طبيب فرنسي:نشهد تكرار سيناريو تدمير حلب في المدن الأوكرانية
موسكو -لندن – باريس -الزمان
أعدت روسيا قوائم من أكثر من 40 ألف مقاتل ينتمون الى مجموعات موالية لقوات الرئيس السوري ليكونوا على أهبة الاستعداد للمشاركة في الحرب الأوكرانية الى جانب الجيش الروسي، لكنها وافقت فعليا على نصف العدد تقريبا بحكم توافق المواصفات واهمها الالمام بحرب الشوارع وسبق تلقي التدريبات على يد الجيش الروسي في سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في بريطانيا الثلاثاء، فيما أكدت مصادر أخرى فتح مراكز للتجنيد في سوريا تستهدف إيجاد عناصر يقاتلون الى جانب روسيا إنما كذلك أوكرانيا.
وأعدت موسكو قوائم برواتب المرتزقة
السوريين ومبالغ تعويضاتهم عند الإصابة والموت.
وفي سوريا يترواح راتب الجندي السوري بين 15 و35 دولاراً، فيما وعدت القوات الروسية، بحسب معلومات المرصد السوري ، المجندين براتب شهري يعادل نحو 1100 دولار أميركي.
كما يحق للمقاتل تعويضاً قدره 7700 دولار في حال الإصابة و16500 دولار لعائلته في حال الوفاة في بلد أنهكت سنوات الحرب اقتصاده وباتت غالبية سكانه تحت خط الفقر وأعلن الكرملين قبل أيام أنه سيفتح الباب للسوريين للقتال إلى جانب الجيش الروسي الذي بدأ في 24 شباط/فبراير غزو أوكرانيا. ويقول خبراء ومحللون أن روسيا تعتمد استراتيجيات عسكرية في أوكرانيا مارستها خلال سبع سنوات من التدخل العسكري في سوريا الى جانب قوات النظام. وأُنشئت مراكز تجنيد في سوريا، وفق المرصد السوري وناشطين، بالتعاون بين عسكريين روس وسوريين ومجموعات موالية للنظام في محافظات عدة أبرزها في دمشق وريفها وفي حمص (وسط) وصولاً إلى دير الزور (شرق).
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «سجل أكثر من 40 ألف سوري أسماءهم للقتال في أوكرانيا حتى الآن» بناء على دعوة موسكو.
ولن تكون هذه المرة الأولى التي يُشارك فيها مقاتلون سوريون في حروب خارج البلاد. فمنذ نهاية 2019، أرسلت تركيا وروسيا آلاف المقاتلين السوريين كمرتزقة لصالح أطراف تدعمها كل منهما في ليبيا وناغورني قره باخ. وأوضح أن المجندين ينضوون في «الفرقة 25 المهام الخاصة» التي يقودها العميد سهيل الحسن الملقب بالنمر، والفيلق الخامس الذي أسسه الروس من مقاتلين معارضين سابقين، ولواء القدس الفلسطيني، وهو مجموعة فلسطينية موالية للنظام السوري قاتلت خصوصا في منطقة حلب في شمال البلاد. قال الطبيب الفرنسي رفائيل بيتي الذي يعمل مع منظمات إنسانية شاركت في تقديم المساعدة خلال النزاع السوري المستمر منذ 11 عاما، إن الجيش الروسي يلجأ في أوكرانيا إلى النهج نفسه الذي اتبعه في سوريا لدفع الخصم الى الاستسلام والمدنيين الى الفرار، عبر محاصرة المدن وقصفها بشكل مكثف وتدمير المستشفيات.
وأوضح المسؤول عن اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الصحية في فرنسا لوكالة الصحافة الفرنسية»رأينا كيف دفع الروس مدينة حلب على الاستسلام (عام 2016). لقد فعلوا ذلك على ثلاث مراحل: قاموا بمحاصرتها ثم قصفها بشكل مكثف يوميا(..) ثم انتظار أن يستسلم المدنيون من خلال الجوع والبرد وعدم توفر مياه الشرب».
واعتبر أن «لا أهمية للمدنيين».
بالنسبة للروس لا قيمة لأرواح الناس بمفهومنا نحن. لديهم عقلية الاتحاد السوفياتي السابق. إنها عقلية الكاي جي بي وبالتالي لا قيمة للفرد والهدف المنشود وحده المهم». وبحسب قوله استخلص الروس الدروس من الحرب في أفغانستان. ويقول «إذا عمدتم إلى احتلال المدن في الداخل تسهلون حرب العصابات. الهدف هو القيام بعكس ذلك أي جذب الخصم إلى داخل المدن».
ومدينة ماريوبول الساحلية الإستراتيجية على البحر الأسود خير مثال على ذلك منذ بدء التدخل الروسي في أوكرانيا في 24 شباط/فبراير. وقتل أكثر من ألفين من سكان المدينة المحاصرين تحت القصف والبرد والجوع، بحسب رئيس بلديتها.
في 9 آذار/مارس دُمر مستشفى للأطفال بانفجار قنبلة، مذكرا بتدمير العديد من المراكز الطبية في سوريا حيث يقاتل الجيش الروسي المتمردين إلى جانب نظام بشار الأسد. ويشير البروفيسور بيتي أخصائي التخدير والإنعاش والمتخصص في إصابات الحروب إلى «إنه سلاح حرب لترهيب السكان. بمجرد تدمير المستشفيات يفر السكان». ويقول «في سوريا وضعنا في وقت من الأوقات المستشفيات داخل مناجم مهجورة مقتنعين بأنها ستكون في منأى من القصف. لكننا لم نتنبه بأن للروس أسلحة مضادة للخنادق تنفجر على عمق 17 مترًا وقاموا باستخدامها».
في حلب كما في الغوطة بضواحي دمشق أو في غروزني بالشيشان، بمجرد حصول الاستسلام يتم «فرز» السكان وارغام أولئك الذين كانوا ضد الطرف المنتصر على الرحيل.
ويقول رفائيل بيتي الذي نفذ أكثر من 30 مهمة إنسانية في سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011 «تؤَمن شاحنات لنقل كل الذين لا يريدون البقاء مع النظام».
ويضيف «الذين يريدون البقاء تحت سلطة النظام يتوجهون إلى المناطق التي تسيطر عليها دمشق بينما يُسمح للآخرين بالتوجه إلى + مناطق خفض العنف+ أي منطقة إدلب» التي باتت اليوم آخر معقل للمعارضة في سوريا.
.
2024-09-22 23:39:46