<p class="rteright">قال زيلينسكي إن روسيا قد تلجأ إلى استخدام الأسلحة الكيماوية بعد أن حشدت قواتها لشن هجوم جديد (رويترز)</p>
دولياتTags: روسياأوكرانياالحرب الروسية الأوكرانيةالحرب في أوكرانيافلاديمير بوتينجو بايدنالولايات المتحدةالبنتاغونعاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي توارى إلى حد كبير منذ إبعاد قواته عن محيط العاصمة الأوكرانية كييف هذا الشهر، إلى الظهور الثلاثاء للدفاع عن حربه "النبيلة" في أوكرانيا، وقال إن محادثات السلام وصلت إلى طريق مسدود.
وفي مؤتمر صحفي داخل حظيرة طائرات في قاعدة فضائية في أقصى شرق روسيا، تبعد ست مناطق زمنية عن موسكو، تحدث بوتين عن عدة نقاط مفادها أن موسكو "لم يكن لديها خيار" سوى التدخل لحماية الانفصاليين وهزيمة النازيين الجدد و"مساعدة الناس".
وأضاف أن الاقتصاد الروسي ما زال صامداً على الرغم من العقوبات الغربية وأن الغرب يزيف الدلائل على جرائم الحرب التي يُزعم أن القوات الروسية ارتكبتها في بلدات أوكرانية. وفيما يتعلق بالمحادثات بين روسيا وأوكرانيا، قال بوتين "بالنسبة لنا، لقد عدنا مرة أخرى إلى طريق مسدود".
كان هذا ثاني ظهور علني لبوتين في غضون أسبوع، بعد ظهور قصير في جنازة أحد النواب القوميين حيث لم يقل شيئاً بشكل مباشر عن الحرب.
ورداً على سؤال من عاملين في القاعدة الفضائية عما إذا كانت العملية في أوكرانيا ستحقق أهدافها، قال بوتين "بالتأكيد. ليس لدي أي شك على الإطلاق". وأضاف "أهدافها واضحة ونبيلة تماماً".
لكن في مؤتمر صحفي لاحق عقد أمام أعلام نصبت خلف الحظيرة وبينما يقف إلى جانب رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو حليفه في هذه الحرب، بدا بوتين مراراً وكأنه يتلعثم أو يتحدث بكلمات غير مفهومة. ولم يَبدُ سوى مرات معدودة قدرة على الحديث بوجهه الواثق وملامحه الجامدة التي ظلت سمة مميزة لظهوره العام كزعيم لروسيا منذ ما يزيد على 22 عاماً.
وعن العقوبات المالية، قال بوتين "تلك الحرب التي كان أعداؤنا يعولون عليها لم تنجح". ويمثل أحدث ابتعاد لبوتين عن الظهور العلني تغييراً في سلوك قائد كان لا يختفى من شاشات التلفزيون الروسي في الأيام الأولى من الحرب.
"إبادة جماعية"
استخدم الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء للمرة الأولى مصطلح "الإبادة الجماعية" لتوصيف ما يحصل في أوكرانيا في ما يبدو اتّهاماً للجيش الروسي الذي يواصل هجومه.
وفي كلمة خصّصها لجهود التصدي للتضخمّ ألقاها في آيوا قال الرئيس الأميركي "ميزانيتكم العائلية، وقدرتكم على ملء خزانكم بالوقود، لا ينبغي أن يرتبط شيء من هذا بإعلان ديكتاتور الحرب وارتكابه إبادة جماعية في الطرف الآخر من العالم".
وعزا بايدن الارتفاع الإضافي المسجّل في نسبة التضخم والذي رفع أسعار الوقود في الولايات المتحدة بين فبراير ومارس (آذار) بأكثر من 18 بالمئة، إلى الهجوم الروسي. وقال الرئيس الأميركي إن "70 بالمئة من الارتفاع المسجّل في الأسعار في مارس مردّه رفع بوتين لأسعار الوقود".
وفي الولايات المتحدة ارتفع التضخمّ في مارس إلى أعلى مستوى له منذ ديسمبر (كانون الأول) 1981 مسجّلا 7,1 بالمئة على أساس سنوي، وفق مؤشر أسعار السلع الاستهلاكية الذي نشرته الثلاثاء وزارة العمل.
وكانت الوزارة قد أوضحت في بيان أن "مؤشر أسعار الوقود ارتفع بنسبة 18,3 بالمئة في مارس" مقارنة بفبراير. وقال بايدن إن "هجوم بوتين على أوكرانيا رفع أسعار الوقود والمواد الغذائية في العالم أجمع". وتوجّه المعارضة الجمهورية انتقادات لبايدن لاتّباعه سياسة اقتصادية تفاقم التضخّم.
حصار ماريوبول
انسحبت الدبابات الروسية من شمال أوكرانيا بعد أن فشلت فيما يعتقد الغرب أنه مهمة للاستيلاء بسرعة على العاصمة كييف. وتناثرت جثث المدنيين الذين قتلوا في العديد من البلدات التي تركوها وراءهم فيما وصفته كييف بحملة قتل وتعذيب واغتصاب. وتنفي موسكو استهداف المدنيين أو ارتكاب جرائم حرب.
ونشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صورة للسياسي الأوكراني البارز الموالي لروسيا فيكتور ميدفيدتشوك مكبل اليدين بعد ما وصفه زيلينسكي بأنه عملية نفذتها قوات الأمن. وقالت كييف إن ميدفيدتشوك، الذي واجه قضية خيانة، هرب من الإقامة الجبرية بعد أيام من بدء الهجوم. وينفي ميدفيدشوك، الذي يقول إن بوتين الأب الروحي لابنته، ارتكاب أي مخالفات.
وتقول روسيا إن حملتها تهدف الآن إلى الاستيلاء على مزيد من الأراضي لصالح الانفصاليين في إقليمين شرقيين، وهي منطقة تعرف باسم دونباس. وتشمل مدينة ماريوبول الساحلية ، التي تحولت إلى أرض خراب تحت الحصار الروسي.
وتقول أوكرانيا إن عشرات الآلاف من المدنيين محاصرون داخل تلك المدينة دون أي سبيل لجلب الطعام أو الماء ، وتتهم روسيا بعرقلة قوافل المساعدات.
ويبدو أن معركة ماريوبول وصلت يوم الثلاثاء إلى مرحلة حاسمة ، حيث يتحصن مشاة البحرية الأوكرانيون في منطقة آزوفستال الصناعية. وشاهد صحفيو "رويترز" المرافقون للانفصاليين المدعومين من روسيا النيران تتصاعد من منطقة آزوفستال.
ومنذ أن أرسل بوتين قواته عبر الحدود في 24 فبراير (شباط)، أُجبر حوالى ربع سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة على الفرار من منازلهم، وقُتل أو جرح الآلاف.
وذكر بافلو كيريلينكو ، حاكم منطقة دونيتسك الشرقية، التي تضم ماريوبول، أنه اطلع على تقارير عن حوادث استخدام أسلحة كيماوية محتملة في المدينة لكنه لم يستطع تأكيدها.
وقال لشبكة (سي.إن.إن) "نعلم أنه قرب منتصف الليلة الماضية، أسقطت طائرة مسيرة عبوة ناسفة غير معروفة حتى الآن ، وشعر الأشخاص الذين كانوا داخل وحول مصنع ماريوبول للمعادن بالتعب، كان هناك ثلاثة أشخاص". وقال إنهم نُقلوا إلى المستشفى ولم تكن حياتهم في خطر.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين الثلاثاء إن الولايات المتحدة ليست في وضع يسمح لها بتأكيد التقارير المتعلقة باستخدام أسلحة كيماوية في أوكرانيا ، لكنها تعمل لتحديد ما حدث بالفعل.
هجوم جديد
قال زيلينسكي الاثنين إن روسيا قد تلجأ إلى استخدام الأسلحة الكيماوية بعد أن حشدت قواتها لشن هجوم جديد. ولم يقل إن كانت هذه الأسلحة استُخدمت فعلاً. وتقول الولايات المتحدة وبريطانيا إنهما تتحققان من التقارير الخاصة بذلك.
اقرأ المزيديحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتمنع معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية لعام 1997 إنتاج هذه الأسلحة واستعمالها وتكديسها. وذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء أن القوات الاتفصالية المدعومة من روسيا في شرق أوكرانيا نفت استخدام الأسلحة الكيماوية في ماريوبول.
وتخلى الروس عن محاولتهم الاستيلاء على العاصمة الأوكرانية كييف بعد أن فشلت قواتهم في الزحف عليها أمام المقاومة الأوكرانية. لكنهم يضاعفون جهودهم في الشرق بما في ذلك دونيتسك ومنطقة لوغانسك المجاورة حيث حث حاكم المنطقة سيرهي جايدال السكان على الرحيل.
وكتب جايدال على مواقع التواصل الاجتماعي "من المخيف بشكل كبير للغاية أن تبقوا وتأكلكم النار وأنتم نائمون من قذيفة روسية". وأضاف "ارحلو، فمع كل يوم يزداد الوضع سوءاً. التقطوا أشياءكم الأساسية وتوجهوا إلى نقطة التقاطكم".
ووجه زيلينسكي نداء خلال الليل للحصول على المزيد من الأسلحة من الغرب لمساعدة أوكرانيا على إنهاء حصار ماريوبول وصد الهجوم المتوقع في الشرق. وقال "لسوء الحظ أننا لا نحصل على القدر الذي نحتاج إليه من الأسلحة لإنهاء هذه الحرب بشكل أسرع... خاصة لفك الحصار عن ماريوبول".
مساعدات عسكرية أميركية لأوكرانيا
قال مسؤولان أميركيان مطلعان لوكالة "رويترز" إن من المتوقع أن تعلن إدارة بايدن اليوم الأربعاء مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا في حربها ضد القوات الروسية بقيمة 750 مليون دولار.
سيتم تمويل المساعدات باستخدام سلطة السحب الرئاسي التي يمكن بموجبها للرئيس الأميركي أن يأذن بنقل مواد وخدمات من المخزونات الأميركية دون موافقة الكونجرس للتعامل في حالات الطوارئ.
وقال أحد المسؤولين إن القرارات النهائية بشأن المساعدات التي سيتم إرسالها لا تزال قيد الدراسة. وقال البيت الأبيض قبل أيام إنه قدم أكثر من 1.7 مليار دولار من المساعدات الأمنية لأوكرانيا منذ الهجوم الروسي.
وقال مصدران مطلعان الثلاثاء إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ستستضيف رؤساء أكبر ثماني شركات أميركية لتصنيع السلاح يوم الأربعاء لبحث طاقة هذه الشركات ومدى قدرتها على تلبية حاجات أوكرانيا من السلاح إذا استمرت الحرب مع روسيا عدة سنوات.
وقفز الطلب على السلاح بعد الهجوم الروسي مما دفع الولايات المتحدة وحلفائها إلى نقل الأسلحة إلى هذا البلد. وأبلغ المصدران، اللذان طلبا عدم نشر اسميهما، "رويترز" بأن من المتوقع أن يناقش الاجتماع إعادة تزويد أوكرانيا بالسلاح إضافة إلى التخطيط لحرب أطول.
وقال أحد المصدرين إن مكتب الاستحواذ والاستدامة التابع للبنتاغون، وهو مشتري السلاح لحساب وزارة الدفاع الأميركية، سيستضيف اجتماعاً لمدة 90 دقيقة، ومن المتوقع أن تحضره كاثلين هيكس نائبة وزير الدفاع.
وقالت وزارة الدفاع إن الأسلحة المفيدة أكثر هي الأنظمة الأصغر مثل صواريخ جافلين المضادة للدبابات وصواريخ ستينجر المضادة للطائرات والتي ترسلها واشنطن والحلفاء إلى أوكرانيا بشكل شبه يومي.
وتنتج "رايثيون تكنولوجيز" و"لوكهيد مارتن كورب" معاً صواريخ غافيلن بينما تنتج "رايثيون" صواريخ "ستينجر". ومن بين شركات السلاح الكبرى الأخرى "بوينغ" و"نورثروب غرومان" و"جنرال دايناميكس" و"إلـ 3 هاريس تكنولوجيز".
هولندا تحتجز 20 يختاً
أعلنت سلطات الجمارك الهولندية الثلاثاء أنها احتجزت 20 يختاً في ورش بناء سفن في هولندا بعد فرض عقوبات على روسيا وبيلاروس.
وأوضحت السلطات الجمركية في بيان "إثر العقوبات التي فرضت على روسيا وبيلاروس وضعت الجمارك تحت الرقابة المشددة 20 يختاً في تسع ورش لبناء السفن".
وأضافت "بما أنها تحت الرقابة المشددة لا يسمح بتسليم هذه اليخوت العشرين أو نقلها أو تصديرها". و14 من هذه السفن الفارهة في طور البناء فيما ثمة يختان مخزنان وأربعة قيد الصيانة.
ويرواح طول هذه اليخوت بين 8,5 أمتار و120 متراً. وأوضحت الجمارك "ثبت أن اثنين من هذه اليخوت على ارتباط بشخص يرد اسمه على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي". وفتح تحقيق بشأن يخت آخر.
وكانت السلطات الجمركية الهولندية أعلنت الأربعاء احتجاز 14 يختاً. وأعلنت دول اوروبية عدة في الفترة الأخيرة مصادرة يخوت تستهدفها العقوبات منذ بدء الهجوم الروسي.
subtitle: الولايات المتحدة ستعلن إرسال مساعدات عسكرية إلى كييف بقيمة 750 مليون دولار وكالاتpublication date: الأربعاء, أبريل 13, 2022 - 01:152024-11-07 06:15:02