Breaking News >> News >> Independent Arabia


ما هي كتيبة "آزوف" ذات الشعار النازي الذي أحرج الناتو؟


Link [2022-04-08 16:53:11]



<p>في العام 2014&nbsp;أفادت تقارير غربية بأن كتيبة "آزوف" استقطبت متطوعين من اليمين المتطرف في الخارج (أ ف ب)</p>

تقاريرTags: آزوفروسياأوكرانياالحرب في أوكرانياالناتوالنازيين الجدداليمين المتطرف

في الثامن من مارس (آذار) الفائت، وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نشرت منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) عبر حسابها الرسمي بموقع "تويتر" صورة لجنديات أوكرانيات، باعتبارهن رمزاً ملهماً للقوة، مغردة "يجب أن تعيش جميع النساء أحراراً ومتساويات. نفكر في النساء الرائعات في أوكرانيا. قوتهم وشجاعتهم ومرونتهم هي رمز لروح أمتهم". لكن سرعان ما حذفت إدارة الحساب التغريدة بعد أن أدركت أن إحدى الجنديات المشار لها ترتدي رمزاً للنازية.

في التغريدة، التي حظيت بسيل من الانتقادات في التعليقات وإعادة التغريد، ارتدت الجندية رمز الشمس الأسود على زيها العسكري. ويرتبط الرمز المكون من دائرتين متحدة المركز وأشعة تبدأ من الدائرة الأصغر إلى الأكبر، بالنازية ويحظى بشعبية لدى النازيين الجدد في أوكرانيا.

بدورهم استغل المؤيدون لقرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، باجتياح أوكرانيا التغريدة لدعم موقفهم من الحرب، باعتبارها تتفق مع سردية بوتين، التي صورت الحرب على أنها "مهمة خاصة" لحماية السكان المتحدثين بالروسية في أوكرانيا من خطر تعرضهم للإبادة الجماعية على أيدي "النازيين الجدد".

كتيبة آزوف و"الفيلق الوطني"

على الرغم من أن أسباب بوتين الحقيقية من الحرب لا تتعلق بشكل رئيس بالنازية، لكن في الوقت نفسه فإن وجود ما يُعرف بكتيبة "آزوف" اليمينية المتطرفة المشكلة من عناصر من النازيين الجدد، كجزء من المشهد العسكري والسياسي في أوكرانيا منذ ما يقرب من عقد من الزمن، يشكل نقطة ضعف وتهديد رئيسة للأوكرانيين وحلفائهم الغربيين أنفسهم.

برزت كتيبة "آزوف" عام 2014 في المعركة ضد الانفصاليين المتحدثين بالروسية شرق أوكرانيا المدعومين من موسكو، حيث قاتلت ضمن عديد من كتائب المتطوعين في صفوف الجيش الأوكراني. لكن بروز قوة هذه الكتيبة أثار وقتها قلقاً متزايداً لدى الدول الغربية، إذ نشرت صحيفة الغارديان البريطانية في 10 سبتمبر (أيلول) 2014، تحقيقاً ومقابلات مع أعضاء من الكتيبة يثير القلق بشأن الميول المتطرفة لأعضائها الذين ينتمي بعضهم للنازيين الجدد، على الرغم من أنها ربما تكون القوة الأوكرانية الأقوى والأكثر موثوقية في ساحة المعركة ضد الانفصاليين، ما جعل الصحيفة البريطانية تصف الكتيبة بأنها التهديد الأكبر لكييف.

ولفتت "الغارديان"، وقتها، إلى أن شعار الكتيبة المكون من حرفي "أن" و"آي"، وهو اختصار لشعار "الفكرة الوطنية"، يشبه في كتابته شعار النازية "ولفسانجيل".

انفصل الجناحان السياسي والعسكري لـ"آزوف" عام 2016، عندما تأسس حزب "الفيلق الوطني" اليميني المتطرف كجناح سياسي، وجرى دمج كتيبة "آزوف" في الحرس الوطني الأوكراني منذ ذلك الحين. وتقول شبكة "سي أن أن" الأميركية، إن الكتيبة تتمتع بتاريخ من الميول النازية الجديدة، التي لم يتم إخمادها بالكامل من خلال اندماجها في الجيش الأوكراني.

وتضيف "سي أن أن"، أن كتيبة آزوف ارتبطت بالعنصريين البيض والأيديولوجية النازية الجديدة وشاراتها، وكانت نشطة بشكل خاص في ماريوبول والمناطق المحيطة في عامي 2014 و2015، حيث سجلت فرق المراسلين التابعة للشبكة الأميركية في المنطقة، في ذلك الوقت، تبني "آزوف" لشعارات وأدوات النازيين الجدد.

منظمة عابرة لليمين المتطرف

في العام 2018، وصفت وزارة الخارجية الأميركية حزب "الفيلق الوطني"، الذي أسسه القيادي القومي أندري بيلتسكي، بأنه "مجموعة كراهية قومية". كما أنه بعد اندماج كتيبة "آزوف" في الحرس الوطني الأوكراني، ناقش الكونغرس الأميركي تصنيف الكتيبة منظمة إرهابية أجنبية، غير أن وزير الشؤون الداخلية الأوكراني آنذاك، أرسين آفاكوف، دافع عن الكتيبة. وقال في تعليقات لموقع "يوكرينسكا برافادا" في 2019، إن "الحملة الإعلامية المخزية حول الانتشار المزعوم للأيديولوجية النازية (بين أعضاء آزوف) هي محاولة متعمدة لتشويه سمعة وحدة آزوف والحرس الوطني الأوكراني".

بحسب ألكسندر ريتزمان، كبير المستشارين في مشروع مكافحة التطرف (CEP)، مركز بحثي مقره برلين، "فإن حركة آزوف هي لاعب رئيسي خطير لليمين المتطرف العابر للحدود، وعملت كمركز للشبكة لعدة سنوات حتى الآن، مع روابط قوية مع المتطرفين اليمينيين في عديد من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة".

في العام 2014، أفادت تقارير غربية بأن كتيبة "آزوف" استقطبت متطوعين من اليمين المتطرف في الخارج، ما يعني أن الكتيبة حالياً تضم العديد من مؤيدي النازية من الدول الأوروبية والولايات المتحدة ممن ربما استجابوا إلى دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي دعا في فبراير (شباط) الماضي، الأجانب للانضمام إلى لواء دولي من المتطوعين باسم "الدفاع الإقليمي" لدعم الجيش الأوكراني في القتال ضد "المحتلين الروس".

في أعقاب هذه الدعوة، وعلى مدار الأسابيع الماضية، أفادت وسائل الإعلام الغربية بانضمام الكثير من المقاتلين، سواء مواطنين غربيين أو عسكريين سابقين، للقتال في أوكرانيا. وقالت الإذاعة الألمانية منتصف الشهر الماضي، إن ألمانيين تطوعوا للانضمام إلى جيش زيلينسكي، وأنه وفقاً للدوائر الحكومية الأوكرانية، توجه عدة مئات من المواطنين الألمان إلى أوكرانيا للقتال ضد الجيش الروسي.

كما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأميركية، برغبة عدد متزايد من المحاربين القدامى الأميركيين للسفر إلى كييف، فيما تحدثت وسائل الإعلام الأوكرانية عن انضمام أكثر من 20 ألف متطوع من 52 دولة للقتال ضمن كتائب المتطوعين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

موسكو وإرث بانديرا

بالنسبة لبوتين، الذي زعم أن حكومة أوكرانيا يديرها "مدمنون على المخدرات ونازيون جدد"، فإن "آزوف" تمثل هدفاً واضحاً. وطالما قالت موسكو إن للكتيبة دوراً كبيراً في الصراع، متهمة إياها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان. وفي 7 مارس الماضي، ألقى سفير روسيا لدى الأمم المتحدة باللوم على "آزوف" لإغلاق ممر إنساني لإجلاء المدنيين في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة، قائلاً إنهم يستخدمون "المواطنين دروعاً بشرية".

لكن في اليوم نفسه، قال القيادي العسكري في "آزوف"، دينيس بروكوبينكو، في مقطع فيديو نشره عبر حساب الكتيبة على "تويتر"، إن "محاولات تنظيم ممر آمن لنقل المدنيين باءت بالفشل بسبب عدة تحركات للعدو (القوات الروسية) في منطقة التجمع". فيما عادت واتهمت وزارة الدفاع الروسية "مقاتلين من كتيبة آزوف القومية" بقصف مسرح في ماريوبول كان يؤوى مدنيين وأطفالاً، ويحمل تحذيراً مكتوباً بالروسية على جانبي المبني بشأن وجود أطفال.

تجربة أوكرانيا الخاصة مع النازية طالما كانت موضوع نقاش كبير داخل البلاد وخارجها. إذ احتلت ألمانيا النازية أوكرانيا بين عامي 1941 و1944، وبينما حارب بعض الأوكرانيين الغزاة النازيين، اختار بعض القوميين، مثل ستيبان بانديرا، الذي سعى للاستقلال عن الاتحاد السوفياتي، التعاون مع برلين ضد موسكو. لكن حالياً، تعتبر أوكرانيا كلاً من الهولوكوست الذي ارتكبته ألمانيا النازية ومجاعة هولومودور التي وقعت تحت الحكم السوفياتي قبل حوالي عقد من الزمان، إبادة جماعية.

وتقول مجلة "نيوزويك"، الأميركية، إن بعض القادة الأوكرانيين احتفلوا بإرث بانديرا، بخاصة منذ تحقيق الاستقلال عن الاتحاد السوفياتي عام 1991، بما في ذلك الرئيس السابق فيكتور يوشينكو. أدى هذا الاتجاه إلى توتر العلاقات بشدة مع موسكو، التي قالت إن كييف يقودها عناصر يمينية متطرفة منذ انتفاضة عام 2014 التي أسفرت عن وصول حكومة موالية للغرب إلى السلطة، مما أدى إلى تمرد موال لروسيا في المناطق الواقعة شرق أوكرانيا مع ضم روسيا لشبه جزيرة القرم جنوباً.

أسئلة غير مريحة للغرب

وعلى غرار التحذير الذي أثارته الصحافة الغربية في العام 2014 بشأن صعود "آزوف"، تقول شبكة "سي أن أن"، إن وجود عنصر فعال مثل "آزوف" داخل القوات المسلحة الأوكرانية، يطرح أسئلة غير مريحة للحكومة الأوكرانية وحلفائها الغربيين الذين يواصلون إرسال المساعدات لأوكرانيا. وتشير إلى أنه في الماضي غير البعيد، تبنت قيادة "آزوف" علانية وجهات نظر بشأن تفوق عرق البيض وأقامت روابط مع مجموعات وأفراد متشابهين في التفكير في الدول الغربية.

ومع ذلك، تنفي كتيبة "آزوف" علاقتها بالنازية والفاشية، وقالت في تعليقات صحافية للشبكة الأميركية "سيكون من السخف الاعتقاد بأننا متحدون بفكرة العنصرية البيضاء أو النازية". وأشارت إلى أنها تضم أوكرانيين من خلفيات مختلفة دينية ووطنية بما في ذلك "اليونانيون واليهود وتتار القرم والروس، معظمهم من الناطقين بالروسية ومعظمهم من الأرثوذكس، لكن هناك كاثوليك وبروتستانت ووثنيون ومسلمون ومن يعتنقون اليهودية وهناك ملحدون".

ويقول ريتزمان، إنه على الرغم من السمعة الدولية السيئة لكتيبة "آزوف"، فإن أوكرانيا "ليست حفرة استقطاب للمتعاطفين مع النازيين". مشيراً إلى أنه في الانتخابات الأخيرة في العام 2019، فاز الجناح السياسي لآزوف بنسبة 2.15 في المئة فقط من الأصوات، وخسر بيلتسكي مقعده في البرلمان.

إضافة إلى ذلك، قال ريتزمان، "هناك ممثلون يمينيون متطرفون بارزون في روسيا أيضاً، وأوضح: "هناك مشكلة تطرف يميني على جانبي الصراع، لكن يبدو أن هناك تحيزاً في الحديث فقط عن مشكلة اليمين المتطرف في أوكرانيا".

subtitle: صعدت عام 2014 في المعركة ضد الانفصاليين المتحدثين بالروسية شرق أوكرانياإنجي مجديpublication date: الجمعة, أبريل 8, 2022 - 16:00

Most Read

2024-11-08 09:49:47