<p>أفراد الأمن يمشون أمام لافتة تحمل صورة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بالقرب من مبنى مجلس النواب (أ ف ب)</p>
متابعاتTags: باكستانالديونالتضخمالركودأياً كان رئيس وزراء باكستان المقبل بعد قرار رئيس الدولة حل الجمعية الوطنية، الأحد الثالث من ابريل (نيسان)، فإنه يواجه تحديات كبيرة بعد ساعات فقط من رفض نائب رئيسها قبول مقترح تصويت حول حجب الثقة كان من المحتمل أن يؤدي إلى إقالة رئيس الوزراء عمران خان. ويعني ذلك أن الباكستانيين سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع في غضون 90 يوماً.
وقال مدير معهد البحوث التاريخية والاجتماعية البروفيسور جعفر أحمد، إن الحكومة المقبلة ستحتاج إلى خوض "تحديات متعددة على مستوى العلاقات الداخلية والخارجية". وفي ما يأتي أهم المسائل المطروحة على رئيس الوزراء المقبل في باكستان التي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة.
الديون والتضخم
تراكمت الديون وتسارع التضخم وضعفت الروبية، ما أدى إلى ركود النمو على مدى السنوات الثلاث الماضية مع احتمال ضئيل لحصول تحسن حقيقي. وقال نديم الحق نائب رئيس المعهد الباكستاني لاقتصادات التنمية وهو منظمة بحثية في إسلام أباد، "فقدنا البوصلة"، وأضاف، "هناك حاجة لإصلاحات سياسية جذرية لتغيير مسار الاقتصاد".
وتجاوز معدل التضخم 12 في المئة، والدين الخارجي 130 مليار دولار أي 43 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وانخفضت الروبية إلى 185 مقابل الدولار، أي بنحو الثلث منذ تولي عمران خان السلطة.
ولم تستكمل باكستان تلقي حزمة الدعم التي قدمها صندوق النقد الدولي بقيمة ستة مليارات دولار، ووقعها خان عام 2019، لأن الحكومة تراجعت عن اتفاق حول خفض أو إنهاء دعم سلع معينة وتحسين الإيرادات وتحصيل الضرائب.
واعتبر رئيس مجلس الأعمال الباكستاني إحسان مالك أن "حزمة صندوق النقد الدولي يجب أن تستمر".
تحويلات المغتربين في الخارج
على الصعيد الإيجابي، بلغت التحويلات المالية للمغتربين الباكستانيين أعلى مستوياتها على الإطلاق، على الرغم من أن التدفقات النقدية وضعت باكستان تحت مجهر مجموعة العمل المالي، الجهة الرقابية العالمية لغسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وأكد جعفر أحمد أن "هذا سيف مسلط على البلاد يمكن أن يسقط في أي وقت".
هجمات دامية
في الأشهر الأخيرة، صعدت حركة "طالبان - باكستان" هجماتها، وهي حركة قائمة بذاتها تشترك في جذورها مع الحركة الأصولية التي تولت السلطة في أفغانستان، العام الماضي، وهددت الحركة بشن هجوم واسع على القوات الحكومية خلال شهر رمضان الذي بدأ الأحد في باكستان، واتهمت في السابق بالمسؤولية عن سلسلة هجمات دامية.
وحاول عمران خان ثني المتشددين عن ممارسة العنف، لكن المحادثات مع مقاتلي الحركة لم تنجح، العام الماضي، قبل انهيار هدنة استمرت شهراً.
اقرأ المزيديحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعهدت حركة "طالبان" الأفغانية بعدم السماح باستخدام البلاد قاعدة للمسلحين الأجانب، لكن لا يُعرف بعد إن كانت ستوقف بالفعل أنشطة الآلاف من الإسلاميين الباكستانيين المتمركزين في أفغانستان وسط تساؤلات عن وجهتهم في حال طردتهم سلطات كابول، ويرى الخبراء ألا حلول سهلة في هذا الملف حتى بالنسبة إلى الحكومة المقبلة، وقال المحلل السياسي رفيع الله كاكار، "تحدي التمرد سيبقى كبيراً ومهماً للحكومة الجديدة".
الحكم الذاتي
أما في بلوشستان الغنية بالمعادن، أكبر ولايات باكستان، فيطالب الانفصاليون منذ أعوام بتعزيز الحكم الذاتي ونصيب أكبر من الثروة في حين تعاني المنطقة اضطرابات طائفية وعنف جماعات متطرفة، واقترح كاكار نهجاً من شقين يشمل "تدابير بناء ثقة ومصالحة سياسية" في بلوشستان، وتشديد التعامل مع "طالبان" "مرة واحدة وإلى الأبد"، ويقول عمران خان إن الولايات المتحدة تقف وراء محاولة إطاحته من خلال التآمر مع المعارضة، وسيتعين على الحكومة المقبلة العمل بجد لإصلاح العلاقات مع واشنطن التي تمثل مورداً رئيساً للأسلحة في مقابل توريد روسيا للأسلحة إلى الهند.
وأثار خان غضب الغرب بمواصلة زيارته موسكو في اليوم الذي بدأت فيه روسيا حرباً على أوكرانيا، كما كان أيضاً أحد قادة الدول القلائل الذين حضروا افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين التي قاطعها آخرون احتجاجاً على سجل الصين في مجال حقوق الإنسان.
ومع ذلك، هدأ قائد الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا بعض المخاوف في نهاية الأسبوع بقوله، "العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة لا تزال على رأس اهتمامات باكستان، والجيش له نفوذ كبير في البلاد بغض النظر عن توجهات الحكومة"، وقال المحلل السياسي توصيف أحمد خان، إن "الحكومة المقبلة تحتاج إلى بذل جهد جاد لإصلاح الأضرار".
subtitle: تراكم الديون وتسارع التضخم وضعف الروبية أكبر المعوقات والركود متواصل منذ سنوات(أ ف ب)publication date: الأحد, أبريل 3, 2022 - 20:302024-11-09 00:07:14