Breaking News >> News >> Independent Arabia


بوريس جونسون يحاول تفادي أزمته البرلمانية بزيارة إلى الهند


Link [2022-04-21 14:52:44]



<p>اعتمدت الهند وبريطانيا موقفين متباينين بشأن أوكرانيا (أ ف ب)&nbsp;</p>

دولياتTags: الهندجونسونبريطانياأوكرانياروسيابوتينالتجارة

يناقش النواب البريطانيون الخميس قضية الحفلات التي نظمتها رئاسة الحكومة البريطانية خلال فترة الإغلاق للحد من انتشار كورونا وفرضت بسببها غرامة على رئيس الوزراء بوريس جونسون الذي يبدو أن الأزمة التي يواجهها مستمرة. على الرغم من أنه حاول تفاديها من خلال زيارة يقوم بها إلى الهند. هل تعمد زعيم حزب المحافظين خداع البرلمان؟ نظرا لأغلبيته، يبدو ضئيلًا احتمال موافقة مجلس العموم على إطلاق إجراء برلماني قد يدفعه إلى الاستقالة. لكن هذا النقاش الذي سيعطي قبل كل شيء فكرة عن حجم الدعم الذي يتمتع به يمنع بوريس جونسون المصمم على البقاء في السلطة من طي صفحة هذه الفضيحة. والقضية التي تراجعت أهميتها بسبب الحرب في أوكرانيا، أطلقت مجددا الأسبوع الماضي عندما فرضت عليه غرامة لمخالفته قيود مكافحة كوفيد-19 أثناء مشاركته في حفل مفاجئ في عيد ميلاده السادس والخمسين في حزيران (يونيو) 2020. وهو أول رئيس للحكومة البريطانية يعاقب لانتهاكه القانون. وبما أنه في زيارة للهند، سيتغيب عن البرلمان الخميس.

بانتظار الانتخابات التشريعية

لكنه كرر أنه يريد البقاء في منصبه حتى الانتخابات التشريعية المقبلة المقرر إجراؤها في 2024 والتركيز على "الأمور التي تهم" الناخبين، حسب تصريحات نقلتها وسائل إعلام بريطانية على متن الطائرة.

وكرر بوريس جونسون الثلاثاء اعتذاره "الصريح" للنواب والبريطانيين قائلا إنه "لم يتصور" أن هذا التجمع الذي لم يستمر أكثر من عشر دقائق على حد قوله، "قد يشكل انتهاكا للقواعد". لكن ذلك لم يقنع المعارضة التي تقدمت بمذكرة إلى مجلس العموم لمعرفة ما إذا كان رئيس الوزراء خدع عمدا البرلمان بتأكيده مرات عدة أنه احترم كل القواعد. لكن هذه المذكرة لا تتمتع بفرصة للنجاح نظرا إلى الأغلبية المحافظة الكبيرة في مجلس العموم. كما يعتقد العديد من النواب الذين دعوا من قبل إلى رحيل جونسون أنه من غير المناسب الآن طرده من منصبه في سياق الحرب في أوكرانيا. لكن النقاش سيسمح لأي متمردين محتملين في حزبه بكشف مواقفهم. وسيخضع لمراقبة دقيقة موقف الأعضاء المحافظين المنتخبين بين الولاء لزعيم حزبهم وغضب الناخبين، مع اقتراب انتخابات محلية ستجرى في الخامس من أيار (مايو.) وفي محاولة لتهدئة النفوس وكسب الوقت، قدمت الحكومة اقتراح تعديل من جانبها لتأجيل التصويت على إحالة القضية إلى لجنة الامتيازات، وهي لجنة برلمانية مسؤولة عن هذا النوع من القضايا، حتى انتهاء تحقيق للشرطة وآخر إداري. وفي حال نقل القضية إليها، يمكن لهذه اللجنة التحقيق وإذا لزم الأمر، التوصية بعقوبات لا يعرف حجمها ومداها. لكن القانون الوزاري ينص على أن أي وزير يضلل البرلمان عن عمد يجب أن يستقيل. وقال زعيم حزب العمال كير ستارمر "نحث نواب حزب المحافظين على فعل الأمر الصائب: احترام تضحيات ناخبيهم خلال الوباء والقول إن الجمهور كان على حق في الالتزام بالقواعد". ووصف زعيم المعارضة الثلاثاء بوريس جونسون بأنه "رجل لا يخجل"، داعيا نواب الأغلبية إلى التخلص من زعيمهم لإعادة "الصدق والنزاهة" إلى الحياة السياسية البريطانية. كما واجه رئيس الحكومة انتقادات حادة من داخل معسكره حيث قال النائب المحافظ مارك هاربر إنه لم يعد "يستحق" البقاء في منصبه. وإلى جانب تحقيق برلماني، لا يبدو جونسون بعيدا عن غرامات جديدة لمشاركته في خمسة احتفالات أخرى على الأقل حسب الصحف. وسيتعين عليه أيضا أن يواجه في موعد لم يحدد بعد، النتائج التي توصلت إليها الموظفة الحكومية الكبيرة سو غراي التي تحدثت في تقرير تمهيدي عن "أخطاء في القيادة والحكم".

من لندن إلى الهند

في هذا الوقت حط بوريس جونسون، الخميس 21 أبريل (نيسان) في الهند، في زيارة تستغرق يومين، وتتمحور حول مناقشات تجارية واستراتيجية، لكن من المستبعد أن تدفع نظيره الهندي، ناريندرا مودي، إلى الخروج عن تحفظه في دعم التدابير الغربية ضد الاجتياح الروسي لأوكرانيا.

وصل جونسون إلى ولاية غوجارات الغربية، التي يتحدر منها مودي، حيث سيلتقي رؤساء شركات ويجري جولة ثقافية في مدينة أحمد آباد التاريخية، مسقط رأس نصف سكان بريطانيا من ذوي الأصول الهندية.

جولة جونسون بدأت بزيارة إلى أشرام (مجلس) سابارماتي في شمال أحمد آباد، الذي كان في ما مضى مقر المهاتما غاندي، بطل الاستقلال الهندي.

وقد دعي جونسون إلى الجلوس على مغزلة من خشب، وهي آلة كانت أساسية في الماضي لصناعة النسيج المحلية، جعل منها غاندي رمزاً لمقاومة الهيمنة الاستعمارية البريطانية في الهند.

ويتوجه جونسون بعد ذلك إلى نيودلهي، حيث سيلتقي بمودي الجمعة، في حين يصوت البرلمان البريطاني من جهته على قرار إنشاء هيئة لتحديد إذا ما كان الزعيم المحافظ قد ضلل عن قصد البرلمان في المسوغات التي قدمها لتبرير فضيحة الحفلات "بارتيغيت".

ويجد بوريس جونسون للتخلص من فضيحة الحفلات المقامة في مقر رئاسة الحكومة (دوانينغ ستريت) خلافاً للقيود المفروضة لحد انتشار "كوفيد-19"، ما أدى إلى تغريمه وتقديمه اعتذاراً علنياً وإطلاق دعوات لاستقالته.

وقد أرجئت هذه السفرة إلى الهند مرتين بسبب جائحة "كوفيد-19" وباتت لفترة وجيزة هذا الأسبوع موضع تساؤل بسبب التصويت المزمع إجراؤه ودعوات المعارضة إلى استقالة الزعيم المحافظ.

 أهمية كبيرة

غير أن هذا اللقاء يكتسي أهمية كبيرة فعلاً، ولا يجوز تأجيله، وفق مصادر بريطانية. وكشفت رئاسة الحكومة عن نيتها إبرام اتفاقات استثمار ثنائية بقيمة مليار جنيه استرليني من شأنها أن تستولد 11 ألف فرصة عمل في بريطانيا.

ومن شأن هذه الزيارة أن تسمح بـ"توطيد العلاقات الاستراتيجية بين بلدينا في مجال التجارة والدفاع والتبادلات الفردية"، بحسب ما قال جونسون للبرلمان قبل مغادرة لندن.

وستتيح الزيارة نسج شراكات جديدة في مجالات الدفاع والذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء، فضلاً عن إبرام اتفاقات استثمار في ميادين مثل تكنولوجيا الروبوتات والمركبات الكهربائية والأقمار الاصطناعية.

وقال جونسون، في بيان، "شراكتنا العتيدة ستكون مصدر عمالة ونمو وفرص لشعبينا، وهي ستتوطد على مر السنوات".

وتقر لندن بأن الطريق ما زال طويلاً قبل إبرام اتفاق تجاري ما بعد "بريكست" مع حكومة مودي، التي تصر على منح مزيد من تأشيرات السفر للهنود كي يتسنى لهم أن يدرسوا أو يعملوا في بريطانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تباين بشأن أوكرانيا

بشأن أوكرانيا، اعتمد البلدان موقفين متباينين. وفي حين تكثف لندن العقوبات الاقتصادية ضد روسيا، وهي في طليعة البلدان التي تزود كييف بمساعدات عسكرية، تحفظت حكومة ناريندرا مودي عن التنديد علناً بالاجتياح الروسي والتصويت في هذا الصدد خلال اجتماعات الأمم المتحدة.

وقال أحد الناطقين باسم بوريس جونسون، للصحافيين، إنه من المفترض أن تشكل الحرب على أوكرانيا محور مناقشات قمة يوم الجمعة، مع التوضيح أن المسألة تقضي بالعمل على نحو مشترك مع الهند "لتوسيع التحالف" ضد روسيا، لكن لندن ستتحفظ عن "إعطاء الدروس".

وكانت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، قد زارت نيودلهي، الشهر الماضي، للطلب من حكومة مودي بذل المزيد من الجهود في مواجهة روسيا، لكن من دون جدوى. كما أن رئيس الوزراء الهندي لم يعر اهتماماً لنداءات الرئيس الأميركي جو بايدن.

وأشاد جونسون بفوائد نقلة أسرع إلى الطاقة المتجددة في الهند، وفق الناطق باسمه، لكن من دون تحديد كيف يمكن لبريطانيا أن تساعد في تحقيق هذا الهدف على المدى القصير.

ونظراً إلى انعكاسات الحرب في أوكرانيا على إمدادات الطاقة، تستبعد داونينغ ستريت تليين موقفها بخصوص "صفر انبعاثات"، بعدما انضمت الهند إلى الصين برفضها التخلي عن الفحم خلال القمة المناخية في غلاسكو العام الماضي.

subtitle: مجلس العموم البريطاني يناقش فضيحة الحفلات وتباين بين لندن ونيودلهي بشأن أوكرانيا(أ ف ب)publication date: الخميس, أبريل 21, 2022 - 13:45

Most Read

2024-11-07 02:57:38