Breaking News >> News >> Azzaman


ذكرياتي‭ ‬عن‭ ‬انقلاب‭ ‬8‭ ‬شباط‭ ‬1963


Link [2022-02-08 02:52:53]



الحرس‭ (‬القومي‭) ‬عذب‭ ‬شقيقي‭ ‬الراحل‭ ‬سمير‭ ‬عبدالقادر‭ ‬بعد‭ ‬اعتقاله‭ ‬في‭ ‬الناصرية‭ ‬

في‭ ‬يوم‭ ‬8‭ ‬شباط‭ ‬1963‭  ‬صادف‭ ‬أن‭ ‬سافرنا‭ ‬أنا‭ ‬وأخي‭ ‬سعد‭ ‬والمرحومة‭ ‬اختي‭ ‬الكبيرة‭  ‬فريال‭ ‬من‭ ‬بغداد‭ ‬الى‭ ‬الناصرية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬لأخي‭ ‬الكبير‭ ‬المرحوم‭ ‬طارق‭ ‬وعائلته‭ ‬للتهنئة‭ ‬بمناسبة‭ ‬بناء‭ ‬بيته‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬المعلمين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الداوودي‭ ‬بالمنصور‭. ‬انتظرنا‭ ‬الحافلة‭ ‬امام‭ ‬المدخل‭ ‬الرئيس‭ ‬لمعرض‭ ‬بغداد‭ ‬الدولي‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬تتوجه‭ ‬من‭ ‬شارع‭ ‬الأمين‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬بغداد‭ ‬الى‭ ‬الناصرية‭. ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬جلسنا‭ ‬فيها‭ ‬وسارت‭ ‬نحو‭ ‬ربع‭ ‬ساعة‭  ‬سمعنا‭ ‬من‭ ‬راديو‭ ‬الحافلة‭ ‬بيانات‭ ‬الانقلابيين‭. ‬الطريف‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬كان‭ ‬ركاب‭ ‬الحافلة‭ ‬الذي‭ ‬يقارب‭ ‬عددهم‭ ‬الاربعين‭ ‬شخصا‭ ‬يمثلون‭ ‬مختلف‭ ‬الإتجاهات‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬البعثيين‭ ‬والقوميين‭ ‬والشيوعيين‭. ‬كان‭ ‬معظم‭ ‬الركاب‭ ‬من‭ ‬بغداد‭ ‬ويعملون‭ ‬معلمين‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬الناصرية‭ ‬ونواحيها‭. ‬ومن‭ ‬ضمن‭ ‬الركاب‭ ‬كان‭ ‬مفوض‭ ‬أمن‭ ‬الناصرية‭ ‬الذي‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬أتذكر‭ ‬كان‭ ‬اسمه‭ ‬عزيز‭. ‬تعالت‭ ‬فرحة‭ ‬المعلمين‭ ‬البعثيين‭ ‬والقوميين‭ ‬وحتى‭ ‬قام‭ ‬أحدهم‭ ‬بتوزيع‭ ‬الحلوى‭ (‬البقلاوة‭) ‬على‭ ‬المسافرين،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬التزم‭ ‬الصمت‭ ‬مفوض‭ ‬الأمن‭ ‬والمعلم‭ ‬الشيوعي‭ (‬استاذ‭ ‬مهدي‭ ‬عبد‭ ‬الغفور‭ ‬الراوي‭). ‬واثناء‭ ‬مرورنا‭ ‬بمدينة‭ ‬الرميثة‭ ‬قام‭ ‬أهلها‭ ‬برشق‭ ‬الحافلة‭ ‬بالحجارة‭ ‬وتوجيه‭ ‬الأسئلة‭ ‬حول‭ ‬مصير‭ ‬الزعيم‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭ ‬قاسم‭. ‬

هبط‭ ‬أحد‭ ‬المعلمين‭ ‬البعثيين‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الخضر‭ ‬التابعة‭ ‬لقضاء‭ ‬السماوة‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬نصف‭ ‬ساعة‭ ‬هبط‭ ‬معلم‭ ‬أخر‭ (‬من‭ ‬القوميين‭ ‬العرب‭) ‬في‭ ‬ناحية‭ ‬البطحاء‭ ‬التابعة‭ ‬للناصرية‭. ‬ما‭ ‬أن‭ ‬وصلنا‭ ‬مدينة‭ ‬الناصرية‭ ‬حتى‭ ‬سارع‭ ‬استاذ‭ ‬مهدي‭ ‬الراوي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أعطى‭ ‬حقيبة‭ ‬سفره‭ ‬الى‭ ‬أحد‭ ‬طلابه‭ (‬هادي‭ ‬ابراهيم‭ ‬الجنديل‭) ‬الذي‭ ‬صادف‭ ‬وجوده‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬توقف‭ ‬الحافلة‭ ‬بالإلتحاق‭ ‬بمظاهرة‭ ‬الشيوعيين‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬الحبوبي‭. ‬كان‭ ‬المتظاهرين‭ ‬ومن‭ ‬ضمنهم‭ ‬أخي‭ ‬المرحوم‭ ‬سمير‭ ‬يهتفون‭ ‬بحياة‭ ‬الزعيم‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭ ‬قاسم‭ ‬والخزي‭ ‬والعار‭ ‬لللإنقلابيين‭. ‬قمع‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬المتظاهرين‭ ‬بالهراوات‭ ‬واطلاق‭ ‬الرصاص‭ ‬الحي‭ ‬،‭ ‬قتلت‭ ‬على‭ ‬أثرها‭ ‬أم‭ ‬المعلم‭ ‬عاجل‭ ‬كريم‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬لحماية‭ ‬ولدها‭ ‬من‭ ‬رصاص‭ ‬الشرطة‭. ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬حوالي‭ ‬الساعة‭ ‬تم‭ ‬اعتقال‭ ‬عشرات‭ ‬المتظاهرين‭ ‬الشيوعيين‭  ‬ورأيت‭ ‬الأستاذ‭ ‬مهدي‭ ‬عبد‭ ‬الغفور‭ ‬الراوي‭ ‬تقوده‭ ‬الشرطة‭ ‬الى‭ ‬المعتقل‭ ‬ورأسه‭ ‬مجروح‭ ‬وينزف‭ ‬منه‭ ‬الدم‭ ‬بسبب‭ ‬رمي‭ ‬الحجارة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البعثيين‭ ‬والقوميين‭ ‬على‭ ‬المتظاهرين‭. ‬وإثناء‭ ‬عودتنا‭ ‬من‭ ‬شارع‭ ‬الحبوبي‭ ‬قام‭ ‬الشرطي‭ ‬حسين‭ ‬منخي‭ ‬صحن‭ ‬بتوجيه‭ ‬سؤال‭ ‬الى‭ ‬اخي‭ ‬سعد‭ : ‬لماذا‭ ‬قمت‭ ‬برمي‭ ‬الحجارة‭ ‬علي؟‭ ‬من‭ ‬حسن‭ ‬الحظ‭ ‬كان‭ ‬أخي‭ ‬المرحوم‭ ‬سمير‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬عندنا‭ ‬فأجابه‭ ‬بأن‭ ‬سعد‭ ‬قد‭ ‬وصل‭ ‬للتو‭ ‬من‭ ‬بغداد‭ ‬ولم‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬رمي‭ ‬الحجارة‭ ‬على‭ ‬الشيوعيين‭ ‬أو‭ ‬الشرطة‭. ‬وفي‭ ‬البيت‭ ‬سألنا‭ ‬المرحوم‭ ‬سمير‭ ‬عن‭ ‬الشرطي‭ ‬حسين‭ ‬فقال‭ ‬لنا‭ : ‬لا‭ ‬تقلقوا‭ ‬فإن‭ ‬الشرطي‭ ‬حسين‭ ‬من‭ ‬جماعتنا‭ (‬يعني‭ ‬شيوعي‭).  ‬كان‭ ‬أخي‭ ‬سمير‭ ‬آنذاك‭ ‬طالبا‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ ‬الإعدادية‭ ‬ونشطا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬الحزبي‭ ‬الطلابي‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الناصرية‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬انقلاب‭ ‬8‭ ‬شباط‭ ‬العام‭ ‬1963‭ ‬اضطر‭ ‬للإختفاء‭ ‬والعمل‭ ‬السري‭. ‬واصبح‭ ‬بحكم‭ ‬الضربة‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬وجهت‭ ‬الى‭ ‬تنظيمات‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬العراقي‭ ‬يقوم‭ ‬بنقل‭ ‬البريد‭ ‬الحزبي‭ ‬بين‭ ‬البصرة‭ ‬والناصرية‭ ‬بوضعه‭ ‬في‭ ‬اوعية‭ ‬نقل‭ ‬التمر‭ (‬الكواصر‭). ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فكان‭ ‬مراقبا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحرس‭ ‬القومي‭ ‬في‭ ‬الناصرية‭ ‬وكونه‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬عريقة‭ ‬معروفة‭ ‬في‭ ‬المدينة‭. ‬تضاعف‭ ‬نشاط‭ ‬المرحوم‭ ‬أخي‭ ‬سمير‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬بسبب‭ ‬قلة‭ ‬الكادر‭ ‬الحزبي‭ ‬واستمر‭ ‬هذا‭ ‬حتى‭ ‬فشل‭ ‬حركة‭ ‬الشهيد‭ ‬العريف‭ ‬حسن‭ ‬سريع‭ ‬في‭  ‬شهر‭ ‬تموز‭ ‬العام‭ ‬1963‭ ‬في‭ ‬معسكر‭ ‬الرشيد‭ ‬في‭ ‬بغداد‭. ‬ونتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬فقد‭ ‬تصاعدت‭ ‬حدة‭ ‬الاعتقالات‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬مما‭ ‬اضطره‭ ‬للاختفاء‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يثن‭ ‬عزم‭ ‬الحرس‭ ‬القومي‭ ‬في‭ ‬الناصرية‭ ‬من‭ ‬اعتقاله‭. ‬وفي‭ ‬أحد‭ ‬أيام‭ ‬شهر‭ ‬تموز‭ ‬1963‭ ‬جاء‭ ‬رئيس‭ ‬الحرس‭ ‬اللاقومي‭ ‬غازي‭ ‬سيف‭ ‬ومعه‭ ‬ثلة‭ ‬من‭ ‬الحرس‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬سعود‭ ‬عزيز‭ ‬بمداهمة‭ ‬بيتنا‭ ‬وهددوا‭ ‬المرحوم‭ ‬أبي‭ ‬باعتقاله‭ ‬اذا‭ ‬لم‭ ‬يخبرهم‭ ‬بمكان‭ ‬وجود‭ ‬أخي‭ ‬سمير‭ ‬واخذوا‭ ‬تعهد‭ ‬منه‭ ‬بتسليمه‭ ‬لهم‭ ‬وبالمقابل‭ ‬وعدوه‭ ‬باطلاق‭ ‬سراحه‭ ‬بعد‭ ‬التحقيق‭ ‬معه‭. ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬الوعد‭ ‬كان‭ ‬خدعة‭ ‬من‭ ‬غازي‭ ‬سيف‭. ‬

تعرض‭ ‬أخي‭  ‬سميرالى‭ ‬شتى‭ ‬أنواع‭ ‬التعذيب‭ ‬الجسدي‭ ‬من‭ ‬قلع‭ ‬لأظافر‭ ‬اليدين‭ ‬والرجلين‭ ‬في‭ ‬بناية‭ ‬الحرس‭ ‬اللاقومي‭ ‬الكائنة‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬المدينة‭ (‬السوق‭ ‬الكبير‭) ‬وكذلك‭ ‬بشده‭ ‬الى‭ ‬كرسي‭ ‬وتنقيط‭ ‬الماء‭ ‬البارد‭ ‬فوق‭ ‬رأسه‭ ‬الأصلع‭. ‬قضى‭ ‬المرحوم‭ ‬أخي‭ ‬بضعة‭ ‬أشهر‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬الخيالة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الناصرية‭ ‬مع‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬الرفاق‭ ‬ومن‭ ‬ضمنهم‭ ‬الشرطي‭ ‬حسين‭ ‬صخي‭ ‬صحن‭ ‬ومحمد‭ ‬الجنابي‭ ‬ورياض‭ ‬حبش‭ ‬وغيرهم‭. ‬كان‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬9‭ ‬معتقلات‭ ‬تعود‭ ‬للحرس‭ ‬اللاقومي‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬المدارس‭  ‬الابتدائية‭ ‬والمكتبة‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬مقابل‭ ‬سراي‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬مدينة‭ ‬الناصرية‭ . ‬نقل‭  ‬أخي‭ ‬سمير‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬الى‭ ‬بغداد‭ ‬للمحاكمة‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬العرفي‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يرأسه‭ ‬رشيد‭ ‬مصلح‭ ‬فحكم‭ ‬عليه‭ ‬ومجموعة‭ ‬من‭ ‬رفاقه‭ ‬بالسجن‭ ‬المؤبد‭ ‬والأشغال‭ ‬الشاقة‭ ‬لمدة‭ ‬عشرة‭ ‬سنوات‭. ‬نقل‭ ‬بعد‭ ‬المحاكمة‭ ‬الى‭ ‬سجن‭ ‬الحلة‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الى‭ ‬سجن‭ ‬نقرة‭ ‬السلمان‭ ‬الصحراوي‭ ‬السىء‭ ‬الصيت‭. ‬استمر‭ ‬في‭ ‬السجن‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬أطلق‭ ‬سراحه‭ ‬في‭ ‬صيف‭ ‬العام‭ ‬1966‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬زمن‭  ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬عارف‭. ‬

خرج‭ ‬أخي‭ ‬من‭ ‬السجن‭ ‬وهو‭ ‬مصاب‭ ‬بمرض‭ ‬انفصام‭ ‬الشخصية‭ (‬الشيزوفرينيا‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الثالثة‭) ‬بسبب‭ ‬التعذيب‭ ‬الجسدي‭ ‬وصب‭ ‬الماء‭ ‬البارد‭ ‬فوق‭ ‬راسه‭. ‬توفت‭ ‬أختي‭ ‬الكبيرة‭ ‬بعد‭ ‬خروجه‭ ‬من‭ ‬السجن‭ ‬بشهر‭ ‬واحد‭ ‬مما‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬مرضه‭. ‬وبسبب‭ ‬الوضع‭ ‬المادي‭ ‬للعائلة‭ ‬لم‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬علاجه‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬الخاصة‭ ‬ولكن‭ ‬عولج‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬الأمراض‭ ‬العقلية‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ (‬الشماعية‭) ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬ولعدة‭ ‬سنوات‭. ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬أخي‭ ‬سمير‭ ‬من‭ ‬تكملة‭ ‬دراسته‭ ‬بسبب‭ ‬ظروف‭ ‬الاعتقال‭ ‬والسجن‭ ‬والمرض‭ ‬مما‭ ‬اضطره‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬اعمال‭ ‬عضلية‭ ‬مرهقة‭ ‬لا‭ ‬تناسب‭ ‬وضعه‭ ‬الصحي،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬بين‭ ‬فترة‭ ‬وأخرى‭ ‬يعالج‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬الحكومية‭. ‬استمر‭ ‬وضعه‭ ‬الصحي‭ ‬السىء‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬توفي‭ ‬في‭ ‬ربيع‭ ‬العام‭ ‬2008‭. ‬

لم‭ ‬تحصل‭ ‬عائلة‭ ‬المرحوم‭ ‬سمير‭ ‬بعد‭ ‬تغيير‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2003‭ ‬ولحد‭ ‬الأن‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬تعويض‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬ولم‭ ‬يقم‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬العراقي‭ ‬الذي‭ ‬أفنى‭ ‬بحياته‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬بتقديم‭ ‬أية‭ ‬مساعدة‭ ‬تذكر‭ ‬لعائلته‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬ذكره‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬والحزبية‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬معرفتهم‭ ‬بذلك‭. ‬

أوجه‭ ‬سؤال‭ ‬الى‭ ‬قيادة‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬العراقي‭ : ‬ماذا‭ ‬عملتم‭ ‬وقدمتم‭ ‬الى‭ ‬الرفاق‭ ‬اللذين‭ ‬ضحوا‭ ‬بأنفسهم‭ ‬وتعرضوا‭ ‬الى‭ ‬شتى‭ ‬أصناف‭ ‬التعذيب‭ ‬الجسدي‭ ‬والنفسي‭ ‬خلال‭ ‬حكم‭ ‬حزب‭ ‬البعث‭ ‬الفاشي‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1963‭ ‬ولحد‭ ‬الآن؟؟

هل‭ ‬نسيتم‭ ‬رفاق‭ ‬الأمس؟‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬قرارات‭ ‬مؤتمراتكم‭ ‬الحزبية‭ ‬الثالث‭ ‬والرابع‭ …‬الى‭ ‬المؤتمر‭ ‬العاشر‭ ‬والحادي‭ ‬عشر‭ ‬بحق‭ ‬الرفاق‭ ‬اللذين‭ ‬ضحوا‭ ‬بالغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحزب؟؟‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬كي‭ ‬تفكروا‭ ‬ملياً‭ ‬بالموضوع‭ ‬وتساعدوا‭ ‬عوائل‭ ‬رفاق‭ ‬الأمس‭.  ‬

ملاحظة‭: ‬أرفق‭ ‬مع‭ ‬المقالة‭ ‬صور‭ ‬من‭ ‬سجن‭ ‬الخيالة‭ ‬في‭ ‬الناصرية‭ ‬وسجن‭ ‬الحلة‭ ‬وسجن‭ ‬نقرة‭ ‬السلمان‭ ‬حيث‭ ‬يظهر‭ ‬فيها‭ ‬أخي‭ ‬المرحوم‭ ‬سمير‭ ‬مع‭ ‬رفاق‭ ‬الحزب‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬مدن‭ ‬العراق‭. ‬



Most Read

2024-09-24 07:30:38