمات واسعة في منطقتي لوغانسك ودونيتسك بشرق البلاد، حيث تركز موسكو هجومها الأحدث.
وأضاف في منشور على "فيسبوك" أن القوات الروسية استخدمت طائرات وراجمات صواريخ ومدفعية ودبابات وقذائف مورتر وصواريخ في هجومها على المنطقتين، اللتين يسيطر على أجزاء كبيرة منهما انفصاليون يتحدثون الروسية.
معارك للسيطرة على ليمان
تدور معارك للسيطرة على مدينة ليمان التي تعد نقطة تقاطع رئيسية في الشرق الأوكراني، وفق ما أعلن الثلاثاء زعيم الانفصاليين في دونيتسك دينيس بوشيلين.
وجاء في تصريح أدلى به بوشيلين خلال برنامج موال للكرملين يبث على منصة "يوتيوب" أن "مرحلة تحرير كراسني ليمان (التسمية السابقة لليمان) جارية حالياً. هناك وحدات روسية وميليشيات شعبية (الجيش الانفصالي) دخلت المدينة". وشدد على أن نصف المنطقة تقريباً بات تحت سيطرة روسية. وإلى الآن، لم يدل الجيش الروسي بأي تعليق حول الأمر.
وتعد ليمان صلة وصل مهمة لشبكة القطارات، وهي تقع إلى شمال-شرق مدينتَي سلوفيانسك التي استعادتها كييف من انفصاليين موالين لروسيا في العام 2014، وكراماتورسك، عاصمة منطقة دونيتسك (شرق) الخاضعة للسيطرة الأوكرانية.
ومن شأن السيطرة على ليمان أن تزيل العائق الأخير أمام السيطرة على سلوفيانسك ومن بعدها كراماتورسك، وأن تترجم تقدماً ميدانياً على صعيد تطويق مدينتَي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك الأبعد شرقاً.
وأكد بوشيلين أن ليمان "ستتحرر قريباً"، مشدداً على أن منطقتَي سفياتوغورسك وسلوفيانسك هما التاليتان. وإلى الجنوب من منطقة دونيتسك، أعلنت السلطات الأوكرانية الثلاثاء أنها لم تعد تسيطر على منطقة سفيتلودارسك.
وقال بافلو كيريالينكو حاكم منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا لمحطة محلية تابعة لراديو أوروبا الحرة (راديو ليبرتي) إن القوات الروسية سيطرت على ثلاث بلدات في المنطقة من بينها سفيتلودارسك.
نجاح عسكري لأوكرانيا
في الأثناء، أعادت السلطات في خاركيف، ثاني أكبر مدنها، فتح مترو الأنفاق الذي لجأ إليه آلاف المدنيين لشهور تحت قصف لا هوادة فيه.
وفي إحدى المحطات، كان عدد قليل من الأشخاص يتحركون بينما جلس آخرون على أسرة مؤقتة أو وقفوا وسط مقتنياتهم أو مع حيواناتهم الأليفة.
كانت هذه الخطوة دليلاً على أكبر نجاح عسكري لأوكرانيا في الأسابيع الماضية إذ جرى دفع القوات الروسية للتقهقر حتى صارت خاركيف بعيدة إلى حد كبير عن مرمى نيران المدفعية الروسية، مثلما حدث بشأن العاصمة كييف في مارس (آذار).
لكن المعارك الحاسمة في المرحلة الأحدث من هذه الحرب لا تزال مستعرة جنوباً حيث تحاول موسكو السيطرة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك اللتين تشكلان إقليم دونباس، ومحاصرة القوات الأوكرانية في جيب على الجبهة الشرقية الرئيسية.
اقرأ المزيديحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مكاسب محدودة
وبعد مرور ثلاثة أشهر على بدء الحرب التي توقع بعض الخبراء الغربيين أن تكسبها روسيا في غضون أيام، لم تحقق موسكو سوى مكاسب محدودة بينما مُنيت بأسوأ خسائرها العسكرية منذ عقود. في المقابل، لحق الدمار بجزء كبير من أوكرانيا حيث فر حوالى 6.5 مليون شخص إلى الخارج وقُتل آلاف وتحولت مدن إلى أنقاض.
وكان للحرب أيضاً تداعيات دولية هائلة، بما في ذلك النقص المتزايد في الغذاء وارتفاع الأسعار في البلدان النامية التي تستورد الحبوب الأوكرانية.
ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الثلاثاء إلى إجراء محادثات مع موسكو بخصوص فتح صادرات القمح العالقة في أوكرانيا بسبب الحصار البحري الروسي.
وفي تأكيد للتوتر الجيوسياسي العالمي بسبب هذه الحرب، نشرت اليابان، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في آسيا والتي انضمت إلى العقوبات الغربية على روسيا، طائرات الثلاثاء بعد اقتراب طائرات حربية روسية وصينية من مجالها الجوي خلال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى طوكيو.
"حرب غبية"
تشير تعليقات كبار المسؤولين الروس الثلاثاء إلى خطط لصراع طويل الأمد. وقال وزير الدفاع سيرغي شويغو إن روسيا تتقدم ببطء عمداً لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين. وقال نيكولاي باتروشيف رئيس مجلس الأمن التابع لبوتين إن موسكو لا "تلاحق مواعيد نهائية" وستقاتل ما دام ذلك ضرورياً للقضاء على "النازية" في أوكرانيا، وهو تبرير للحرب يصفه الغرب بأنه لا أساس له.
ويأتي القتال في دونباس في أعقاب أكبر انتصار لروسيا منذ شهور، وهو استسلام المدافعين الأوكرانيين في مدينة ماريوبول الساحلية الأسبوع الماضي بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من الحصار الذي تعتقد كييف أنه أودى بحياة عشرات الألوف من المدنيين.
وقال بترو أندريوشيتشينكو مساعد رئيس بلدية ماريوبول الأوكراني، الذي يعمل الآن خارج المدينة التي تسيطر عليها روسيا، إن العثور على قتلى تحت الأنقاض لا يزال مستمراً. وأضاف أن حوالى 200 جثة متحللة دُفنت تحت الأنقاض في قبو أحد المباني الشاهقة ورفض السكان جمعها، في حين تخلت السلطات الروسية عن الموقع، تاركة رائحة كريهة منتشرة في أنحاء المنطقة.
وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على "تويتر" أن الهجوم في دونباس أظهر أن أوكرانيا لا تزال بحاجة إلى المزيد من الأسلحة الغربية، خاصة أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة والمدفعية بعيدة المدى والعربات المدرعة.
وفي تسليط للضوء على العقبات التي تحول دون التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع، أظهر استطلاع جديد الثلاثاء أن 82 بالمئة من الأوكرانيين يرون أن بلادهم يجب ألا توقع على التنازل عن أي منطقة أوكرانية ضمن اتفاق سلام مع روسيا تحت أي ظرف.
وفي روسيا، حيث تم حظر انتقاد ما تسميه موسكو عملية عسكرية خاصة وإغلاق وسائل الإعلام المستقلة، استخدم زعيم المعارضة المسجون أليكسي نافالني المثول أمام المحكمة عبر رابط فيديو من أحد السجون للتنديد بما سماه "الحرب الغبية التي بدأها بوتين". وقال نافالني "رجل مجنون غرس مخالبه في أوكرانيا، ولا أعرف ماذا يريد أن يفعل بها. هذا اللص المجنون".
رئيس وزراء المجر يعلن حال الطوارئ
أعلن رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان حال طوارئ جديدة لمواجهة تداعيات الحرب على أوكرانيا وذلك اعتباراً من منتصف ليل الثلاثاء، علماً أن البلاد تخضع لحال طوارئ مرتبطة بمكافحة وباء كوفيد-19، تنتهي مدتها الثلاثاء المقبل.
وقال أوربان عبر فيسبوك "العالم على شفير أزمة اقتصادية. يجب أن تبقى المجر خارج هذه الحرب وتحمي الأمن المالي لأُسرها".
تخلف موسكو عن سداد مستحقاتها
قررت الولايات المتحدة ان تلغي اعتباراً من الساعة 00,01 الأربعاء (04,01 ت غ)، الإعفاء الذي يتيح لروسيا سداد ديونها الخارجية بالدولار، وفق ما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، في قرار من شأنه أن يسرع تخلف موسكو عن سداد مستحقاتها.
وبذلك يُلغى الإعفاء من العقوبات المالية الصارمة التي فُرضت على موسكو إثر هجومها على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، قبل يومين من موعد سداد الاستحقاق المقبل.
والاستحقاق المقبل في برنامج سداد الديون الروسية موعده في 27 مايو (أيار) الجاري ومقداره هو 100 مليون يورو. وهذا المبلغ هو قيمة فائدة تستحق على إصدارين، أحدهما يجبر روسيا بأن تسدد المبلغ بالدولار أو اليورو أو الجنيه الاسترليني أو الفرنك السويسري، أما الثاني فيمكنها سداده بالروبل.
والإعفاء سار منذ بدء الدول الغربية فرض عقوبات على روسيا على خلفية الهجوم على أوكرانيا، وهو كان قد مكن موسكو من تجنب التخلف عن السداد.
والأسبوع الماضي قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إن واشنطن كانت قد اتخذت القرار من أجل "توفير مهلة زمنية لإجراء تحويلات منتظمة ومن أجل تمكين المستثمرين من بيع الأوراق المالية". وهي أشارت إلى أن الولايات المتحدة ستوقف العمل على الأرجح بالإعفاء الذي يسمح لموسكو بأن تسدد ديونها الخارجية بالدولار.
وفي 29 أبريل (نيسان) أكدت حاكمة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا أنه "لا يمكننا الحديث عن تخلف عن السداد"، معترفة في الوقت نفسه بأن موسكو تواجه "صعوبات في السداد".
وتبلغ قيمة الدين الخارجي لروسيا، وفقاً لوزارة المالية الروسية، ما يقرب من 4500 إلى 4700 مليار روبل (حوالي خمسين مليار يورو بسعر الصرف الحالي)، أي 20 بالمئة من إجمالي الدين العام للبلاد.
وسبق لروسيا أن تخلفت عن سداد ديون محلية بالروبل خلال الأزمة المالية في 1998، لكن البلاد لم تتخلف عن سداد دين خارجي منذ 1918 عندما رفض الزعيم البولشفي فلاديمير لينين الاعتراف بالديون التي ورثتها موسكو عن نظام القيصر بعدما أطاحت به الثورة البولشفية في 1917.
subtitle: رئيس وزراء المجر يعلن حال الطوارئ والولايات المتحدة تعلن رفع الإعفاء الممنوح لروسيا لسداد ديونها الخارجية بالدولار (وكالات)publication date: الأربعاء, مايو 25, 2022 - 02:302024-11-05 22:37:12