Breaking News >> News >> Azzaman


إستطلاع عن المعالم الثقافية والسياحية في هيت -2  – حمدي العطار


Link [2022-02-12 22:52:36]



إستطلاع عن المعالم الثقافية والسياحية في هيت -2  – حمدي العطار

العيون القيرية والكبريتية وقلعة هيت ومسجد الفاروق تؤكد عراقة المدينة

هيت

اول ما تذكر اسم هيت يقولون لك (القار او العيون القيرية) واهل هيت يفتخرون بهذا الشيء قائلين ان لو لا مادة القير التي لا توجد الا في هيت لما قاومت المعالم المعمارية الحضارية للسومرين والبابليين والاشورين، ومادة القير او القار هي مادة بترولية متحولة وهي اقدم مادة استخدمها سكان بلاد الرافدين واول من استخدمها هم السومريون وهم من اطلق على هذا المكان كلمة (هيتو) او (أيتو) ومنه أخذ اسم مدينة (هيت) واشتهرت بينابيع القير.

سرجون الاكدي حينما وصل الى هيت وشاهد ينابيع وعيون القار وهي تبعث الغازات والدخان بفقاعاتها الساخنة واذا اشتعلت فلا تنطفئ بفعل الغاز حتى اطلق على هيت اسم (فوهة النار) وكانت هذه الغازات تبعث اصواتا تشبه فحيح الافعى  اثناء صمت وسكون الليل فيظن الجنود انها اصوات الالهة لذلك اقام سرجون الاكدي عليها معبدا!

تكتلات نفطية

الحاج خالد جهاد حسن وهو المتعهد لاحواض القار التي تقع في مركز مدينة هيت قام بأصطحابنا الى احدى عيون القار وشرح لنا ممن يتكون هذا القار قائلا “هي تكتلات نفطية عمقها مترين تمتد الى حديثة لتصل الى السماوة والى بحر النجف، نحن نتوارث هذه المهنة اب عن جد وتستعمل بعض الينابيع الكبريتية لعلاج الاجسام التي تصاب بالجرب والحساسية والام المفاصل كما يستخدم القار أقتصاديا في طلي السطوح وتبليط الشوارع وتصليح الصحون .

هذا القير الذي ايضا استخدم في طلاء سفينة نوح وبرج بابل وزقورة اور  يؤكد ان هيت تاريخيا من المدن القديمة فهي ثالث اقدم مدن العالم بعد أريحا في فلسطين ودمشق، وهناك مدونات رومانية ويونانية تتناول هذه المادة ومكان وجودها في هيت وهي دليل على ان هيت تاريخيا قديمة.

الاستثمار والاضرار

على الرغم من ان مادة القار تستثمر وتباع الا انها استثمار لا يحقق الارباح المتوقعة منه، فقد لاحظنا عند زيارتنا الى احد عيون القار في مركز مدينة هيت مدى الاهمال لتلك العيون حتى ان هناك جثة كلب تطفو في القار ! كما يشكو اهالي هيت القريبين من عيون القار من رائحة الغازات المنبعثة من هذه الاحواض ويقولون انها تسبب الامراض وتعطل (الاجهزة الكهربائية) ويصح المثل القائل (اذا مريت بهيت لا تبيت)!! وكما يقول حكمت الكعود (تاريخ هيت حقيقة فرضها العلم واهملها المسؤولون) !!.

محطتنا الثالثة هي زيارة قلعة هيت التي يقولون عنها ان اهالي هيت تاريخيا كانوا يسكنون في هذه القلعة ، وقد استغربت كثيرا لهذه القلعة التي من المفروض ان تماثل قلعة اربيل وقلعة كركوك لكنها مهملة وعبارة عن أكوام من الحجارة فالقلعة لم يبق منها  سوى اسمها في كتب التاريخ، وما يزيد من تعجبي هو وجود منازل مسكونة في القلعة ، يقول لنا المرافق السياحي لقد بنيت بيوت في القلعة خوفا من الفيضانات !وتبقى من ذاكرتي الصورة المؤلمة لهذا الاثر القديم التي صارت عبارة عن مكان لأنقاض البيوت.

مسجد الفاروق

يطل علينا ونحن في القلعة اقدم منارة  بنيت في زمن الخليفة عمر بن الخطاب وهي لمسجد الفاروق (وتعاني من الميلان) وتحت ثراها يرقد حفيد الامام موسى الكاظم (ع) وقد اعيد بناء هذا المسجد لمرات  عديدة، وسمعت بإن في هيت كانت هناك كنيسة (كنيسة هيت) وتم ازلتها وازيل معها عددا من الاديرة المسيحية ، وهناك اشارات لوجود اليهود في هيت فعندما كنا في متحف الشهيد احمد عفتان  كانت منصة القاعة قد كتب عليها اسم ( قاعة الاستاذ المرحوم نجاح ساسون الهيتي الثقافي) وعندما سالنا قالوا نعم كـان يهوديا واسلم.

وتم اخبارنا بوجود بعض المراقد للصحابة وقبر النبي ايوب قد تعرضت للتخريب من عناصر داعش الارهابية.

وتلمسنا مدى الاهمال الذي تعاني منه هيت وحالة عدم استغلال الثروات المعدنــية والمكانة التاريخية ولو كان هناك اهتام جاد لكانت هيت من المدن السياحية التي تجذب السياح من كل المحافظات وحتى من خـارج العراق.



Most Read

2024-09-24 01:24:16