<p class="rteright">التعاون العسكري الجزائري - الروسي يزداد قوة (التلفزيون الجزائري)</p>
تقاريرTags: الجزائرالمغربروسياالولايات المتحدةفرنساالحرب الروسية الأوكرانيةشمال أفريقياباتت منطقة شمال أفريقيا مقترنة بالأخبار العسكرية بشكل لافت منذ فترة، وإذا كان الأمر عادياً في ليبيا التي تعيش وضعاً متردياً، وكذلك بالنسبة للصحراء الغربية، فإن غير العادي هو ما يحدث مع الجزائر والمغرب من خلال المناورات العسكرية.
استعراض القوة
بعد سباق التسلح الذي ساد بين الجزائر والمغرب، جاء الدور على استعراض القوة عبر مناورات عسكرية متبادلة، وبعد مرور أسابيع على مناورات مغربية - فرنسية بالقرب من حدود الجزائر، أعلنت المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية أن مناورات مشتركة لمكافحة الإرهاب للقوات البرية الروسية والجزائرية ستجري في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بالجزائر.
وقالت في بيان إنه انعقد بمدينة "فلاديقوقاز" في روسيا المؤتمر التخطيطي الأول للإعداد لمناورات القوات البرية الروسية - الجزائرية المشتركة لمكافحة الإرهاب، والتي من المقرر إجراؤها في نوفمبر من هذا العام، في قاعدة "حماقير"، مشيرة إلى أنه خلال المؤتمر، تم تنسيق سيناريوهات التمرين وتنظيم اللوجستيات، بما في ذلك إجراءات الإقامة.
وأضاف البيان، أن المناورات ستكون عبارة عن تحركات تكتيكية للبحث عن الجماعات المسلحة غير الشرعية وكشفها وتدميرها، ومن المقرر أن يشارك في التدريبات من الجانب الروسي نحو 80 عسكرياً من المنطقة العسكرية الجنوبية، مشيراً إلى أن خطة المناورات القتالية لقوات المنطقة العسكرية الجنوبية لعام 2022 تنص على مشاركة عسكريين من المنطقة في تدريبات دولية مع وحدات من القوات المسلحة للجزائر ومصر وكازاخستان وباكستان.
مخاوف
وأثارت الخطوة المخاوف بسبب الوضع الدولي الذي تسيطر عليه الحرب الروسية - الأوكرانية، كما طرحت تساؤلات حول إمكانية تحويل منطقة شمال أفريقيا إلى ساحة معركة بين الشرق والغرب، في ظل التقارب المغربي - الأوروبي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية من جهة والتحالف الجزائري - الروسي من جهة أخرى.
وبقدر ما يحرص الغرب على تقوية علاقاته مع المغرب خاصة خلال الفترة الأخيرة، تحرص روسيا على توثيق تعاونها العسكري مع الجزائر بشكل دوري سواء عبر المناورات المشتركة أو اللقاءات العسكرية الرفيعة، أخرها انعقاد أشغال الاجتماع العادي للجنة الحكومية المشتركة الجزائرية - الروسية المكلفة بالتعاون العسكري والتقني في 25 مارس (آذار) الماضي.
لن تكون ساحة حرب
في السياق، يرى الباحث في الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية، صهيب خزار، في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، أن "المناورات التي ستقوم بها الجزائر وروسيا من جهة، والمغرب مع فرنسا والولايات المتحدة من جهة ثانية، تفصح طبيعة التوازنات والتموقعات الدولية لدول المنطقة، ولها دلالة تاريخية أيضاً باعتبار أن اختيار شهر نوفمبر له دلالة تحررية بالنسبة للجزائريين"، وقال إن "اختيار هذا الشهر للقيام بمناورات كبرى مع الحليف الروسي ليست نتاج الصدفة أبداً، بل له معاني كبرى موجهة لدول العالم والمنطقة"، مشدداً أن "العالم حالياً يشهد إعادة ترتيبات جيواستراتيجية بشكل واضح أكثر مما سبق من الأزمنة، وسيكون للجزائر تموقعها الذي يليق بالمكانة التي تحوزها في القارة الأفريقية كدولة لها موقعها الاستراتيجي في المتوسط وعمق الصحراء ودبلوماسيتها النشطة التي تتحرك في كل حدب وصوب لتثبيت موقعها كقوة إقليمية معتد بها في شمال أفريقيا، وأيضاً لها كلمتها في خضم التفاعلات الاستراتيجية الدولية التي يعيشها العالم حالياً".
اقرأ المزيديحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعتقد خزار أن "شمال أفريقيا لن تكون ساحة حرب بين الشرق والغرب لأن المغرب ليس بالقوة التي تؤهله لتحقيق توازن أو واقع معين في المنطقة، كما أن الجزائر بدورها لا يمكنها أن تلعب دور البيدق لدول أخرى في العالم"، مبرزاً أن التفاهم الجزائري - الروسي زاد قرباً بعد عقدين تقريباً من البرودة في العلاقات واقتصارها على الصفقات التسليحية بين البلدين، إلا أن ردود فعل الجزائر تجاه الدعوات الغربية لها بزيادة ضخ الغاز لأوروبا ورفضها ذلك باعتبار الخطوة طعناً لروسيا وللعلاقات التاريخية بينهما، زاد في حرارة العلاقة بين البلدين، وكذلك الاتفاق على العديد من وجهات النظر المشتركة تجاه المنظومة الدولية الحالية.
رسالة واضحة ورد صريح
بالمقابل، يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عبد الوهاب حفيان، إن المناورات المشتركة بين الجيشين الروسي والجزائري على الحدود مع المغرب، رسالة واضحة ورد صريح على المناورات المشتركة الفرنسية - الأميركية - المغربية على حدود الجزائر، ما يعني أن المنطقة دخلت فعلاً مرحلة متطورة من التجاذبات والصراعات بين الشرق و الغرب، حيث تسعى كل من روسيا والولايات المتحدة إلى توسيع مناطق النفوذ والتعاون في الفترة الحالية، خاصة بعد الأزمة الأوكرانية التي جعلت من مناطق النفوذ في العالم عبارة عن لعبة صفرية بمعنى أن مكاسب طرف تعني خسارة طرف آخر.
ويواصل حفيان، أنه في خضم هذا التحول تسعى الدول الأخرى لإيجاد تحالفات استراتيجية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً تتماشى مع رؤيتها، وتضمن مصالحها الحيوية في إطار نطاقها الجغرافي والدولي، والجزائر في مرحلة بناء شراكة قوية مع روسيا لا سيما في هذه الفترة، بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الجزائر وما دار حولها، والتي لم تحقق من خلالها الجزائر طموحاتها، الأمر الذي جعلها تتجه بشكل مباشر للشراكة الروسية، وبعث رسائل ذات بعد دولي بأن الجزائر حليف روسي يمكن أن يكون مؤثراً في مجال التحالفات خاصة بعد التحالف المغربي الأميركي الفرنسي الذي أصبح يشوش على الجزائر في الأوساط الدولية السياسية والاقتصادية والعسكرية.
لا يقصد بها أي معسكر
إلى ذلك، يعتبر أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، رابح لونيسي، أن الحرب الباردة بين روسيا والولايات المتحدة عادت بشكل قوي بعد اندلاع الحرب الأوكرانية - الروسية، لكن من دون أي غطاءات أيديولوجية كما كانت في السابق، بل أبرزت الأمور بأن كل الصراعات هي من أجل السيطرة والهيمنة لا غير، وقال إنه لا يمكن نفي العلاقات الوطيدة للجزائر مع روسيا التي تعود إلى ما بعد استرجاع الاستقلال، وعليه فإن هذه المناورات تتم بشكل عادي وروتيني، وهي ليست جديدة، ولا يقصد بها أي معسكر، بل تدخل في إطار تحسين التكوين والتدريب للجيش الجزائري، مشيراً إلى أنه "من غير المستبعد أن توظف الولايات المتحدة الدين لضرب روسيا، وهو ما من شأنه فتح المجال لعودة الإرهاب بشكل قوي، وهو ما ستتضرر منه الجزائر".
subtitle: تسعى كل من روسيا والولايات المتحدة إلى توسيع مناطق النفوذ والتعاون في الفترة الحالية مع الأزمة الأوكرانيةعلي ياحيpublication date: السبت, أبريل 9, 2022 - 04:002024-11-08 07:09:46