<p style="direction:rtl">صدّرت القاهرة إلى القارة العجوز أكثر من مليوني طن متري من الغاز في العام الماضي (أ ف ب)</p>
أخبار وتقارير اقتصاديةTags: مصرالجزائرروسياالغاز الروسيشركة إيني الإيطاليةأوروباتكثف مجموعة الطاقة الإيطالية "إيني" من تحركاتها لتعويض أوروبا، ولو بشكل جزئي، من احتمالية نقص الغاز الروسي، إذ تمد موسكو القارة الباردة بنحو 40 في المئة من احتياجاتها من الغاز.
وبدأت الشركة الإيطالية البحث عن البدائل، سواء بتعزيز الشراكات القائمة، أو بإبرام اتفاقيات مع شركائها بمنطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط، خصوصاً مصر والجزائر.
اتفاق مع القاهرة
ووقعت "إيني" مع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) المملوكة للدولة، اتفاقية لزيادة وتكثيف التعاون في إنتاج الغاز، وتصديره إلى الخارج بحضور رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي وكلاوديو ديسكالزي، الرئيس التنفيذي لشركة "إيني".
ووفقاً لبيان رسمي لمجلس الوزراء، الاتفاق يأتي في إطار الشراكات الاستراتيجية بين القاهرة وروما، خصوصاً في قطاع الطاقة.
وأوضح البيان، أن الاتفاق يهدف إلى تحقيق الاستغلال الأمثل لاحتياطيات الغاز المصري من خلال تعظيم الإنتاج المشترك بين الجانبين، بما يسهم في قيام الشركتين بتحديد الأنشطة والفرص الجديدة من أجل زيادة معدلات إنتاج الغاز على المدى القصير.
وأضاف أن الهدف هو استغلال الإمكانات الكبيرة المتاحة في مجال البحث والاستكشاف في مصر، خصوصاً بمناطق دلتا النيل، وشرق المتوسط، والصحراء الغربية، من خلال حملات لتكثيف عمليات البحث والاستكشاف بقطاعات امتيازها الحالية والمناطق التي حصلت عليها أخيراً، كما يعزز الاتفاق من فرص القاهرة لتصدير شحنات من الغاز المسال من مصنع إسالة الغاز بدمياط إلى إيطاليا أو أوروبا.
وأخيراً، فازت "إيني" بخمسة تراخيص جديدة للتنقيب عن النفط والغاز في مصر، تقع في شرق البحر الأبيض المتوسط والصحراء الغربية وخليج السويس، بمساحة إجمالية تبلغ نحو 8.4 آلاف كيلو متر مربعة.
هل يمكن تعويض الغاز الروسي؟
وقال متحدث وزارة البترول المصرية، حمدي عبد العزيز، إن التعاون بين الحكومة و"إيني" ليس جديداً، مؤكداً لـ"اندبندنت عربية" أن اتفاق الشراكة للبحث عن الغاز "قائم قبل توقيع الاتفاق"، وموضحاً أن الاتفاق الجديد هدفه "تعزيز وتكثيف عمليات البحث والإنتاج والتصدير إلى أوروبا، ورفع شحنات الغاز الطبيعي المسال بحجم إجمالي يصل إلى 3 مليارات متر مكعب في عام 2022 لمحفظة الغاز الطبيعي المسال لشركة (إيني) الموجهة إلى أوروبا وإيطاليا".
وحول قدرة القاهرة على تعويض أوروبا بجزء من الغاز عوضاً عن روسيا، قال حمدي، "لن يستطيع أحد تعويض أوروبا بالغاز الروسي".
اقرأ المزيديحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعمل شركة المحروقات الإيطالية "إيني" في مصر منذ عام 1954 عبر ذراعها شركة "أيوك" التابعة المنتج الرئيس في البلاد بإنتاج يبلغ نحو 360 ألف برميل من المكافئ النفطي يومياً.
وصدرت القاهرة إلى القارة العجوز أكثر من مليوني طن متري من الغاز في العام الماضي ارتفاعاً من 270 ألف طن متري فحسب في عام 2020، وفقاً لمؤسسة ستاندرد أند بورز جلوبال بلاتس.
قبل ما يزيد على الشهر، تعهدت شركة "إيني" الإيطالية ضخ إمدادات إضافية من الغاز الطبيعي والمسال إلى أوروبا، لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي، ضمن خطط الاستغناء عن واردات الطاقة الروسية رداً على غزوها لأوكرانيا.
وكشفت الشركة الإيطالية، في بيان رسمي، الشهر الماضي عن خطط لدعم القارة العجوز بالغاز من خلال مشروعاتها في عديد من الدول، في مقدمتها دول أفريقيا مصر والجزائر وأنغولا ونيجيريا وموزمبيق، مؤكدة قدرتها على توفير موارد غاز إضافية، للمساعدة في تقليل الاعتماد على روسيا في أعقاب هجومها أوكرانيا.
وقال الرئيس التنفيذي لـ"إيني"، كلاوديو ديسكالزي، "استجابتنا الفورية للأزمة الحالية كانت الاستفادة من تحالفاتنا القائمة مع الدول المنتجة لإيجاد مصادر طاقة بديلة لاحتياجات أوروبا من الطاقة".
وأضاف أن الشركة في وضع يمكنها من توفير أكثر من 14 تريليون قدم مكعبة من موارد الغاز الإضافية على المدى القصير والمتوسط، مشيراً إلى أن احتياطاتها الحالية ومواردها من الغاز الطبيعي تبلغ 50 تريليون قدم مكعبة.
ولفت إلى أن المشروعات التي تشارك فيها شركته ستكون قادرة على توفير 15 مليون طن سنوياً من الغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2025، بفضل مشروعاتها الجديدة في الكونغو وأنغولا ومصر وإندونيسيا ونيجيريا وموزمبيق.
الجزائر ترفع حصتها إلى روما 50 في المئة
ونقلت وكالة "بلومبيرغ"، عن مصادر مطلعة أن الجزائر عازمة على زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي إلى إيطاليا بنحو 50 في المئة بصفقة جديدة.
وكشفت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها للصحيفة، أن الاتفاقية "غير علنية"، إذ إن "الجزائر ستعزز صادراتها إلى إيطاليا بنحو 9 إلى 10 مليارات متر مكعب سنوياً بحلول نهاية عام 2022"، و"استلمت إيطاليا نحو 21 مليار متر مكعب من الغاز من الجزائر عام 2021 مقارنة بنحو 29 مليار متر مكعب من روسيا".
ولفتت "بلومبيرغ" إلى أن "إيطاليا، التي تعتمد على الواردات الروسية بنحو 40 في المئة من استهلاكها من الغاز، تسعى للحصول على إمدادات بديلة، حيث يفكر قادة الاتحاد الأوروبي في اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد روسيا" جراء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، إذ قالت روما إنها "ستدعم فرض حظر على الغاز الروسي إذا توحد الاتحاد الأوروبي وراء هذه الخطوة".
لا يمكن سد الفجوة الروسية
من جانبه، قال وزير البترول المصري الأسبق، أسامة كمال، إن اتفاقيتي "إيني" مع مصر والجزائر تهدف إلى زيادة كميات الغاز المسال إلى إيطاليا، ومن ثم إلى القارة الأوروبية.
وأضاف كمال، لـ"اندبندنت عربية"، أن أي كميات إضافية من أي بقعة في العالم "لا يمكنها تعويض الغاز الروسي إلى أوروبا على الإطلاق لسببين: عدم القدرة على تعويض الكمية، إلى جانب أن تكلفة نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أنبوب تعادل 25 في المئة من تكلفة نقل الغاز الروسي من القاهرة أو الجزائر إلى أوروبا".
وتابع، "استهلاك القارة الباردة من الغاز 240 مليار قدم مكعبة، 40 في المئة من تلك الكمية تأتي من موسكو، بينما تقتسم دول العالم الـ60 في المئة المتبقية، وروسيا تنتج 65 مليار قدم مكعبة من الغاز يومياً، ونصف الكمية توجه إلى أوروبا".
وحول إنتاج مصر من الغاز، قال وزير البترول الأسبق، إنه "لا يتعدى الـ7.3 مليار قدم مكعبة في اليوم نصيب الشركاء الأجانب 2.3 مليار قدم مكعبة، بينما تحصل الحكومة المصرية على نحو 5 مليارات قدم مكعبة يومياً منها"، لافتاً إلى أن وزارة الكهرباء "تحصل بمفردها على 4 مليارات قدم مكعبة يومياً من تلك الكمية، كما تحتاج القاهرة إلى نحو 1.8 مليار قدم مكعبة يومياً، لتشغيل المصانع وتسيير المركبات وغاز المنازل وغيره. القاهرة قد تتمكن على المدى البعيد من زيادة صادراتها إلى أوروبا بشكل كبير من خلال خط الأنابيب المخطط له مع اليونان".
12 مليار قدم مكعبة إنتاج الجزائر
وحول الإنتاج الجزائري من الغاز، قال كمال، إن إجمالي ما تنتجه الجزائر من الغاز يصل إلى 12 مليار قدم مكعبة يومياً، مضيفاً أن كل ما تفعله "إيني" هو "محاولات لسد جزء من الثغرات الناتجة عن غياب الغاز الروسي".
وترتبط "إيني"، التي أبرمت عقود غاز طويلة الأمد مع شركة النفط والغاز الجزائرية "سوناطراك"، بعلاقات تاريخية مع الجزائر، فخلال العام الماضي وقعت سلسلة من الاتفاقيات تهدف إلى زيادة الإنتاج في البلاد.
وتواجه أوروبا والعالم واحدة من أكبر صدمات إمدادات الطاقة على الإطلاق، وعلى الرغم من نجاة قطاع الطاقة من العقوبات الغربية المباشرة حتى الآن، إلا أن حالة عدم اليقين بشأن الحرب تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط.
في سياق متصل، أعلنت شركة "إيني" عن اكتشافات جديدة نفطية وغازية جديدة في امتيازات مليحة، في الصحراء الغربية بمصر، لما يقرب من 8.500 برميل يومياً من المكافئ النفطي.
وأضافت "إيني"، في بيان، أنه جرى ربط هذه الاكتشافات الجديدة بالإنتاج، بما يتماشى مع استراتيجية الاستكشاف التي تقودها البنية التحتية، مما يسمح بتعظيم فرص الاستكشاف القريبة من البنية التحتية الموجودة.
وجددت "إيني" في البيان الرسمي التزامها في الصحراء الغربية، إضافة إلى ذلك، تجدد إيني التزامها في الصحراء الغربية من خلال الاستحواذ الأخير على كتلتين للتنقيب مع التخطيط في عام 2022 لمسح زلزالي ثلاثي الأبعاد جديد عالي الدقة في امتياز مليحة، يهدف أيضاً إلى التحقيق في إمكانات الغاز في المنطقة، تتماشى مع أهداف تحول الطاقة.
subtitle: أكد مراقبون أن البلدين العربيين لن يستطيعا تعويض غاز موسكو بسبب كلفة النقل والعجز عن تعويض الكميةمحمود عبدهpublication date: الجمعة, أبريل 22, 2022 - 20:452024-11-06 20:42:00