Breaking News >> News >> Azzaman


ساعات حبست الأنفاس قبل وقف حرب الجزائر 1962..في شهادات مثيرة النووي مع إيران


Link [2022-03-12 15:38:48]



الجزائر‭- (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬كانت‭ ‬المناضلة‭ ‬الجزائرية‭ ‬السابقة‭ ‬مريم‭ ‬مختاري‭ ‬معتقلة‭ ‬لدى‭ ‬الجيش‭ ‬الفرنسي‭ ‬في‭ ‬الجزائر،‭ ‬وأفرج‭ ‬عنها‭ ‬قبل‭ ‬أسبوعين‭ ‬من‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقات‭ ‬إيفيان‭ ‬التي‭ ‬أنهت‭ ‬الحرب‭. ‬بعد‭ ‬ستين‭ ‬عاما،‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬رفاق‭ ‬لها‭ ‬قتلوا‭ ‬قبل‭ ‬دقائق‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬وقف‭ ‬النار‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭. ‬انضمت‭ ‬مريم‭ ‬مختاري‭ ‬البالغة‭ ‬84‭ ‬سنة‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬النضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استقلال‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬منطقتها‭ ‬تيارت‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬غرب‭ ‬الجزائر‭ ‬سنة‭ ‬1956‭. ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬تدربت‭ ‬على‭ ‬‮«‬السلاح‭ ‬و‭ ‬حرب‭ ‬العصابات‮»‬،‭ ‬تم‭ ‬توجيهها‭ ‬للعمل‭ ‬كممرضة‭ ‬للتكفل‭ ‬بجرحى‭ ‬المعارك‭ ‬بين‭ ‬الجزائريين‭ ‬الذين‭ ‬أعلنوا‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬قوات‭ ‬الاستعمار‭ ‬والفرنسيين‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬تشرين‭ ‬الثاني‭/‬نوفمبر‭ ‬1954‭.‬

ونجت‭ ‬آنذاك‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬مرات‭ ‬عدة‭ ‬خلال‭ ‬المعارك،‭ ‬حتى‭ ‬ألقي‭ ‬عليها‭ ‬القبض‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬مصابة‭ ‬بمرض‭ ‬السلّ‭ ‬في‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير‭ ‬1961‭ ‬في‭ ‬‮«‬خيمة‮»‬‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬الشلالة‭ ‬حاليا،‭ ‬وهي‭ ‬منطقة‭ ‬صحراوية‭ ‬جنوب‭ ‬تيارت‭.‬

ونجت‭ ‬‮«‬ثورية‮»‬،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬اسمها‭ ‬الحربي،‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬في‭ ‬آذار‭/‬مارس‭ ‬1962‭ ‬خلال‭ ‬تواجدها‭ ‬بعيادة‭ ‬تابعة‭ ‬للجيش‭ ‬الفرنسي‭ ‬في‭ ‬بوسماعيل‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬العاصمة‭ ‬الجزائرية،‭ ‬بعدما‭ ‬حاول‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬الجيش‭ ‬السري‭ (‬فرنسيون‭ ‬عارضوا‭ ‬استقلال‭ ‬الجزائر‭)‬،‭ ‬تفجير‭ ‬المبنى‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬محتجزة‭ ‬فيه‭. ‬وتروي‭ ‬مختاري‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬كتابا‭ ‬عن‭ ‬حياتها،‭ ‬لفرانس‭ ‬برس،‭ ‬‮«‬أطلقت‭ ‬السلطات‭ ‬الاستعمارية‭ ‬سراحي‭ ‬مع‭ ‬زميلتي‭ ‬فضيلة‭ ‬بن‭ ‬عمارة‭ ‬التي‭ ‬توفيت‭ ‬قبل‭ ‬بضع‭ ‬سنين،‭ ‬في‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬آذار‭/‬مارس‭ ‬1962،‭ ‬وعدت‭ ‬الى‭ ‬منطقتي‭ (…). ‬هناك،‭ ‬سمعت‭ ‬إعلان‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مكبّرات‭ ‬الصوت‭ ‬في‭ ‬المدينة‭. ‬في‭ ‬الجبال،‭ ‬كانت‭ ‬الطائرات‭ ‬تلقي‭ ‬المناشير‭ ‬لإعلام‭ ‬السكان‮»‬‭.‬‮ ‬‭ ‬وتضيف‭ ‬‮«‬رغم‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬يسمع‭ ‬بعض‭ ‬السكان‭ ‬في‭ ‬الجبال‭ ‬والصحارى‭ ‬خبر‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يسمع‭ ‬بعض‭ ‬المجاهدين‭ (‬مقاتلو‭ ‬جيش‭ ‬التحرير‭). ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬شهداء‭ ‬بعد‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬قولها‭. ‬في‭ ‬يوم‭ ‬19‭ ‬آذار‭/‬مارس‭ ‬1962‭ ‬عند‭ ‬الساعة‭ ‬11‭,‬50‭ ‬دقيقة،‭ ‬قتل‭ ‬مناد‭ ‬جلولي،‭ ‬المسؤول‭ ‬في‭ ‬جيش‭ ‬التحرير‭ ‬الجزائري،‭ ‬في‭ ‬قصف‭ ‬طائرة‭ ‬فرنسية‭… ‬وتقول‭ ‬مختاري‭ ‬‮«‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬قبل‭ ‬عشر‭ ‬دقائق‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‮»‬‭.‬

بومدين‭ ‬ومدافع‭ ‬105‭ ‬ملم

وتضيف‭ ‬أن‭ ‬جلولي‭ ‬كان‭ ‬‮«‬مسؤول‭ ‬قطاع‭ (…)‬،‭ ‬أعرفه‭ ‬شخصيا‮»‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬الى‭ ‬مقتل‭ ‬‮«‬جندي‭ ‬جزائري‭ ‬لا‭ ‬أتذكر‭ ‬اسمه‭ ‬كان‭ ‬فرّ‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬الفرنسي‭ ‬قبل‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬للالتحاق‭ ‬بالثورة‮»‬،‭ ‬معه‭. ‬وتتابع‭ ‬‮«‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يتوقف‭ ‬القتال‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬آذار‭/‬مارس‭ ‬الساعة‭ ‬12‭,‬00،‭ ‬فيبقى‭ ‬جيش‭ ‬التحرير‭ ‬في‭ ‬مواقعه‭ ‬والجيش‭ ‬الفرنسي‭ ‬أيضا‭ ‬لا‭ ‬يتقدّم‭ ‬الى‭ ‬الجبال‭ ‬حيث‭ ‬مخابئ‭ ‬الثوار‭. ‬واعتقد‭ ‬جلولي‭ ‬أن‭ ‬الدقائق‭ ‬لن‭ ‬تشكل‭ ‬فارقا‭ ‬في‭ ‬التوقيت،‭ ‬فترك‭ ‬موقعا‭ ‬للثوار‭ ‬مع‭ ‬الجندي‭ ‬الهارب‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يريد‭ ‬تسليمه‭ ‬مع‭ ‬أسلحته،‭ ‬فقصفتهم‭ ‬طائرة‭ ‬في‭ ‬جبل‭ ‬بوقدام‭ (‬قرب‭ ‬تلمسان‭)‬،‭ ‬وكانت‭ ‬الساعة‭ ‬11‭,‬50‮»‬‭. ‬وكان‭ ‬محمد‭ ‬مقراني‭ ‬من‭ ‬جهته‭ ‬يتابع‭ ‬مفاوضات‭ ‬إيفيان‭ ‬لحظة‭ ‬بلحظة‭ ‬من‭ ‬موقعه‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬الأركان‭ ‬العامة‭ ‬بمنطقة‭ ‬غار‭ ‬الدماء‭ ‬في‭ ‬تونس‭. ‬وكانت‭ ‬المعلومات‭ ‬تصله‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الوفد‭ ‬المفاوض‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬كما‭ ‬يروي‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭. ‬ويقول‭ ‬مقراني‭ ‬‮«‬لم‭ ‬أر‭ ‬أي‭ ‬فرحة‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬الأركان‭ ‬بعد‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬ايفيان،‭ ‬لأن‭ ‬القلب‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مطمئنا‮»‬‭. ‬ويتابع‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬السابق‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬لقيادة‭ ‬جيش‭ ‬التحرير‭ ‬الوطني‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يغير‭ ‬قرار‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬تموقع‭ ‬قواتنا‭ ‬التي‭ ‬بقيت‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تأهب‭ ‬قصوى‭. ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نثق‭ ‬في‭ ‬العدو‭ ‬واستمر‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬حتى‭ ‬إعلان‭ ‬الاستقلال‮»‬‭. ‬ويروي‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬آذار‭/‬مارس،‭ ‬أمر‭ ‬رئيس‭ ‬قيادة‭ ‬الأركان‭ ‬هواري‭ ‬بومدين‭ (‬رئيس‭ ‬الجزائر‭ ‬من‭ ‬1965‭ ‬الى‭ ‬1978‭) ‬بإطلاق‭ ‬النار‭ ‬بشكل‭ ‬كثيف‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬المدافع‭ ‬من‭ ‬عيار‭ ‬105‭ ‬ملم‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الحدود‭ ‬التونسية‭ ‬الجزائرية‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬‮«‬كانت‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬فرنسا‭ ‬للتحذير‭ ‬من‭ ‬الغدر‭ ‬والعودة‭ ‬عن‭ ‬قرار‭ ‬استفتاء‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬‮«‬الذي‭ ‬جرى‭ ‬فعلا‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬تموز‭/‬يوليو‮»‬،‭ ‬وكانت‭ ‬نتيجته‭ ‬تصويت‭ ‬الجزائريين‭ ‬بشكل‭ ‬ساحق‭ ‬على‭ ‬الاستقلال‭. ‬ويتحدث‭ ‬عن‭ ‬مخاوف‭ ‬آنذاك‭ ‬لدى‭ ‬‮«‬الحكومة‭ ‬المؤقتة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬أنشأتها‭ ‬جبهة‭ ‬التحرير‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬‮«‬من‭ ‬العودة‭ ‬الى‭ ‬الجزائر‭ ‬لأن‭ ‬منظمة‭ ‬الجيش‭ ‬السري‭ ‬كانت‭ ‬تزرع‭ ‬الرعب‭ ‬وتهدد‭ ‬المناضلين‮»‬‭. ‬وتلقّت‭ ‬قيادة‭ ‬الأركان‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬‮«‬شخص‭ ‬قُتل‭ ‬بعد‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬بسبب‭ ‬تشابه‭ ‬اسمه‭ ‬مع‭ ‬عيسى‭ ‬مسعودي‮»‬،‭ ‬المناضل‭ ‬والصحافي‭ ‬في‭ ‬الإذاعة‭ ‬السرية‭ ‬الذي‭ ‬توفي‭ ‬في‭ ‬1994‭. ‬وشهدت‭ ‬العاصمة‭ ‬الجزائرية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مقسمة‭ ‬بين‭ ‬الأحياء‭ ‬الأوروبية‭ ‬حيث‭ ‬يسكن‭ ‬الفرنسيون‭ ‬لكن‭ ‬أيضا‭ ‬إسبان‭ ‬ومالطيون‭ ‬وإيطاليون،‭ ‬وأحياء‭ ‬الجزائريين،‭ ‬اغتيالات‭ ‬استهدفت‭ ‬‮«‬المدنيين‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬يروي‭ ‬علي‭ ‬ضيف‭ (‬82‭ ‬سنة‭)‬،‭ ‬عضو‭ ‬جيش‭ ‬التحرير‭ ‬سابقا‭. ‬ويؤكد‭ ‬ضيف‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أغلب‭ ‬الذين‭ ‬قتلوا‭ ‬بعد‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬المدنيين،‭ ‬مثل‭ ‬العاملات‭ ‬في‭ ‬بيوت‭ ‬المُعمّرين‮»‬‭ ‬الأوروبيين‭.‬

ويضيف‭ ‬أنه‭ ‬تابع‭ ‬عبر‭ ‬التلفزيون‭ ‬إعلان‭ ‬الجنرال‭ ‬شارل‭ ‬ديغول‭ ‬حول‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬مساء‭ ‬18‭ ‬آذار‭/‬مارس،‭ ‬ونجا‭ ‬بنفسه‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬من‭ ‬اعتداء‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬الجيش‭ ‬السري،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬‮«‬يتفقد‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬العاصمة‮»‬‭. ‬ويقول‭ ‬‮«‬الخوف‭ ‬والحذر‭ ‬كانا‭ ‬باديين‭ ‬على‭ ‬الجزائريين،‭ ‬ولم‭ ‬يُظهروا‭ ‬أي‭ ‬فرحة،‭ ‬إذ‭ ‬كانوا‭ ‬يخشون‭ ‬اعتداءات‭ ‬من‭ ‬أنصار‭ +‬الجزائر‭ ‬الفرنسية‭+‬‮»‬‭.‬



Most Read

2024-09-23 05:22:44