Breaking News >> News >> Azzaman


سعدي الحلي في ذكرى رحيله 17


Link [2022-04-08 21:53:15]



سعدي الحلي في ذكرى رحيله 17

صوت مفعم بالشجن يغني أحلى الأطوار

بابل – كاظـم بهيـّــه

بعد ان  قطفته يد المنون يوم 22 نيسان 2005 سكت صوت المطرب الكبير سعدي الحلي .. هجع قلبه من المرض ..

والمعاناة الذي عانى منها طويلا ،فبعد أيام تحل الذكرى 17 لرحيل فارس الأغنية الشعبية وحاديها ..الصوت الذي عشقه كل الناس وأشهر صوت يعرفه القاصي والداني .

بدأ سعدي جابر حمزة الشمري الحلي ، رحلته منتصف الخمسينات عندما كانت الحلة حافلة بالنشاط الفني بالرغم من طابعها الاجتماعي والديني، برز ذلك الشاب الهاوي  للغناء وأكثر شهرة من زملائه أهل الطرب في تلك الحقبة بعدها وبمثابرته وذكائه انتقل إلى احتراف الغناء من خلال تسجيله الجلسات الخاصة في سراديب وبساتين الحلة الخلابه على أشرطة الكاسيت ، من خلال صديقيه الحميمين عباس مهدي الوادي والشاعر  الملا محمد علي القصاب الحلي تألق نجمه بعد ان اختط  لنفسه أسلوبا صادقا ، حتى شد الرحال ورسا في مرساه الأخير في العاصمة بغداد ، اذ انصرف لتسجيل الكاسيت واحياء الحفلات الخاصة والمناسبات العائلية من خلال أغنيات يقوم بتلحينها بنفسه وبتعاون مع الشاعر القصاب مما جعله يستعين بالحان معروفه يخضـــــــــعها لمضامين جديدة ، لكونه لم يحصل على لحن فاضطر الى تلحين  بعــــــــــض الاغاني بنفسه وهذا الابداع معروف عند الملا القصــــــــاب وقد نجح في هذه المحاولة فتألق الحلي عند اغلب الاغاني مثل:

الاحبه راح ماجاني / حبيبي امك / النار النار ولله ياعلي / يعيني عاين اركاب /   غيبي ياشمس غيبي /ابتلينا باليروحون ويردون / تانيتك شوماجيت / اطلب الانصاف /بوسه من وجنتك انته ومروتك / شافنه وسد بابه والقائمة تطول .

والحلي لم يستفد من فرصة لانتشاره عبر الاذاعة منذ البدء فهو حاول التسجيل فيها ولكن  لم يجد من يهتم به، كانــــت الابواب موصده بوجهه، لكن جهود الفـــــنان الكبير الراحل حقي الشـــبلي هي التي انتشلته ودفعته الى امام من خلال تعيينه في الفرقة القومـــــــية الشعبية ليأخذ دوره في هذه المـــسيرة الغنائية وليــــــــحذو حذو الفنــــانين المبدعين في تلك الفترة ، لكونه يمتلك صوت جدير بالغـــــــناء ، سيما وقد تعامل منذ البدء مع كبار الشعراء غنى قصائد ملا منفي والملا محمد علي القصاب وكاظم الرويعي وناظم السماوي وابوذيات عبد الحسين ابوشبع وعبد الصاحب عبيد الحلي، وتألق في سماء الالحان الجميلة ليطربنا من أنامل كبار الملحنين في سبعينات القرن الماضي فكان نصيبه من محمد جواد اموري (يمته الكاك) ومن محمد نوشي (ليلة ويوم وعشك اخضر) ومن محمد عبد المحسن (مسافات السفر) واســتمر معه كثير من الملحنين امثال: جابر محمد العتابي وصباح زياره وغيرهم من المبدعين .

مدرسة متكاملة

فالحـــــلي فنان كبير غنى أحلى الأطوار والمقامات كان يميل الى الشـــــجن واخذ عنه كثير من المطربين حتى اصــبح رائدا لهم فهو يعد مدرسة متكاملة لايضاهيه احد في غنائه.

احتلت أغانيه شهرة عربية واسعة ونالت اعجاب كبار الفنانين العرب في مقدمتهم الموسيقار الكبير فريد الأطرش والمطربة سميرة توفيق والشاعر العربي نزار قباني عندما سمعه يغني وقف احتراما للغناء العراقي الأصيل وقال بالحرف الواحد: (هذا الغناء يقام له ولايقعد) فهو فنان قدير ، يعرف كيف يتعامل مع افضل شعراء الأغنية والقصيدة الشعبية ويختار النص الذي يتلاءم مع قدرته الأدائية ، فكان أكثر المطربين اعتناءً بمضامين الأغنية فمن هذا استهوى العشاق أغانيه الجميلة ، والحب الذي غمروه به من خلال ادائه للون الغنائي الفريد من نوعه حتى اصبح رائدا للأغنية الشعبية العراقية وأشهر صوت عرفه العراق من شماله حتى جنوبه واشتهر وذاع صيته في ارجاء الوطن الكبير حتى احتلت أغنياته مكانه مهمة بين مطربيه والجمهور العربي من خلال مشاركته في العديد من المهرجانات الغنائية في سوريا ومصر وبيروت وعمان  ودول الخليج.

واخيرا لابد من القول : رغم كل الألم والمعاناة والأزمة النفسية التي تمثلت بفقدان زوجته وابنه البكر (خالد ) وبتر ساقه بقي الحلي سعدي ينشد أجمل الأغاني وبنفس الروحية لا بل اكثر حلاوة وحزن عما كان عليها في بداية مشواره .

الحلي رحل لكنه حاضر بيننا . وأغانيه الشجية لم ترحل ستبقى الشاهد الذي لايكذب .



Most Read

2024-09-21 17:38:14