Breaking News >> News >> Azzaman


قلعة جعبر الأثرية وجهة للسوريين بعد سنوات الحرب 


Link [2022-06-11 14:49:30]



قلعة‭ ‬جعبر‭ (‬سوريا‭) (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬خلال‭ ‬سيطرة‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬على‭ ‬مساحات‭ ‬شاسعة‭ ‬من‭ ‬سوريا،‭ ‬شكّلت‭ ‬قلعة‭ ‬جعبر‭ ‬الأثرية‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬سوريا‭ ‬منطلقاً‭ ‬لهجمات‭ ‬الجهاديين‭… ‬لكنها‭ ‬اليوم‭ ‬عادت‭ ‬مقصداً‭ ‬لزوار‭ ‬باحثين‭ ‬عن‭ ‬متنفس‭ ‬بعد‭ ‬توقف‭ ‬المعارك‭.‬

داخل‭ ‬القلعة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬بمثابة‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬الضفة‭ ‬الشمالية‭ ‬لبحيرة‭ ‬الأسد‭ ‬شمال‭ ‬غرب‭ ‬مدينة‭ ‬الطبقة،‭ ‬يتسلّق‭ ‬زوار‭ ‬السلالم‭ ‬للصعود‭ ‬الى‭ ‬الأبراج‭ ‬المرتفعة‭ ‬والتمتع‭ ‬بعبق‭ ‬التاريخ‭ ‬والطبيعة‭. ‬يلتقط‭ ‬أطفال‭ ‬صورا‭ ‬تذكارية‭ ‬في‭ ‬أنحائها‭ ‬وقرب‭ ‬حصونها‭. ‬بينما‭ ‬تكتظ‭ ‬ضفاف‭ ‬البحيرة‭ ‬الرملية‭ ‬التي‭ ‬تشكلت‭ ‬في‭ ‬السبعينات‭ ‬إثر‭ ‬بناء‭ ‬سد‭ ‬الطبقة،‭ ‬بالرواد‭.‬

ويقول‭ ‬عبدالله‭ ‬الجابر‭ (‬41‭ ‬سنة‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬مدينة‭ ‬الرقة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعد‭ ‬المعقل‭ ‬الرئيسي‭ ‬لتنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬قبل‭ ‬دحره،‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‭ “‬لي‭ ‬ذكريات‭ ‬كثيرة‭ ‬هنا‭ (..) ‬مضت‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬تقريبا‭ ‬لم‭ ‬أزر‭ ‬خلالها‭ ‬القلعة‭ ‬جراء‭ ‬ظروف‭ ‬الحرب‭”. ‬ويبدي‭ ‬سعادته‭ ‬لتمكّنه‭ ‬أخيراً‭ ‬من‭ ‬اصطحاب‭ ‬أطفاله‭ ‬الى‭ ‬القلعة‭ ‬بعدما‭ ‬كانوا‭ ‬يتصفحون‭ ‬صوراً‭ ‬من‭ ‬طفولته‭ ‬أثناء‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬رحلات‭ ‬مدرسية‭ ‬الى‭ ‬الموقع‭. ‬ويوضح‭ “‬كان‭ ‬حلمهم‭ ‬أن‭ ‬يزوروا‭ ‬قلعة‭ ‬جعبر‭ ‬والأماكن‭ ‬التي‭ ‬زارها‭ ‬والدهم،‭ ‬واليوم‭ ‬أحضرتهم‭ ‬ليروها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭”.‬

تجذب‭ ‬القلعة‭ ‬زواراً‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬سورية‭ ‬مختلفة‭. ‬وتسيطر‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬قوات‭ ‬سوريا‭ ‬الديمقراطية‭ ‬المؤلفة‭ ‬من‭ ‬فصائل‭ ‬كردية‭ ‬وعربية‭ ‬والمدعومة‭ ‬من‭ ‬واشنطن،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬رأس‭ ‬حربة‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬التنظيم‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬2017‭.‬

وتمركز‭ ‬التنظيم‭ ‬الذي‭ ‬سيطر‭ ‬على‭ ‬مناطق‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق‭ ‬المجاور‭ ‬في‭ ‬صيف‭ ‬2014،‭ ‬في‭ ‬القلعة‭. ‬وجعل‭ ‬منها‭ ‬منطلقاً‭ ‬لشنّ‭ ‬هجمات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وكانت‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬سجن‭ ‬أداره‭ ‬التنظيم‭ ‬المتطرف‭ ‬قرب‭ ‬سد‭ ‬الفرات‭.‬

وتحوّلت‭ ‬بحيرة‭ ‬الأسد‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬المعارك‭ ‬الى‭ ‬ممر‭ ‬مائي‭ ‬استخدمه‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬سوريا‭ ‬الديمقراطية‭ ‬للدخول‭ ‬الى‭ ‬مدينة‭ ‬الطبقة‭ ‬والسكان‭ ‬الفارين‭ ‬من‭ ‬المدينة‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬القتال‭.‬

وتعدّ‭ ‬القلعة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬القلاع‭ ‬التاريخية‭ ‬ذات‭ ‬الطابع‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬ويعود‭ ‬بناؤها،‭ ‬وفق‭ ‬خبراء‭ ‬آثار،‭ ‬الى‭ ‬العصور‭ ‬السلجوقية‭ ‬والمملوكية‭.‬

وفي‭ ‬القلعة‭ ‬مسجد‭ ‬و35‭ ‬برجاً،‭ ‬وكانت‭ ‬تضمّ‭ ‬متحفاً‭ ‬يعرض‭ ‬عشرات‭ ‬القطع‭ ‬الفخارية‭ ‬تعرّض‭ ‬للنهب‭ ‬عام‭ ‬2013‭.‬

ويقول‭ ‬محمّد‭ (‬45‭ ‬عاماً‭) ‬الذي‭ ‬استخدم‭ ‬اسماً‭ ‬مستعاراً‭ ‬خشية‭ ‬من‭ ‬خلايا‭ ‬التنظيم‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬تثير‭ ‬الخوف‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ “‬استخدم‭ ‬التنظيم‭ ‬القلعة‭ ‬وأنشأ‭ ‬على‭ ‬أطرافها‭ ‬خنادق‭ ‬لتدريب‭ ‬أشبال‭ ‬الخلافة‭”‬،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬الى‭ ‬أطفال‭ ‬وفتيان‭ ‬ضمّهم‭ ‬التنظيم‭ ‬الى‭ ‬صفوفه‭. ‬ويتذكّر‭ ‬كيف‭ ‬كانت‭ “‬زيارة‭ ‬القلعة‭ ‬ممنوعة‭ ‬على‭ ‬السكان‭ ‬باعتبارها‭ ‬منطقة‭ ‬عسكرية‭”.‬

ويعبّر،‭ ‬بينما‭ ‬يجلس‭ ‬أمام‭ ‬طاولة‭ ‬في‭ ‬مطعم‭ ‬مشرف‭ ‬على‭ ‬البحيرة‭ ‬التي‭ ‬تجوبها‭ ‬زوارق‭ ‬صغيرة‭ ‬تقل‭ ‬السواح‭ ‬المحليين،‭ ‬عن‭ ‬فرحه،‭ ‬لأن‭ “‬المكان‭ ‬بدأ‭ ‬يستعيد‭ ‬عافيته‭ ‬ويقصده‭ ‬الناس‭ ‬للتنزه‭ ‬باستمرار‭ ‬خلال‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭”.‬

على‭ ‬ضفاف‭ ‬بحيرة‭ ‬الأسد،‭ ‬ينفث‭ ‬شبان‭ ‬دخان‭ ‬نراجيلهم،‭ ‬وتفترش‭ ‬عائلات‭ ‬الأرض‭ ‬مع‭ ‬أطعمة‭ ‬وفواكه،‭ ‬ويلهو‭ ‬أطفال‭ ‬قربها،‭ ‬بينما‭ ‬تصدح‭ ‬أصوات‭ ‬الموسيقى‭ ‬في‭ ‬الأرجاء‭.‬

من‭ ‬محافظة‭ ‬اللاذقية‭ ‬الساحلية،‭ ‬قصد‭ ‬رضوان‭ ‬قهواتي‭ (‬40‭ ‬عاماً‭) ‬القلعة‭ ‬برفقة‭ ‬زوجته‭ ‬وأطفاله‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬استغرقت‭ ‬ساعات‭ ‬في‭ ‬السيارة،‭ ‬تجاوبا‭ ‬مع‭ ‬رغبة‭ ‬ابنته‭ ‬التي‭ ‬درست‭ ‬عن‭ ‬القلعة‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭.‬

ويقول‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ “‬أتينا‭ ‬الى‭ ‬القلعة‭ ‬للسياحة‭ ‬والترفيه‭ ‬والسباحة‭.. ‬الحمدلله‭ ‬نحن‭ ‬سعداء‭ ‬بالزيارة‭”.‬



Most Read

2024-09-19 04:02:09