Breaking News >> News >> Independent Arabia


ارتكب بوتين خطأ فادحا باجتياح أوكرانيا... وحري بموسكو أن تدرك ذلك


Link [2022-04-04 00:33:49]



<p class="rteright">شكلت المسيرات الحربية شوكة في خاصرة القوات الروسية&nbsp;إذ دمرت مدرعات إضافة إلى عدة سفن حربية (أ ف ب)</p>

آراءTags: فلاديمير بوتينأوكرانيابيلاروس

ماذا يريد فلاديمير بوتين من أوكرانيا؟ بعد مرور شهر على حرب دمرت البلاد، ونجمت عنها موجة لجوء ضخمة في أوروبا، ورفعت أسعار الغذاء والوقود حول العالم، لا تزال أهداف بوتين النهائية من ورائها غير واضحة، ومن غير المعلوم كذلك إلى متى وإلى أي مدى من العدوانية ينوي السعي لتحقيقها.

في آخر إشارة صدرت عنها، قالت موسكو، إن جُلّ ما تريده التركيز على مناطق شرق دونباس، بعد شن هجماتها في جميع أرجاء البلاد، وإنها قد تقرر مع ذلك الاستيلاء على العاصمة.

يعتبر البعض أنه من غير المجدي تقريباً محاولة سبر غور ذهن مثل ذهن [طريقة تفكير] بوتين لفهم سبب اجتياحه أوكرانيا.

وتشرح أولغا إيريسوفا، رئيسة تحرير صحيفة "ريدل" التي تتناول الشأن الروسي، "ثمة نظام مفصل على قياس شخص واحد ويعتمد عليه. من الصعب على أي كان فهم طريقة تفكير هذا الشخص. فما يتطلبه ذلك هو النظر داخل عقله وقراءة أفكاره".

بدلاً من التركيز على سبب اتخاذ بوتين قرار الاجتياح، قد يكون من المفيد أكثر تحليل طريقة قيامه بهذا الاجتياح عبر النظر في الآليات التي أفضت إلى الصراع. قبل 18 شهراً من اجتياح بوتين أوكرانيا، وقعت انتفاضة شعبية غير مسبوقة في بيلاروس المجاورة بعد ما أشيع من أنباء عن مصادرة رئيس البلاد، ألكسندر لوكاشينكو، على الانتخابات الرئاسية.

لجأ لوكاشينكو، حليف بوتين الذي يقبض على السلطة منذ 28 عاماً، إلى القوة الوحشية لقمع التظاهرات السلمية، ففرضت عليه العقوبات والعزل عن الغرب، مما أرغمه على التذلل أكثر للكرملين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

سمح هذا التحول الجيوسياسي لبوتين بوضع قواته في مكان لا يبعد سوى ساعات قليلة فقط عن العاصمة الأوكرانية كييف، فيما يبعد ساعة واحدة عن مدينة تشيرنيهيف الصناعية. أصبحت بيلاروس في الوقت الحالي محطة لعلاج الجنود الجرحى الذين يتدفقون من الجبهة الأمامية، وهناك بعض المخاوف من أن يرسل لوكاشينكو قواته إلى أوكرانيا.

يستحسن أن تصب القوى الغربية المعارضة للتسلط العسكري الروسي تركيزها على دور بيلاروس، وتبحث في طرق أقوى من العقوبات لإطاحة لوكاشينكو، فتزيل البلاد بالتالي من حسابات بوتين نهائياً.

من العناصر الأخرى غير الملحوظة في عملية اتخاذ بوتين قراره [بالعملية العسكرية] استخدام أوكرانيا لمسيّرات بيرقدار تركية الصنع ضد القوات الموالية لروسيا في منطقة دونباس الشرقية في أواخر عام 2021. بدأت المسيّرات تجعل الكفة في ميزان القوى تميل لصالح كييف، ولا بد من أن بوتين أدرك أن آلياته وعقائده المتقادمتين من حقبة الحرب الباردة لا تضاهي هذه الأدوات الخفية غير المتكافئة. ويرجح أنه علم بأنه مضطر للإسراع إن لم يرغب بخسارة منطقة دونباس.

شكلت المسيّرات الحربية شوكة في خاصرة القوات الروسية، إذ دمرت مدرعات إضافة إلى عدة سفن حربية راسية في الميناء - كما أشيع. لا بد من أن بوتين يكره المسيّرات. ولذلك، على حلفاء أوكرانيا تسريع الشحنات، ولكن إلى الآن، تركيا هي الوحيدة التي زودت أوكرانيا بالسلاح - أقله علناً.

ومن الأرجح أن الانقسام والتشرذم الغربي كان عاملاً آخر في تحليل [تقييم] جدوى شن الحرب. ربما بحسب أن العالم مشتت لدرجة تحول دون تشكيله استجابة متماسكة وموحدة لأي غزو ممكن [رداً متماسكاً]، وأن روسيا قادرة على تحمل تكلفة ذلك.  

وتقول هانا نوتي، خبيرة الشأن الروسي في مركز فيينا لشؤون نزع السلاح وعدم الانتشار "ربما كانت قراءة للوضع الدولي. توقع أن جوزيف بايدن سيكون ضعيفاً ويركز على الصين، وأن ألمانيا قد عقدت لتوها الانتخابات، وهناك استياء عام بمسار الأمور في كييف".

بيّنت هذه التحليلات خطأها، ورصّ الغرب الصفوف إجمالاً حول أوكرانيا. حتى شركاء روسيا - الصين والهند وإيران - امتنعوا في الأمم المتحدة عن التصويت ضد الإجراءات التي تدين الاجتياح الروسي.

ولكن من أجل تلافي سوء تفاهم كهذا في المستقبل، الأفضل أن ترتب الدول الغربية الأمور داخلها [ترصّ صفوفها]. وهذا يعني التصرف بشدة مع متملقي بوتين داخل "الناتو" أو الاتحاد الأوروبي مثل فيكتور أوربان الهنغاري أو المؤسسة السياسية البلغارية عبر منع الموارد المالية عنهم طالما يخضعون للكرملين. كما أنه يعني قطع التمويل غير المشروع من الكرملين للأحزاب والمنظمات السياسية الأوروبية.

ويعني كذلك إذلال من يمكنون بوتين في الغرب علناً بنفس الطريقة التي واجه بها العمدة البولندي فويتشخ باكون السياسي الإيطالي الموالي للكرملين ماتيو سالفيني، عندما قال له أمام عدسات كاميرات التلفزيون، "أنا لا أحترمك".

قال بوتين إنه يريد "تطهير (أوكرانيا) من النازيين". ريما يعني هذا تخليص البلاد من السلوك المناوئ لروسيا الذي برز خلال السنوات الثماني منذ هجومه للمرة الأولى على أوكرانيا، ولكن ما حدث هو تضخم الشعور القومي لدى الأوكرانيين إلى درجة هائلة، حيث شارك الجميع، ابتداءً من أصحاب المتاجر، وصولاً إلى المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، في صناعة قنابل مولوتوف بكثرة، حتى إن الأوكرانيين الناطقين بالروسية في الشرق والجنوب باتوا يدينون بالولاء لكييف.

قال بوتين إنه يريد "نزع السلاح" من أوكرانيا. إنما عوضاً عن ذلك، تتدفق الأسلحة بحرية باتجاه البلاد، ويصبح الجنود المواطنون أكثر مهارة في إطلاق الصواريخ من طراز "ستينغر" والقذائف الصاروخية. عبّر 69 في المئة من الأوكرانيين و27 في المئة من الأوكرانيات في استطلاع للآراء عن استعدادهم لحمل السلاح ضد الروس. هؤلاء هم العناصر الأساسية لحركة التمرد الدموية وباهظة الثمن التي قد تمتد سنوات في حال قرر بوتين تحدي كل الظروف والاستيلاء على أوكرانيا أو حتى على أجزاء كبيرة منها.

قال بوتين إنه يريد دفع "الناتو" للتراجع غرباً، ولكن [على خلاف ما يشتهي] ما يحدث في المقابل هو أن عشرات آلاف عناصر "الناتو" ينتشرون في شرقي منطقة البلطيق وبولندا ورومانيا فيما تزيد كل الدول الغربية إنفاقها على الدفاع في إطار رد متناسق ضد روسيا.

كتب ميلتون بيردن، ضابط وكالة الاستخبارات المركزية السابق الذي ساعد الأفغان في هزيمة الاتحاد السوفياتي بعد حرب امتدت عقداً من الزمن وسرعت انهيار النظام الشيوعي "حتى لو نجح في الاستيلاء على كييف - وإطاحة حكومة زيلينسكي واستبدالها بعملاء موالين لروسيا - يمكن أن تكون متاعب موسكو في بدايتها. كما حدث في أفغانستان منذ 40 سنة تقريباً، من الأرجح أن يواجه بوتين مقاومة شديدة السلاح لا تكل ولا تمل، يدعمها في السر تحالف غربي شبيه بذلك الذي دفع بالسوفيات للخروج من أفغانستان". 

على مستوى كل المقاييس الموضوعية، فشلت حرب فلاديمير بوتين فشلاً ذريعاً. لم يتبقَّ سوى إقناعه بهذا الواقع [ما آلت إليه الأمور].

subtitle: على مستوى كل المقاييس الموضوعية فشلت حرب فلاديمير بوتين فشلاً ذريعاً ولم يتبقَ سوى إقناعه بهذا الواقعبورزو درغاهيpublication date: الأحد, أبريل 3, 2022 - 10:00

Most Read

2024-11-09 04:44:26