Breaking News >> News >> Azzaman


في رحاب موسوعة الشعراء الكاظميين – حسين الصدر


Link [2022-06-05 00:40:00]



في رحاب موسوعة الشعراء الكاظميين – حسين الصدر

-1-

اتحفني صديقي العزيز الباحث الموسوعي الاستاذ المهندس الحاج عبد الكريم الدباغ – حفظه الله تعالى – بالجزء التاسع من موسوعة الشعراء الكاظميين وهي أهم موسوعة احتضنتها المكتبة العربية عن شعراء الكاظمية ، هذه البلدة التي أنجبت العديد من الأفذاذ وجهابذة الفقهاء والعلماء والأدباء، ولم يكن قد تصدّى للعناية بشعرائها خاصة الماضيين والمعاصرين أحدٌ  قبله، فشكرت له مبادرته الكريمة ، وجهده الكبير في مضمار الحفاظ على التراث ، وتسليط الأضواء على ما أنتجه المبدعون من الشعراء الكاظميين .

-2-

وقد استوقفتني قصيدة شامخة لأحد شعراء الكاظمية اللامعين وهو المرحوم الشاعر السيد علي عبد الجليل الوردي ت 2009 وهي قصيدة تصف (القائد الضرورة ) المقبور وتستعرض جرائمه ومظالمه وطغيانه، الأمر الذي قفز بالقصيدة الى مستوى ( الوثيقة التاريخية ) التي صوّرت المعاناة المرّة التي عاشها الشعب العراقي على يد السفّاح الذي لم يتلذذ بغير الدماء وازهاق الأرواح .

-3-

وحيث أنَّ الشباب اليوم هم أكبر الشرائح العراقية على الاطلاق ، فمن الراجح أن نذكّرهم بما شهدناه مما لم يكونوا قد شهدوه من المجازر والمظالم والأجواء الخانقة والتي نجح الشاعر الوردي في تبيانها بشكل جلّي وبصياغة رصينة .

-4-

بدأ الشاعر الوردي قصيدته بمطلع يقول :

قلتُ والقولُ قد يليهِ صِدامُ

أينَ كُلَّ الطغاةِ يا صدّامُ ؟

واذا كانت القصيدة بمطلعها – كما يقولون – فهذا المطلع الناري كافٍ في التعريف بما شهده الأحرار – ومنهم الشاعر – ابّان العهد الصدّامي الاسود من عسف واهتضام ومصادرة للحقوق والحريات .

وبعد ان يستعرض الشاعر هلاك الطغاة والجبابرة أمثال ” الحجاج ” و “هتلر” يخاطب الطاغية الوحش بقوله :

وحشَ بغداد انَّ بغداد جُرحٌ

بسوى أنْ تزولَ لا يُلتامُ

وقد صدق فانَّ الجرحَ لم يكن ليندمل الاّ بزوال كابوس الدكتاتورية ذلك الكابوس الذي كان جاثما على الصدور يذيق الناس ألوان العذاب .

ثم يفصّل القول في ما اجترحه الطاغية من مظالم وجرائم فيقول :

كَمْ قتيلٍ : على يديكَ شهيدٍ

ضجّ مِنْ وَقْعِ قَتْلِه الاسلامُ

النفوسُ التي قتلتَ براء

والدماءُ التي سفكتَ حَرامُ

انّ طاحونة القتل الصدامي لم تستهدف الاّ الابرياء والاّ الزاكي من الدماء.

ثم يقف الشاعر الوردي وقفة خاصة عند واحدة من أفظع جرائم الطاغية وهي الاجهاز على قيمة حضارية كبرى تمثلت بالامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر واخته العالمة المجاهدة المظلومة الشهيدة بنت الهدى -رضوان الله عليها- .

ويقول :

فالامامُ الصدرُ الشهيدُ سيبقى

ثأرَ قومٍ عن ثأرهم لن يناموا

والبتول العذراء اذ مُزّقت

إرْبَاً وداستْ آلاءها الأقدامُ

سوف تبقى وتراً لِكُلِّ أبيٍّ

عندَهُ الوتر شرعة وذِمامُ

وبالفعل فقد سقط الصنم يوم 9/ 4 /2003 تزامناً مع ذكرى استشهاد الامام الشهيد الصدر واخته العلوية المجاهدة .

ولولا خوف الإطالة لاستعرضنا النقاط المثيرة الأخرى التي حفلت بها القصيدة – الوثيقة .

-5-

والشكر موصول للاستاذ الدباغ الذي أطلعنا على القصيدة بنشرها في موسوعته ( موسوعة الشعراء الكاظميين )، والرحمة والرضوان للشاعر الراحل السيد علي عبد الجليل الوردي الذي عبّر بشعره عن مشاعر الاحرار والحرائر من العراقيين .



Most Read

2024-09-19 19:02:10