الرياض- الزمان
حصل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي يرأسه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على 4 بالمئة من أسهم شركة أرامكو النفطية تقدّر قيمتها بنحو 80 مليار دولار، وذلك بهدف دعم عمل الصندوق على تنويع الاقتصاد.
وقالت وكالة الانباء السعودية الاحد «تم نقل (4%) من أسهم شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) إلى صندوق الاستثمارات العامة»، مضيفة نقلا عن ولي العهد ان الخطوة «جزء من استراتيجية المملكة طويلة المدى الهادفة لدعم إعادة هيكلة الاقتصاد». وجاءت عملية نقل الأسهم بعد تقارير حول نية المملكة بيع نسبة ضئيلة من أسهمها لجهة أجنبية. وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» هذا الشهر ان الشركة تخطط «لما يمكن أن يكون أكبر بيع للأسهم على الإطلاق»، مع إمكانية إدراج أسهم في لندن أو سنغافورة أو أماكن أخرى».
فيما قضت محكمة سعودية بسجن 11 شخصا، بينهم 9 أجانب، بتهمة غسيل أموال، بلغت قيمتها 2.67 مليار دولار. وأمرت المحكمة أيضا بمصادرة الأصول التي يملكها المتهمون، وفرضت عليهم غرامات مالية.
وتدخل هذه القضية ضمن حملة تشنها السلطات على الفساد، طالت أمراء ووزراء ورجال أعمال بارزين. ونقلت وسائل إعلام سعودية عن مصدر في النيابة العامة قوله إن: «التحقيقات كشفت عن ضلوع تشكيل عصابي منظم مكون من 11 متهما (مواطنيْن وتسعة وافدين) في ارتكاب جرائم غسيل أموال». وقال المصدر إن المتهمين قاموا باستغلال عدد من الكيانات التجارية وفروعها في تلقي وتحويل أموال مجهولة المصدر تجاوزت قيمتها الإجمالية 10 مليارات ريال»، ما يعادل حوالي 2.67 مليار دولار.
وكان ولي العهد أعلن في مقابلة مع قناة حكومية في نيسان/ابريل الماضي عن نقاش يجري مع شركة طاقة أجنبية لبيعها واحدا بالمئة من أسهم شركة أرامكو، من دون أن يسمي الشركة.
أُدرجت أرامكو في البورصة السعودية في كانون الأول/ديسمبر 2019 بعد أكبر عملية طرح عام أولي في العالم وصلت قيمته إلى 29,4 مليار دولار مقابل بيع 1,7 في المئة من أسهمها.
وبلغ سعر السهم عند بدء التداول صباح الأحد 37,30 ريالا (9,9 دولارا) لكنه تراجع في شكل طفيف مع إغلاق التداول إلى 37,05 ريالا (9,8 دولارا).
ومنذ تسلم الامير محمد منصب ولي العهد في 2017، تنكب المملكة على محاولة تنويع الاقتصاد عبر دعم قطاعات الترفيه والرياضة والسياحة وغيرها، بهدف وقف الارتهان التاريخي للنفط.
ويقود هذه الجهود صندوق الاستثمارات العامة برئاسة الامير الشاب، الذي تبلغ إجمالي أصوله 480 مليار دولار.
وقال ولي العهد بحسب البيان الاثنين ان نقل الأسهم للصندوق «يسهم في دعم خطط الصندوق الهادفة لرفع حجم أصوله تحت الإدارة إلى نحو 4 تريليونات ريال سعودي بنهاية عام 2025».
كما ستساهم أسهم الشركة «في تعزيز مركز الصندوق المالي القوي، وتصنيفه الائتماني المرتفع على المدى المتوسط حيث يعتمد الصندوق في خطته التمويلية على قيمة الأصول والعوائد الاستثمارية من الأصول تحت الإدارة»، وفقا لولي العهد.
من جهتها، اوضحت أرامكو المملوكة للدولة، في بيان نشرته على موقع سوق البورصة المحلية «تداول» أنه بعد عملية النقل «تظل الدولة المساهم الرئيسي في الشركة حيث تملك أكثر من 94% من أسهم الشركة».
وتابعت أن عملية النقل هذه «هي عملية خاصة بين الدولة والصندوق، والشركة ليست طرفًا فيها ولم تدخل في أي اتفاقيات بخصوصها، ولا يترتب على الشركة أي مدفوعات أو عوائد ناجمة عن عملية النقل».
كما قالت إنّ عملية النقل «لن تؤثر على العدد الإجمالي لأسهم الشركة المصدرة، وأن الأسهم المنقولة هي أسهم عادية مماثلة لأسهم الشركة العادية الأخرى»، فيما انه «لن يكون هناك تأثير على أعمال الشركة، أو إستراتيجيتها، أو سياستها لتوزيع الأرباح، أو منظومة حوكمتها».
وقال مازن السديري رئيس إدارة الأبحاث في شركة الراجحي المالية لوكالة فرانس برس إنّ «القرار يزيد أصول الصندوق بنحو 16 بالمئة».
وأوضح أنه «يساعد الصندوق إذ يزيد التدفقات المالية لتوزيعات ارامكو ويمنح الصندوق مرونة اذا اراد تخصيص جزء من اسهم ارامكو في السوق المحلي أو الأجنبي».
وأضح أن «دخل البترول السعودي هذا العام متوقع ان يرتفع لنحو 680 مليار ريال والفائض 125 مليار ريال على متوسط سعر 80 دولار للبرميل»، وهو ما سينعكس إيجابا على صندوق الاستثمارات.
2024-09-23 23:25:32