Breaking News >> News >> Azzaman


نوبةُ بكاء (39)-حسن النواب


Link [2022-02-07 05:32:39]



قبلَ‭ ‬انصرافي؛‭ ‬صفقتُ‭ ‬بحذائي‭ ‬أرض‭ ‬الغرفةِ‭ ‬وبزهوٍ‭ ‬أَدَّيتُ‭ ‬التحيَّة‭ ‬العسكريَّة‭ ‬لآمر‭ ‬اللواء‭ ‬هذه‭ ‬المرَّة،‭ ‬غبطةٌ‭ ‬عارمةٌ‭ ‬اجتاحتْ‭ ‬سهوبَ‭ ‬روحي،‭ ‬لمْ‭ ‬أتوقَّع‭ ‬هذه‭ ‬النتيجة‭ ‬الباهرة؛‭ ‬يا‭ ‬لروعتك‭ ‬أيها‭ ‬القاص‭ ‬الطيِّب؛‭ ‬ليس‭ ‬سواكَ‭ ‬من‭ ‬غمر‭ ‬قلبي‭ ‬بهذا‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفلاة‭ ‬البكماء؛‭ ‬انطلقتْ‭ ‬أقدامي‭ ‬تعدو‭ ‬نحو‭ ‬كتيبتي؛‭ ‬وصلتها‭ ‬بعد‭ ‬نصف‭ ‬ساعة،‭ ‬استقبلني‭ ‬جنود‭ ‬رعيلي‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬السريَّة‭ ‬الثالثة‭ ‬منذهلين،‭ ‬دخلتُ‭ ‬إِلى‭ ‬خيمتهم‭ ‬وانهالتْ‭ ‬الأسئلة‭ ‬والدعابات‭ ‬اللاذعة‭ ‬منهم‭: ‬

‭- ‬ها‭.. ‬أيها‭ ‬الشاعر‭ ‬أين‭ ‬أمضيت‭ ‬هروبك؟

اقترب‭ ‬أحد‭ ‬الجنود‭ ‬واستنشق‭ ‬رائحتي‭ ‬ليسألني‭ ‬متهكماً‭:‬

‭- ‬أما‭ ‬ارتويتْ‭ ‬من‭ ‬شرب‭ ‬الخمر؟

‭- ‬يعودُ‭ ‬من‭ ‬الهروب‭ ‬مخموراً‭ ‬ويعطونهُ‭ ‬إجازة؛‭ ‬أيُّ‭ ‬دلالٍ‭ ‬هذا؟‭  ‬

‭- ‬عودتكَ‭ ‬ليستْ‭ ‬في‭ ‬وقتها؛‭ ‬سنهجمُ‭ ‬على‭ ‬الفاو‭ ‬لتحريرها‭.‬

‭- ‬لقدْ‭ ‬جاء‭ ‬الشاعر‭ ‬بقدميّهِ‭ ‬يبحثُ‭ ‬عن‭ ‬موتهِ‭. ‬

‭- ‬لا‭ ‬عليكَ‭ ‬منهم،‭ ‬كيف‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬الشعر‭ ‬يا‭ ‬صديقي؟‭ ‬

كان‭ ‬السؤال‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬سائق‭ ‬الدبَّابة‭ ‬سالم‭ ‬التركماني‭ ‬الذي‭ ‬هجم‭ ‬على‭ ‬وجهي‭ ‬يقبِّلهُ‭ ‬بلهفةٍ‭ ‬إذْ‭ ‬كان‭ ‬يودَّدني‭ ‬كثيراً؛‭ ‬نهرهم‭ ‬بحزمٍ‭: ‬

‭- ‬كفُّوا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المزاح‭ ‬المزعج،‭ ‬دعوهُ‭ ‬يلتقط‭ ‬أنفاسهُ‭ ‬ويشرب‭ ‬الماء‭.‬

شعرتُ‭ ‬بالتوتر؛‭ ‬لأشرب‭ ‬جرعة‭ ‬الماء‭ ‬على‭ ‬عجلٍ‭ ‬نتيجة‭ ‬ارتباكي؛‭ ‬ماهي‭ ‬إلاَّ‭ ‬دقائق‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬تصريح‭ ‬الإجازة‭ ‬بيد‭ ‬عريف‭ ‬الخفر،‭ ‬وضعتهُ‭ ‬في‭ ‬جيبي‭ ‬وأخبرتهم‭ ‬بتوريةٍ‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬المخاطرة‭: ‬

‭- ‬تحياتي‭ ‬للذين‭ ‬لم‭ ‬أرهم‭.‬

انفجر‭ ‬الجميع‭ ‬بالضحك؛‭ ‬أعادتهم‭ ‬كلماتي‭ ‬إلى‭ ‬ساعات‭ ‬القصف‭ ‬حين‭ ‬نلهج‭ ‬بهذه‭ ‬العبارة‭ ‬بيننا‭ ‬تفكُّهاً‭ ‬وتهكُّماً‭ ‬واحتجاجاً؛‭ ‬وهي‭ ‬الجُملة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬ينطقها‭ ‬الرئيس‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬حديثه‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬كان‭ ‬يلتقيهم‭ ‬أثناء‭ ‬تجواله‭.‬

‭- ‬هل‭ ‬ستعود‭ ‬بعد‭ ‬الإجازة؛‭ ‬أمْ‭ ‬تهرب‭ ‬مرَّة‭ ‬ثانية؟

‭- ‬سأعودُ‭ ‬على‭ ‬رأسي‭. ‬

يمَّمتُ‭ ‬وجهي‭ ‬صوب‭ ‬الطريق‭ ‬السريع؛‭ ‬توقٌ‭ ‬هائلٌ‭ ‬يزدهرُ‭ ‬في‭ ‬منجم‭ ‬صدري‭ ‬ويدسرني‭ ‬بلوغ‭ ‬مدينتي‭ ‬التي‭ ‬فارقتها‭ ‬منذ‭ ‬أربعة‭ ‬شهور‭ ‬بعد‭ ‬قرار‭ ‬هروبي‭ ‬إِلى‭ ‬الشمال؛‭ ‬خلال‭ ‬الطريق‭ ‬انتقلتْ‭ ‬عدوى‭ ‬الأدعية‭ ‬السجادية‭ ‬إِلى‭ ‬مشاعري؛‭ ‬فبدأتُ‭ ‬أهتفُ‭ ‬بترنيمةٍ‭ ‬حسينيةٍ‭ ‬خطرتْ‭ ‬على‭ ‬بالي،‭ ‬تلك‭ ‬الترنيمة‭ ‬التي‭ ‬سمعتها‭ ‬بطفولتي‭ ‬وظلَّت‭ ‬عالقةً‭ ‬في‭ ‬ذاكرتي‭ ‬عن‭ ‬الفارس‭ ‬الجميل‭ ‬القاسم‭ ‬ابن‭ ‬الإمام‭ ‬الحسن‭ ‬الذي‭ ‬استشهد‭ ‬في‭ ‬واقعة‭ ‬الطَّف،‭ ‬كنتُ‭ ‬أردّدُ‭ ‬تحت‭ ‬الشمس‭ ‬الحارقة‭:‬

‭- ‬إنْ‭ ‬لمْ‭ ‬يجبكَ‭ ‬ناصرٌ‭ ‬من‭ ‬الأعادي،‭ ‬فهذه‭ ‬عُشَّاقك‭ ‬اليوم‭ ‬تنادي،‭ ‬لبيك‭ ‬يا‭ ‬بنْ‭ ‬المجتبى،‭ ‬يا‭ ‬زهرة‭ ‬الشُبَّان‭ ‬وزينة‭ ‬العرسانْ،‭ ‬يا‭ ‬مهجة‭ ‬الأحزان‭.‬

أولُّ‭ ‬ما‭ ‬فكرّتُ‭ ‬بهِ‭ ‬عندما‭ ‬وطأتْ‭ ‬قدماي‭ ‬أرض‭ ‬المدينة؛‭ ‬هو‭ ‬ردّ‭ ‬الاعتبار‭ ‬لوالدي‭ ‬الذي‭ ‬استدعوه‭ ‬إِلى‭ ‬المنظمة‭ ‬الحزبية؛‭ ‬لكني‭ ‬آثرتُ‭ ‬احتساء‭ ‬كأس‭ ‬خمرٍ‭ ‬قبل‭ ‬الذهاب‭ ‬إليهم؛‭ ‬كانت‭ ‬أمي‭ ‬منشغلة‭ ‬بخبز‭ ‬أرغفتها‭ ‬في‭ ‬تنورٍ‭ ‬فوق‭ ‬السطح‭ ‬عندما‭ ‬دخلت‭ ‬إلى‭ ‬المنزل؛‭ ‬هرعتْ‭ ‬زوجة‭ ‬أخي‭ ‬الأصغر‭ ‬تزفُّ‭ ‬لها‭ ‬نبأ‭ ‬قدومي،‭ ‬هبطتْ‭ ‬السلالم‭ ‬وهي‭ ‬تشقُّ‭ ‬ثوبها؛‭ ‬كادتْ‭ ‬تهوي‭ ‬على‭ ‬وجهها‭ ‬لولا‭ ‬عناية‭ ‬الله؛‭ ‬وعند‭ ‬العتبة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬الدرج‭ ‬استكانتْ‭ ‬تزفر‭ ‬تـنهداتها‭ ‬كعليلةٍ‭ ‬تلفظ‭ ‬أنفاسها‭ ‬الأخيرة؛‭ ‬ظلَّتْ‭ ‬تبتهلُ‭ ‬برغم‭ ‬انهيارها‭:‬

‭- ‬رايتك‭ ‬بيضاء‭ ‬ربي‭!‬

كبحتُ‭ ‬دمعي‭ ‬بصعوبةٍ‭ ‬لأعانقها‭ ‬مُستنشقاً‭ ‬رائحتها‭ ‬الزكيَّة‭ ‬حتى‭ ‬انصهرتْ‭ ‬روحي‭ ‬بروحها؛‭ ‬حينها‭ ‬أجهشتُ‭ ‬بالبكاء‭ ‬دون‭ ‬خجلٍ؛‭ ‬مُعتقاً‭ ‬لعبراتي‭ ‬العنان‭ ‬على‭ ‬سجيتها؛‭ ‬كنتُ‭ ‬أنتحبُ‭ ‬بحرقةٍ‭ ‬معها؛‭ ‬كأنّي‭ ‬طفلٌ‭ ‬يلوذُ‭ ‬في‭ ‬حضنها‭ ‬من‭ ‬رعبٍ‭ ‬مجهولٍ؛‭ ‬كأنَّ‭ ‬جميع‭ ‬مغامراتي‭ ‬والمعارك‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬لا‭ ‬تعادل‭ ‬دمعة‭ ‬واحدة؛‭ ‬أراها‭ ‬تهطلُ‭ ‬من‭ ‬عيني‭ ‬أمي‭ ‬الآن‭. ‬تذكَّرتُ‭ ‬كيف‭ ‬كنتُ‭ ‬مع‭ ‬أخي‭ ‬الأكبر‭ ‬نقرأ‭ ‬على‭ ‬مسامعها‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬‭ ‬الأم‭ ‬‮«‬‭ ‬لمكسيم‭ ‬غوركي‭. ‬دامتْ‭ ‬نوبة‭ ‬النحيب‭ ‬مع‭ ‬أمي‭ ‬لدقائق؛‭ ‬كنتُ‭ ‬أكفكفُ‭ ‬دمعي‭ ‬بخمارها‭ ‬الملطخ‭ ‬بالعجين؛‭ ‬ها‭ ‬هي‭ ‬أمي‭ ‬بقوامها‭ ‬الهزيل‭ ‬تنهض‭ ‬معي‭ ‬إِلى‭ ‬غرفة‭ ‬الاستقبال‭ ‬متشبثة‭ ‬بجسدي؛‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أني‭ ‬سأتبخَّر‭ ‬عنها‭ ‬غفلةً؛‭ ‬سألتها‭ ‬بعسرٍ‭:‬

‭- ‬أين‭ ‬أبي؟

‭- ‬في‭ ‬معمل‭ ‬الطحين؛‭ ‬سيعودُ‭ ‬بعد‭ ‬ساعة‭.‬

كانت‭ ‬مهنة‭ ‬والدي‭ ‬مراقباً‭ ‬فنيَّاً‭ ‬في‭ ‬مطحنةٍ‭ ‬أهليةٍ؛‭ ‬وقدْ‭ ‬عملتُ‭ ‬معهُ‭ ‬خلال‭ ‬العطلة‭ ‬الصيفية‭ ‬يوم‭ ‬كنت‭ ‬طالباً‭ ‬جامعياً‭. ‬حالما‭ ‬أحصل‭ ‬على‭ ‬أجوري‭ ‬حتى‭ ‬أكتري‭ ‬مركبة‭ ‬تحملني‭ ‬إِلى‭ ‬مضارب‭ ‬الغجر؛‭ ‬وهناك‭ ‬أضعُ‭ ‬آخر‭ ‬دينار‭ ‬بحوزتي‭ ‬على‭ ‬صدر‭ ‬غانيةٍ‭ ‬مغلوبُ‭ ‬على‭ ‬أمرها‭ ‬وأعود‭ ‬بشروى‭ ‬نقير‭ ‬إِلى‭ ‬مدينتي‭. ‬هذه‭ ‬حياتي‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬يلومني‭ ‬عليها‭ ‬الآن‭. ‬الغريب‭ ‬كنتُ‭ ‬أذهبُ‭ ‬مشحوناً‭ ‬بنظريات‭ ‬نوال‭ ‬السعداوي‭ ‬عن‭ ‬المرأة‭ ‬المضطهدة؛‭ ‬وأعود‭ ‬ثملاً‭ ‬لاعناً‭ ‬جميع‭ ‬نظرياتها؛‭ ‬حربٌ‭ ‬مبهمةٌ‭ ‬في‭ ‬وجداني‭ ‬بين‭ ‬جنوني‭ ‬وشهواتي‭. ‬كرعتُ‭ ‬كأسين‭ ‬عرقٍ‭ ‬من‭ ‬زجاجةٍ‭ ‬تركها‭ ‬أخي‭ ‬الأكبر‭ ‬قبل‭ ‬الالتحاق‭ ‬إلى‭ ‬جبهة‭ ‬الحرب‭. ‬لأهرع‭ ‬بعدها‭ ‬إِلى‭ ‬المنظمة‭ ‬الحزبية؛‭ ‬لم‭ ‬أكنْ‭ ‬أمتلكُ‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬خنازير‭ ‬البلاد‭ ‬بصحوي‭. ‬لو‭ ‬أنَّ‭ ‬زفراتي‭ ‬الناقمة‭ ‬تتحوَّل‭ ‬إِلى‭ ‬رشقات‭ ‬رصاص‭ ‬صوبَ‭ ‬رؤوسهم‭ ‬المتخمة‭ ‬بأقوال‭ ‬الرئيس؛‭ ‬دخلتُ‭ ‬إِلى‭ ‬زريبتهم‭ ‬الحزبيَّة؛‭ ‬سألني‭ ‬أحدهم‭ ‬بغطرسةٍ‭: ‬

‭- ‬من‭ ‬سمحَ‭ ‬لكَ‭ ‬بالدخول‭ ‬أيها‭ ‬الجرو؟

مع‭ ‬انتشار‭ ‬مفعول‭ ‬العرق‭ ‬والأسى‭ ‬في‭ ‬دمي؛‭ ‬كان‭ ‬بوسعي‭ ‬إغراق‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬ببصقة‭ ‬واحدةٍ‭ ‬من‭ ‬فمي؛‭ ‬نعم‭ ‬لقد‭ ‬جُنَّ‭ ‬جنوني؛‭ ‬هجمتُ‭ ‬عليهم‭ ‬بوقاحةٍ‭:‬

‭- ‬أما‭ ‬تستحونْ؛‭ ‬تجرجرون‭ ‬أبي‭ ‬بحثاً‭ ‬عن‭ ‬هاربٍ‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬لهُ؛‭ ‬اسمعوني‭ ‬جيداً،‭ ‬أنا‭ ‬شاعر‭ ‬ولستُ‭ ‬جرواً؛‭ ‬وقصائدي‭ ‬منشورة‭ ‬في‭ ‬الصحف؛‭ ‬ومن‭ ‬المخجل‭ ‬عليكم‭ ‬التحقيق‭ ‬مع‭ ‬أبي‭ ‬بتهمة‭ ‬هروبي‭ ‬من‭ ‬الجبهة‭.‬

يبدو‭ ‬أنَّ‭ ‬كبيرهم‭ ‬اكتشف‭ ‬أني‭ ‬مخمورٌ‭ ‬فقال‭ ‬برفقٍ‭: ‬

‭- ‬على‭ ‬مهلك‭ ‬علينا؛‭ ‬نحنُ‭ ‬نشرب‭ ‬الخمر‭ ‬أيضاً‭.‬

‭- ‬على‭ ‬أية‭ ‬حال؛‭ ‬هذه‭ ‬إجازتي‭.‬

وضعتها‭ ‬أمامهم‭ ‬بلا‭ ‬لياقةٍ؛‭ ‬تفحَّصها‭ ‬كبيرهم‭ ‬وأعادها‭ ‬لي‭ ‬ثمَّ‭ ‬انتشلَ‭ ‬كأسهُ‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬الطاولة‭ ‬وكرعها‭ ‬دفعةً‭ ‬واحدةً؛‭ ‬نبسَ‭ ‬باستسلامٍ‭: ‬

‭- ‬نحنُ‭ ‬عبيد‭ ‬المأمور‭.‬

لا‭ ‬أدري‭ ‬كيف‭ ‬قفزتْ‭ ‬الكلمات‭ ‬من‭ ‬فمي‭ ‬المخمور‭:‬

‭- ‬إذا‭ ‬كُنتمْ‭ ‬عبيداً؛‭ ‬لا‭ ‬تقتربوا‭ ‬من‭ ‬الأحرار‭.‬

حسن‭ ‬النواب



Most Read

2024-09-24 07:34:08