<p>دخان يتصاعد فوق معمل آزوفستال للصلب (رويترز)</p>
دولياتTags: ميناء ماريوبولأوكرانياموسكوشبه جزيرة القرمأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات الهجوم بعدم اقتحام آخر معقل أوكراني متبقٍ في مدينة ماريوبول الجنوبية المحاصرة، وبدلاً من ذلك أمر القوات بإغلاق الميناء حتى لا يمر من خلاله كائناً من كان.
وقال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إنه تم تحرير ما تبقى من المدينة وإن منطقة آزوفستال لمصانع الحديد والصلب المترامية الأطراف، وهي متاهة تبلغ مساحتها أربعة أميال مربعة من الأنفاق والمخابئ، ظلت "مغلقة بشكل آمن".
ووفقاً للتقديرات الروسية، فإن بضعة آلاف من أفراد قوات الدفاع الأوكرانية الذين قاتلوا ببسالة من أجل المدينة منذ ما يقرب من شهرين يتحصنون الآن في داخل الأنفاق والمخابئ ويواجهون مواجهة أخيرة مع احتمال ضئيل للهروب [والنجاة].
في مطلع هذا الأسبوع، عندما واجه المصنع حملة قصف روسية عنيفة، نشر أوكراني عرّف عن نفسه في فيديو تم تصويره على "فيسبوك" بأنه الضابط سيرهي فولينسكي من اللواء 36 مشاة البحرية، يدعو زعماء العالم للمساعدة قال فيه: "لدينا أكثر من 500 جندي جريح ومئات المدنيين من بينهم نساء وأطفال وقد يكون هذا نداءنا الأخير، ربما لم يتبق لدينا سوى بضعة أيام أو ساعات فقط".
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه يعتقد أن حوالى 1000 مدني محاصرون في الداخل مع الجنود المتبقين.
أصدرت روسيا مراراً وتكراراً إنذارات نهائية للمدافعين عن ماريوبول للاستسلام وقوبلت بالتجاهل على الدوام.
تعد مدينة دونباس مركز تصدير مهم على بحر آزوف في قلب أوكرانيا الصناعي، ويُنظر لها من قبل موسكو على أنها هدف استراتيجي حيوي، وأن الاستيلاء عليها قد يمكن روسيا من تشكيل جسر بري بين شبه جزيرة القرم- التي ضمها بوتين في عام 2014 - ومنطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين، حيث يتواجه الانفصاليون المدعومون من روسيا مع الجيش الأوكراني منذ ثماني سنوات.
أدت حملة القصف الروسي المستمرة منذ أن أعلن بوتين عن "عمليته العسكرية الخاصة" لنزع السلاح واجتثاث النازية في أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) إلى تحول ماريوبول التي كان عدد سكانها قبل الحرب 400 ألف نسمة إلى خراب أكلته النيران التي لم تخمد بعد.
لقي نحو 20 ألف شخص حتفهم في القتال بينما لا يزال هؤلاء المدنيون محاصرين هناك يعانون من ظروف جهنمية ويعيشون في خوف دائم على حياتهم، بينما يقف العالم موقف المتفرج المصاب بالهلع.
وبحسب ما ورد، تمكنت أربع حافلات محملة بالمدنيين من الفرار من المدينة هذا الأسبوع. وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية إيرينا فيريشوك، إنه سيتم بذل مزيد من الجهود للإجلاء.
اقرأ المزيديحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من وجهة النظر الروسية، فإن الاستيلاء على ماريوبول سيكون بمثابة ضربة دعائية بالنسبة لبوتين، الذي قاد حرباً كارثية حتى الآن، وقواته غير مجهزة [عتادها غير مناسب] وغير مؤهلة على ما يبدو للصد القتال البطولي الذي شنه الأوكرانيون، الذين نالوا إعجاب المجتمع الدولي بأسره.
لكن تَرك مصنع آزوفستال في أيدي الأوكرانيين من شأنه أن يحرم بوتين من هذا الفوز، وهي مشكلة بالنظر إلى أنه يتعرض لضغوط خاصة لإظهار نجاحات كبيرة قبل احتفالات روسيا السنوية في 9 مايو (آيار) المعروفة بـ"يوم النصر" [هزيمة النازية في الحرب الثانية]. ومن هنا جاء تركيز جيشه على دونباس في الأيام الأخيرة.
في ما يلي التسلسل الزمني لمحنة ماريوبول الوحشية منذ بدء الحرب:
في 24 فبراير أعلن بوتين حربه على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون، وسرعان ما أفاد المسؤولون الأوكرانيون بأن القوات الروسية هبطت في ماريوبول وأوديسا وشنت هجمات بالصواريخ الباليستية على المطارات والمقرات العسكرية ومستودعات الأسلحة في المدن الرئيسة مثل كييف وخاركيف ودنيبرو.
في 26 فبراير هددت القوات الروسية بتطويق ماريوبول.
في 27 فبراير بدأت تشديد خناق الحصار بشكل جدي.
في 28 فبراير بينما كان العالم يناشد الكرملين لإنهاء العنف، اندلعت أزمة دبلوماسية جديدة بين روسيا واليونان عندما قصفت القوات الجوية الروسية مستوطنات بوهاس وسارتانا بالقرب من ماريوبول، أغلبية سكانها هم من اليونانيين الأوكرانيين، حيث سقط 12 يونانياً.
في الثاني من مارس (آذار) أفاد رئيس بلدية ماريوبول، فاديم بويشينكو، أن الجيش الروسي يستهدف "بقسوة" [من غير كلل ورحمة] الأحياء السكنية في المدينة بالقذائف وقد قُتل بالفعل عشرات المدنيين.
في الخامس من مارس أعلنت القوات المسلحة الروسية أول وقف إطلاق النار حتى تفتح ممرات إنسانية لإجلاء حوالى 200 ألف مدني، حرموا من المياه والكهرباء. ولكن وقف إطلاق النار المؤقت سرعان ما ينهار، غير أن كلاً الجانبين يلوم الآخر على انهيار وقف إطلاق النار.
في السادس من مارس أجريت محاولة ثانية لإجلاء المدنيين من ماريوبول، لكنها باءت بالفشل مرة أخرى.
في الثامن من مارس فشلت محاولة إجلاء ثالثة، حيث اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بأنها تستهدف مخارج الإجلاء.
سيدة تحمل طفلاً في أحد شوارع ماريوبول على مقربة من جندي روسي (غيتي)
في 14 مارس نجحت أخيراً أول عملية إجلاء للمدنيين من المدينة المحاصرة.
في 15 مارس ادعى أنطون جيراشينكو، مستشار وزير الداخلية الأوكراني، على تطبيق "Telegram" أن اللواء الروسي أوليغ ميتيايف، 46 سنة، قد سقط في ماريوبول، ومن جانبها نفت روسيا الخبر.
في 16 مارس قُصف مسرح الدراما الإقليمي في المدينة، الذي كان يؤوي حوالى 1000 مدني. وفي موضعين خارج المرفق، تم وضع الكلمة الروسية التي تعني "الأطفال" بشكل واضح على أمل وقف الغارات الجوية في قصف ملجأ المدنيين. وأثارت هذه الحادثة احتجاجات كبيرة في جميع أنحاء العالم على وحشية التكتيكات الروسية.
19 مارس لم ترتدع القوات الروسية عن قصف مدرسة للفنون في ماريوبول حيث اتخذها 400 شخص ملجأ.
في 21 مارس أوكرانيا رفضت دعوة روسيا لتسليم المدينة.
في 27 مارس تعرضت ماريوبول مرة أخرى لقصف متواصل، حيث شن الجيش الروسي ضربات صاروخية في أنحاء أوكرانيا، مستهدفة مدن لوتسك وخاركيف وجيتومير وريفني.
وفي 28 مارس تواصل القتال العنيف في وسط المدينة، الذي تقول عنه وزارة الخارجية الأوكرانية إنه تحول الآن إلى "رماد" [دمار عن بكرة أبيه]، حيث اتهم المسؤولون العدو بترحيل المدنيين المحليين قسراً، بما فيهم الأطفال، إلى روسيا. ودعا رئيس البلدية بويتشينكو إلى إجلاء كامل لبقية السكان.
في 30 مارس أبلغ المسؤولون الأوكرانيون عن قصف عنيف في تشيرنيهيف وكذلك في المناطق الخاضعة للسيطرة الأوكرانية في دونباس، بما في ذلك ماريوبول ومارينكا وكراسنوهوريفكا وأفدييفكا وليسيتشانسك.
في 31 مارس أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن قافلة إنسانية في طريقها لإيصال إمدادات المساعدات إلى ماريوبول ودعم عمليات الإجلاء، وصرح في وقت لاحق نائب رئيس الوزراء فيريشوك أن 12 شاحنة من المساعدات كانت في صدد إيصال الإمدادات لولا أن القوات الروسية استولت عليها.
في الثالث من أبريل (نيسان) قُتل المخرج الليتواني مانتاس كفيدارافيسيوس بالرصاص في ماريوبول أثناء محاولته الهرب، وفقاً لوزارة الدفاع الأوكرانية.
الدمار يعم مدينة ماريوبول (رويترز)
في 12 أبريل زعمت الفرقة الأوكرانية كتيبة آزوف المثيرة للجدل التي يعد جنودها من قدامى المشاركين في الحرب المستمرة في دونباس ويقاتلون مرة أخرى في الدفاع عن ماريوبول، على تطبيق تيليغرام "Telegram" أن القوات الروسية أسقطت "مادة سامة مجهولة المصدر" من طائرة من دون طيار على العسكريين والمدنيين الأوكرانيين.
في 13أبريل ادعت وزارة الدفاع الروسية أن 1026 جندياً من اللواء 36 مشاة البحرية الأوكراني، بما في ذلك 162 ضابطاً، قد استسلموا، وتقول أوكرانيا إنه ليس لديها معلومات [تفاصيل] عن هذه المزاعم، لكن دينيس بروكوبينكو قائد آزوف اعترف لاحقاً باستسلام بعض قوات ماريوبول.
في 14 أبريل فاديم دينيسينكو، مستشار وزير الداخلية الأوكراني، نفى مزاعم روسيا عن استسلام القوات الأكرانية، وقال لمحطة تلفزيونية بأن "المعركة على الميناء البحري لا تزال مستمرة حتى اليوم".
في 15 أبريل ادعت وزارة الدفاع الروسية أن مصنع إيليتش للفولاذ والحديد في المدينة قد حُرر من قبضة الجيش الأوكراني.
في 16 أبريل اعلنت روسيا السيطرة على المدينة.
في 17 أبريل اندلع القتال في منطقة بريمورسكي في ماريوبول، ودحض المزاعم الروسية بأن المقاومة الأوكرانية قد تم احتواؤها بالكامل داخل مصنع الفولاذ في آزوفستال.
في 19 أبريل أعلنت وزارة الدفاع الروسية وقفاً آخر لإطلاق النار للسماح بإجلاء المدنيين من المصنع، قائلة إنها "وفرت ثلاث قوافل تتكون كل منها من 30 سيارة وحافلة و 10 سيارات إسعاف"، ومع ذلك فقد حذر مستشار بلدية ماريوبول بيترو أندريوشينكو أنه من المحتمل بأن يكون الممر فخاً [شركاً ينصب للمدنيين].
في 20 أبريل أوكرانيا تتهم روسيا بقصف مستشفى يؤوي 300 شخص في ماريوبول.
في 21 أبريل أمر بوتين جنوده بعدم اقتحام مصنع آزوفستال، حيث إن القتال الشجاع للدفاع عن ماريوبول بدا خاسراً [من غير جدوى] في نهاية المطاف.
subtitle: قبل شهرين فقط، كانت مدينة ماريوبول مركزاً ساحلياً للتصدير، يسكنها 400 ألف شخص .تحملت وطأة الوحشية الروسية حيث تسعى موسكو إلى إنشاء جسر بري بين شبه جزيرة القرم ودونباسجو سمرلادpublication date: الأحد, أبريل 24, 2022 - 12:302024-11-06 18:36:20