Breaking News >> News >> Independent Arabia


إسرائيل تقدم تسهيلات رمضانية للفلسطينيين مقابل "الهدوء"


Link [2022-04-07 07:13:07]



<p class="rteright">فلسطينيات عند حاجز في بيت لحم للعبور&nbsp;إلى القدس (غيتي)</p>

تقاريرTags: المسجد الأقصىإسرائيلفلسطينالضفة الغربيةالجيش الإسرائيليالقدس

بعد الهجمات التي أودت بحياة 11 شخصاً في ثلاث مدن، قررت إسرائيل الإبقاء على التسهيلات المقررة للفلسطينيين خلال شهر رمضان، تجنباً للمزيد من التصعيد، مع إقرار إجراءات أخرى، منها سحب تراخيص عمل من بعض الأطراف.

هذه الحزمة من القرارات جاءت في ختام تقييم للوضع الأمني بين رئيس هيئة الأركان، ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، ونائب رئيس الشاباك، ومنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي، وأُقر خلالها السماح للفلسطينيين بالدخول إلى الحرم القدسي يوم الجمعة لأداء الصلاة.

ووفقاً لبيان حكومي صادر عن مكتب وزير الدفاع، بيني غانتس، فإنه سيُسمح للفلسطينيين الذين تبلغ أعمارهم 50 سنة وما فوق بالصلاة في المسجد الأقصى خلال يوم الجمعة المقبل، في حين سيُسمح لمَن تزيد أعمارهم على 40 سنة بالتقدم للحصول على تصريح للصلاة، كما سيُسمح للنساء جميعاً بالدخول، والأطفال حتى سن 12 سنة.

إضافة لذلك، سُمح بالزيارات العائلية في إسرائيل للأقارب من الدرجة الأولى للفلسطينيين من سكان الضفة الغربية، من يوم الأحد حتى الخميس، ومن المقرر أن يجري تقييم للوضع الأمني الأسبوع المقبل، وخلاله سيجري اتخاذ قرار بتوسيع الخطوات المرتبطة بالزيارات العائلية استناداً إلى الوضع الأمني. كما سيجتمع المجلس الأمني المصغر، الأحد المقبل، وهو الاجتماع الثاني له في غضون عشرة أيام.

وأشارت قناة "ريشت كان" العبرية، أنه سيتم، الأسبوع المقبل، إجراء تقييم آخر للأوضاع من شأنه فحص توسيع الخطوات، لافتة إلى أنه تم إبلاغ السلطة الفلسطينية بالإجراءات المتخذة، إضافة إلى توسيع ساعات العمل في المعابر من أجل تقديم أفضل استجابة ممكنة للزوار، علماً أنه خلال السنتين الماضيتين لم تُمنح تسهيلات في رمضان بذريعة انتشار جائحة كورونا.

هدم البيوت

وتشير المعلومات إلى نقاشات حادة دارت في المجلس الوزاري "الكابينت" الإسرائيلي الذي أقر عدم إلغاء "التسهيلات" المقررة قبل شهر رمضان، إذ إن كبار ضباط الشرطة عارضوا بشدة موقف الجيش، وطلبوا تشديد القيود في هذه المرحلة بالتحديد، إضافة إلى المطالبة بمنع أي شخص ليس لديه تصريح من المرور عبر المعابر ودخول القدس، والصلاة في المسجد الأقصى.

ووفق المعلومات، فإن قادة الجهازين اختلفوا أيضاً في مسألة دخول الفلسطينيين القاصرين إلى القدس المحتلة، إذ يميل الجيش إلى التسهيل والاعتقاد بأنه يجب السماح لهؤلاء الأولاد حتى سن 14 سنة بعبور الحواجز ودخول المسجد الأقصى، حتى لو لم تكن لديهم تصاريح على الإطلاق، ومن ناحية أخرى تدّعي الشرطة أن سن القاصرين يجب أن يقتصر على 12 سنة.

وبعد نقاشات حادة توصل المجلس الوزاري إلى قرار رفض الإغلاق التام على مناطق الضفة الغربية، مع التركيز على متابعة "التحريض" عبر الشبكات الاجتماعية، وسحب تصاريح العمل من أقرباء منفذي العمليات الإرهابية، واتخاذ قرار بهدم بيوت منفذي العمليات خلال الأيام المقبلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتشير وسائل إعلام إسرائيلية إلى مخاوف من تصاعد العمليات الهجومية وحوادث الطعن وغيرها خلال رمضان الحالي، وهو ما تؤكده قيادات أمنية وعسكرية وسياسية في إسرائيل تحذر من أن شهر رمضان قد يشهد عملية تصعيد غير مسبوقة، كما قد يؤدي إلى انفجار واسع يصل إلى حد اندلاع انتفاضة شعبية عارمة، وربما تتطور الأمور إلى ما هو أبعد من معركة "سيف القدس 2" إلى مواجهات عسكرية أكبر من معركة وأقل من حرب شاملة، تتعدى المشاركة العسكرية فيها قطاع غزة نحو المنطقة والإقليم.

ووفق مصادر فلسطينية، فإنه منذ اليوم الأول لرمضان حوّل الجيش الإسرائيلي منطقة باب العمود إلى ثكنة عسكرية، ونشر فيها وحدات جيش وشرطة في مختلف أزقة وشوارع المدينة، لا سيما في البلدة القديمة، وتم تركيب كشافات إضاءة قوية على أسطح الغرف الأمنية التي أقامها الجيش على مدخل ساحة باب العمود.

وتلفت المصادر إلى أن حدة التوتر والمواجهات ازدادت ما بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي، بعد اقتحام وزير خارجية إسرائيل ساحة باب العمود، وتحولها بعد الإفطار وصلوات التراويح إلى ساحة حرب حقيقية ومعارك كر وفر.

استغلال إعلامي

وتؤكد المصادر أن الجيش الإسرائيلي لديه أوامر "إعلامية" بالعمل من أجل التهدئة وعدم تصاعد الأوضاع في شهر رمضان، إذ يعلن عن مجموعة تسهيلات تمكن من وصول المصلين للأقصى، من أجل استغلالها إعلامياً وتسويقها عربياً وإسلامياً وإقليمياً ودولياً بأنه معني بالتهدئة و"تبريد" الأوضاع في شهر رمضان وعدم تصاعدها، لكن الواقع الميداني مختلف تماماً، إذ تبرز عمليات تصعيد ممنهجة وعمليات استباقية من اغتيالات، كما حدث في جنين أخيراً، باغتيال ثلاثة من أعضاء سرايا القدس، وكذلك عمليات الاعتقال بحق الأسرى المحررين ونشطاء الفصائل، وتوسعت عمليات الاعتقال والاعتقال الإداري بعد عمليات بئر السبع والخضيرة وتل أبيب لتطاول الداخل الفلسطيني 48.

وأضافت المصادر أن إطلاق إسرائيل عملية "كاسر الأمواج" مؤشر ميداني سلبي تجاه التهدئة، لا سيما أنه تم الحشد فيها لخمسة عشر فرقة عسكرية على طول الخط الفاصل وفي القدس وعلى حدود قطاع غزة، وفي الضفة الغربية، ورفع جاهزية كل الأجهزة الأمنية والتجسسية، وبحسب القناة الـ13 العبرية، أمر رئيس أركان الجيش قياداته العسكرية برفع حالة التأهب القصوى، استعداداً لما يسميه معركة "حارس الأسوار 2".

وفي وقت تسوق الحكومة الإسرائيلية للتسهيلات التي اعتمدتها خلال شهر رمضان، ينتقد فلسطينيون هذه الخطوات، التي يعتبرون أنها لا تنطوي عملياً على أية تسهيلات، بل هي في واقع الأمر تمثل تشديداً للقيود المفروضة على دخول الحرم القدسي، إذ أكدوا أنه في أشهر رمضان السابقة، كان يسمح بدخول الفلسطينيين من 40 سنة فما فوق من دون تصاريح أمنية. وفي رمضان الذي سبق جائحة كورونا، كان يسمح لسكان قطاع غزة بالقدوم لصلاة الجمعة في الأقصى بحافلات خاصة، وهو ما لم يعد مسموحاً به هذا العام. وعادة ما يتجمع الفلسطينيون بشكل مكثف في المنطقة خلال رمضان، ما يدفع الشرطة الإسرائيلية أحياناً إلى تفريقهم، الأمر الذي يحدث أجواء من التوتر في المدينة.

وتأتي هذه القرارات مع تصاعد التوترات في منطقة باب العمود بالقدس الشرقية، منذ بداية شهر رمضان على خلفية قمع الشرطة الإسرائيلية للشبان الذين يتجمعون هناك. وفي رمضان من العام الماضي، شهدت القدس توترات متصاعدة بين الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين، بخاصة في محيط المسجد الأقصى و"باب العامود" وحي "الشيخ جراح"، ما أسفر عن إصابة مئات الفلسطينيين، بينهم حالات خطرة، واعتقال العشرات. وتطورت الأمور إلى معركة عسكرية واسعة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة استمرت لمدة 11 يوماً بين 10 و21 مايو (أيار) 2021، ما أسفر عن مقتل وجرح المئات من الفلسطينيين، فيما ردت الفصائل بإطلاق آلاف الصواريخ تجاه المدن الإسرائيلية.

رسائل مؤثرة

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، عن أن الحكومة نقلت رسائل إلى دول تعتبر أنها مؤثرة على الفلسطينيين، هي الأردن ومصر وتركيا وقطر والإمارات، وكذلك إلى الإدارة الأميركية، قالت فيها إنها تتوقع من هذه الدول بذل جهود من أجل خفض التوتر في القدس والضفة الغربية، خلال شهر رمضان. معتبرة في هذه الرسائل، أنه إذا حافظ الفلسطينيون على هدوء خلال هذا الشهر، فإنها ستقدم تسهيلات، تتعلق بالأساس بمنح تصاريح عمل في إسرائيل لفلسطينيين.

وتطالب الحكومة الإسرائيلية الدول التي تواصلت معها بممارسة ضغوط على حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وعلى السلطة الفلسطينية. كما تخطط الحكومة لتكون هذه "التسهيلات" تدريجية، وستنفذ ذلك من خلال فرض قيود عمرية على وصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، وبحيث يصبح خفض سن المصلين مشروطاً بالهدوء.

subtitle: السماح بصلاة الجمعة في الأقصى ومخاوف من انتفاضة شعبية عارمة قد تتطور إلى مواجهات عسكريةطوني بولسpublication date: الأربعاء, أبريل 6, 2022 - 21:15

Most Read

2024-11-08 12:37:20