Breaking News >> News >> Azzaman


قطيعة مع العادات السابقة في البلاد – عصام الياسري


Link [2022-06-18 21:34:17]



الإستقالة الصدرية

قطيعة مع العادات السابقة في البلاد – عصام الياسري

على ضوء إعلانه النصيحة لنواب كتلته الصدرية التي تشكل الكتلة الأكبر في البرلمان تحضير أنفسهم للاستقالة وانتظار إشهار انسحابهم المرتقب. قدم النواب الصدريين مؤخرا استقالتهم من مجلس النواب بالإجماع. الصدر كان قد حث جماعته النواب على اتخاذ هذه الخطوة لكسر الحصار المستمر منذ أشهر على البرلمان المنتخب في أكتوبر تشرين الأول 2021 للحيلولة دون تشكيل “حكومة الأغلبية الوطنية” مع الأحزاب السنية والحزب الديمقراطي الكردستاني بعد أن تم الاتفاق مع الحلبوسي والبرزاني لتشكيل ائتلاف يجمعهم للقيام بهذه المحاولة علها تنجح لتوجيه البوصلة السياسية باتجاه أفضل، دون محاذاة نقاط الخلاف العالقة بينهم من أمد بعيد.

رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر على ما يبدو اتخذ خطوة استقالة 73 نائباً من كتلته (قُبلت مباشرة من قبل رئيس مجلس النواب السني محمد الحلبوني)، أثر حث بعض الأطراف الداخلية والخارجية الفاعلة على الساحة العراقية، لكسر الحصار المستمر على البرلمان وإحراج مجموعة (الإطار التنسيقي) وبالتالي انتظار ما ستتخذه أطرافه من مواقف، وماذا سيحدث في قابل الأيام؟. إذ إن  الانتخابات البرلمانية المبكرة، التي خرج منها التيار الصدري باعتباره الفائز الأكبر، اقتصرت على بقاء الحكومة بقيادة مصطفى الكاظمي لتصريف الأعمال اليومية، ولكن لم يكن له، أي الكاظمي، مطلق الحرية في محاولة إدارة الأزمات في الدولة الغنية بالنفط.

إن انسحاب أعضاء أقوى قوة سياسية من البرلمان بسبب الصراع على السلطة في العراق، بين أنصار مقتدى الصدر ومجموعة الإطار التنسيقي الذين تربطهم علاقات وثيقة بإيران ويشكلون في البرلمان هم أيضا، قوة سياسية لا يستهان بها، لديها النفوذ والمال. سيكون ذلك قطيعة مع العادات السابقة في البلاد. حتى الآن، تم تخصيص المناصب الأكثر أهمية في الحكومة وفقا لنظام التمثيل النسبي الديني والعرقي “توافقي”، يضمن مصالح الأحزاب (الشيعية والسنية والكردية) الماسكة بالسلطة، لكن الصدر وكتلته النيابية حتى الآن، لم ينجح في الحصول على أغلبية لتشكيل حكومته المنشودة!…

خطوة الصدر

وبغض النظر عن الآراء والمواقف من خطوة الصدر وأبعادها السياسية التي ينتظر، أو فيما أنها خطوة صائبة أم لا، فإن الوضع وما يجري في العراق خطير للغاية ولا يمكن التكهن بما سيحدث. فآلاف العراقيين يعانون بالإضافة إلى ما حدث ويحدث في العديد من المجالات لغاية اليوم، من صعوبات في التنفس بسبب العواصف الرملية غير الشائعة في العراق من قبل- ولكن أيضا بسبب تغير المناخ، أصبحت أكثر تواترا وأكثر عنفا مع قلة وسائل العلاج والمستشفيات وشحت الماء والكهرباء. ووفقا لإدارة الهجرة والجنسية، تم تسجيل رسمي ما لا يقل عن 1850 حالة طفل يجلس على أرض جافة… الأخطر، أن المياه في بلاد ما بين النهرين تنفد، ويعاني من جفاف هائل: لقد قل هطول الأمطار بدرجة كبيرة واستنفدت الاحتياطيات – وتتنافس البلدان المجاورة، تركيا وسوريا وإيران، على مياه العراق من نهري دجلة والفرات، فيما تمارس الجهات المعنية سياسة مضللة بعيدا عن الدفاع عن حقوق العراق بقوة واضحة ومستديمة وبكافة الوسائل بما فيها إجراءات إيقاف التعاملات الاقتصادية والسياسية والتجارية مع هذه الدول فورا.

إلى ذلك، لا يزال موطن الأيزيديين حول مدينة سنجار شمال العراق الذين هجروا أو فروا ونهبوا ممتلكاتهم، حاله حال موطن مسيحيي وعرب مناطق سهل نينوى والحويجة، مشهدا من الأنقاض وعرضة للنهب والاستيلاء- وهناك قتال مستمر تمارسه العديد من الأطراف. يذكر مرة أخرى، بهجوم إرهابيي داعش عام 2014. آنذاك كان صعبا على المواطنين الفرار. اليوم عليهم الفرار مرة أخرى من منازلهم على عجل: فهم ليسوا في مكان آمن، وأطفالهم خائفون بسبب القتال الدائر في كل مكان. فيما الجيش العراقي يتحدث عن الأمن ونزع سلاح المقاتلين من ميليشيا محلية مختلفة ومقاتلين كرد من حزب العمال الكردستاني، سيطرت على مناطق واسعة في سنجار منذ سنوات، إلا أنه غير قادر على بسط الأمن وتنفيذ القانون، بسبب نفوذ قوى اللادولة وتضارب المصالح الفئوية والحزبية وسوء إدارة المؤسسات التي يهيمن عليها الفساد، فيما العديد من الأيزيديين والمسيحيين والعرب الذين فروا، لا يثقون بالحكومة العراقية ووعودها.



Most Read

2024-09-08 02:23:48