المجر تعلن الطوارئ والحياد وتصعيد القصف الروسي على دونباس
بروكسل- لندن -موسكو - كييف- بودابست – اف ب – الزمان
أعلن رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان حال طوارئ جديدة لمواجهة تداعيات الحرب على أوكرانيا وذلك اعتبارًا من منتصف ليل الثلاثاء، علمًا أن البلاد تخضع لحال طوارئ مرتبطة بمكافحة وباء كوفيد-19، تنتهي مدّتها الثلاثاء المقبل. وقال أوربان عبر فيسبوك «العالم على شفير أزمة اقتصادية. يجب أن تبقى المجر خارج هذه الحرب وتحمي الأمن المالي لأُسرها».
واعتبر أوربان الذي يعرقل تبني حظر أوروبي على النفط الروسي، أن التوصل إلى اتفاق «غير مرجح إلى حد بعيد» في الأيام المقبلة وذلك في رسالة إلى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل. فيما أعلنت الرئاسة الفرنسية الثلاثاء أن التوصل إلى اتفاق ما زال ممكنًا «في الأيام المقبلة» لتجاوز تحفظات المجر على فرض حظر أوروبي على النفط الروسي، في إعلان يتعارض مع تصريح رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي يعتبر أن الاتفاق «غير مرجح إلى حد بعيد». فيما أعلنت الخارجية الروسية الثلاثاء أن روسيا منعت 154 عضوا في مجلس اللوردات البريطاني من دخول أراضيها ردا على العقوبات التي تستهدف جميع أعضاء مجلس اتحاد روسيا تقريبا. وكتبت وزارة الخارجية في بيان «ردًا على القرار الذي اتخذته حكومة بريطانيا العظمى في آذار/مارس لوضع قائمة عقوبات تشمل مجلس الاتحاد بأكمله تقريبًا (…) تم فرض قيود بحق 154 عضوًا في مجلس اللوردات». كما ألمح وزير الدفاع الروسي ورئيس مجلس الأمن القومي النافذ الثلاثاء إلى أنه قد يتعين على موسكو القتال لفترة أطول في أوكرانيا لتحقيق أهداف هجومها الذي دخل شهره الرابع.
وقال الوزير سيرغي شويغو، خلال اجتماع عبر الفيديو مع نظرائه في دول كانت منضوية في الاتحاد السوفياتي السابق وبث التلفزيون مقاطع منه، «سنواصل العملية العسكرية الخاصة حتى تتحقق جميع الأهداف، بغض النظر عن المساعدات الغربية الضخمة لنظام كييف وضغط العقوبات غير المسبوق».
وأكد أن الجهود الروسية لتجنب وقوع ضحايا بين المدنيين «تؤدي بالطبع إلى إبطاء وتيرة الهجوم، لكن هذا الأمر متعمد».
ويأتي التصريح بعيد نشر مقابلة نادرة أجرتها صحيفة «أرغومينتي أي فاكتي» الأسبوعية مع رئيس مجلس الأمن القومي نيكولاي باتروشيف، قال فيها إن العمليات العسكرية ستستمر طالما دعت الحاجة إلى ذلك. وأوضح «نحن لا نهتم بالتفاصيل … الأهداف التي حددها الرئيس (فلاديمير بوتين) ستتحقق». وأضاف «لا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك، الحقيقة إلى جانبنا».
وصعدت القوات الروسية الثلاثاء هجومها على آخر جيوب المقاومة في محيط لوغانسك الواقعة في إقليم دونباس بشرق أوكرانيا في وقت دخلت الحرب شهرها الرابع. منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر شباط/فبراير تمكنت كييف بمساعدة من دول الغرب من التصدي لتقدم قوات جارتها في العديد من المناطق، ومنها العاصمة كييف. غير أن روسيا تركّز الآن على تأمين وتوسيع مكاسبها في دونباس والساحل الشرقي الأوكراني.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الإثنين في كلمته اليومية إن «الأسابيع المقبلة من الحرب ستكون صعبة، وينبغي أن نكون مدركين لذلك»، وجاءت تصريحاته بعدما أفاد مسؤولون محليون وسكان عن قصف كثيف. وأكد أن «الوضع القتالي الأكثر صعوبة الآن هو في دونباس»، مشيرا بالتحديد إلى بلدات باخموت وبوبسانا وسيفيرودونيتسك الأكثر تضررا.
وقالت القوات المسلحة الأوكرانية في تحديث للتطورات على فيسبوك الثلاثاء إن القوات الروسية تنفذ «عمليات هجومية» متواصلة في المنطقة مضيفة أن «العدو يطلق نيرانا كثيفة على طول خط التماس». وقال حاكم لوغانسك إن روسيا استقدمت آلاف الجنود للاستيلاء على الإقليم بكامله وأن سيفيرودونيتسك تتعرض لهجوم مكثف محذرا الأهالي من فوات الأوان للمغادرة.
وقال سيرغي غايدي على تلغرام «في هذه المرحلة لن أقول: اخرجوا، غادروا. الآن سأقول: ابقوا في الملاجئ … لأن كثافة القصف لن تسمح لنا بحشد الناس بهدوء والقدوم من أجلهم».
وأفاد أهالي باخموت، القرية الواقعة عند تقاطع محوري يمثل مركز قيادة لجزء كبير من العمليات الأوكرانية، وكالة فرانس برس عن تعرضهم لقصف جوي. وقالت ماريا ماياشلابكا (82 عاما) وهي جالسة قرب أنقاض منزلها المدمر «رفعت رأسي بينما كنت أصلي وسمعت صوتا مروعا». أضافت «كل يوم أتضرع لله كي يجنبنا الإصابات. والله استجاب لي. الله يحرسني».
قال زيلينسكي في كلمته إن روسيا نفذت قرابة 1500 ضربة صاروخية وأكثر من 3000 ضربة جوية ضد أوكرانيا في الأشهر الثلاثة الأولى للحرب. منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر شباط/فبراير تمكنت كييف بمساعدة من دول الغرب من التصدي لتقدم قوات جارتها في العديد من المناطق، ومنها العاصمة كييف. غير أن روسيا تركّز الآن على تأمين وتوسيع مكاسبها في دونباس والساحل الشرقي الأوكراني.
ورغم القتال العنيف المستمر منذ ثلاثة أشهر ووقوع خسائر فادحة من الجانبين، لا يتقدم الجيش الروسي إلا بصعوبة بالغة، مما يشير إلى حرب استنزاف طويلة.
تتمثل الأهداف المعلنة للكرملين في «اجتثاث النازية» من أوكرانيا وتأمين المناطق الشرقية التي يتحدث معظم سكانها اللغة الروسية. وتتهم موسكو السلطات الأوكرانية بارتكاب إبادة جماعية مزعومة هناك.
2024-09-20 14:27:21