Breaking News >> News >> Azzaman


متحف امريكي للأزياء بلمسات فرنسية مستلهمة من حقبة ما بعد الحرب العالمية


Link [2022-06-04 15:36:22]



نيويورك‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬يمثّل‭ ‬المعرض‭ ‬الجديد‭ ‬لمتحف‭ “‬فاشن‭ ‬إنستيتيوت‭ ‬أوف‭ ‬تكنولوجي‭” ‬في‭ ‬نيويورك‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬حوار‭ ‬بين‭ ‬المصممين‭ ‬الرائدين‭ ‬خلال‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬كريستيان‭ ‬ديور‭ ‬وكريستوبال‭ ‬بالنسياغا،‭ ‬اللذين‭ ‬كان‭ ‬أسلوباهما‭ ‬يتداخلان‭ ‬أحياناً‭ ‬وساهمت‭ ‬أعمالهما‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬الناس‭ ‬ينسون‭ ‬مآسي‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬وويلاتها‭. ‬‮ ‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬ثمة‭ ‬تواصل‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬بين‭ ‬كريستيان‭ ‬ديور‭ (‬1905-1957‭) ‬المولود‭ ‬في‭ ‬نورماندي‭ ‬،‭ ‬وكريستوبال‭ ‬بالنسياغا‭ (‬1895-1972‭) ‬المتحدر‭ ‬من‭ ‬إقليم‭ ‬الباسك‭ ‬الإسباني،‭ ‬مع‭ ‬أنهما‭ ‬كانا‭ ‬يبلغان‭ ‬السن‭ ‬نفسها‭ ‬وهي‭ ‬42‭ ‬عاماً،‭ ‬عندما‭ ‬أطلق‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬تشكيلته‭ ‬الأولى،‭ ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬الرجلين‭ ‬اللذين‭ ‬احتضنتهما‭ ‬باريس‭ ‬شاركا‭ ‬في‭ ‬نهوض‭ ‬فرنسا‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭.‬

وفي‭ ‬حديث‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‭ ‬شرحت‭ ‬باتريشا‭ ‬ميرز،‭ ‬القيّمة‭ ‬على‭ ‬معرض‭ “‬ديور،‭ ‬بالنسياغا‭: ‬ملكا‭ ‬الأزياء‭ ‬الراقية‭ ‬وإرثهما‭” ‬الذي‭ ‬افتتح‭ ‬الأربعاء‭ ‬ويستمر‭ ‬إلى‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬تشرين‭ ‬الثاني‭/‬نوفمبر‭ ‬في‭ “‬فاشن‭ ‬إنستيتيوت‭ ‬أوف‭ ‬تكنولوجي‭” ‬أن‭ ‬المصممين‭ “‬كانا‭ ‬يتحدثان‭ ‬اللغة‭ ‬نفسها‭ ‬ويعيشان‭ ‬في‭ ‬الزمن‭ ‬نفسه‭ ‬ولديهما‭ ‬الزبائن‭ ‬أنفسهم‭ ‬عملياً‭”‬،‭ ‬وكان‭ ‬يُفترض‭ ‬بهما‭ ‬تالياً‭ “‬إنتاج‭ ‬ملابس‭ ‬تناسب‭” ‬الميسورين‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬‮ ‬

وأوضحت‭ ‬ميرز،‭ ‬وهي‭ ‬أيضاً‭ ‬نائبة‭ ‬مدير‭ ‬المتحف‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الأزياء‭ ‬المرموقة‭ ‬هذه‭ ‬أن‭ ‬الزبائن‭ ‬كانوا‭ “‬متعطشين‭ ‬للجمال‭ ‬والفخامة‭ ‬وكانوا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬نسيان‭ ‬صدمة‭ ‬الحرب‭”.‬

ويعرّف‭ ‬المعرض‭ ‬‮ ‬بأعمال‭ ‬المصممين‭ ‬الكبيرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نحو‭ ‬ستين‭ ‬زياً،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬باتريشا‭ ‬ميرز‭ ‬شرحت‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ “‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬عرض‭ ‬تصاميم‭ ‬هذين‭ ‬المبدعين،‭ ‬بل‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬أزياء‭ ‬هذا‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬أزياء‭ ‬ذاك،‭ ‬وطرح‭ ‬اسئلة‭ ‬عن‭ ‬أوجه‭ ‬الاختلاف‭ ‬والتشابه‭ ‬بينها‭”.‬

وتصعب‭ ‬للوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬معرفة‭ ‬لمن‭ ‬يعود‭ ‬تصميم‭ ‬كل‭ ‬زيّ‭. ‬لذلك‭ ‬تُعرض‭ ‬القطع‭ ‬في‭ ‬أزواج‭ ‬،‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب،‭ ‬للإضاءة‭ ‬على‭ ‬أوجه‭ ‬التشابه‭ ‬والاختلاف‭. ‬ويبدأ‭ ‬المعرض‭ ‬بفستانَي‭ ‬سهرة‭ ‬من‭ ‬اللون‭ ‬البيج‭ ‬نفسه،‭ ‬يتطابقان‭ ‬في‭ ‬نسيجهما‭ ‬الحريري،‭ ‬ويتشابهان‭ ‬في‭ ‬كونهما‭ ‬يتألفان‭ ‬من‭ ‬صدّار‭ ‬ينتهي‭ ‬بتنورة‭ ‬واسعة‭ ‬منتفخة‭.‬

ويستخدم‭ ‬ديور‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬الكورسيه‭ ‬ويحقق‭ ‬الحجم‭ ‬بطبقات‭ ‬عدة‭ ‬من‭ ‬القماش‭ ‬تحته‭. ‬أما‭ ‬بالنسياغا‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ديور‭ ‬يسميه‭ “‬معلّمنا‭ ‬جميعاً‭”‬،‭ ‬فيلجأ‭ ‬إلى‭ ‬الثنيات‭ ‬لإعطاء‭ ‬الشكل‭ ‬المطلوب‭. ‬وتزن‭ ‬قطعة‭ ‬ديور‭ ‬خمسة‭ ‬كيلوغرامات،‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬وزن‭ ‬قطعة‭ ‬المصمم‭ ‬الباسكي‭ ‬كيلوغراماً‭ ‬واحداً‭ ‬فحسب‭.‬

وركز‭ ‬عمل‭ ‬ديور‭ ‬على‭ ‬الجاذبية‭ ‬واللمسات‭ ‬النهائية،‭ ‬لكنه‭ ‬أيضًا‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬تحديث‭ ‬أشكال‭ ‬الكورسيه‭ ‬القديمة‭.‬

أما‭ ‬بالنسياغا‭ ‬الذي‭ ‬وُلد‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬صيد‭ ‬متواضعة‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬الباسك،‭ ‬فكان‭ ‬يُعتبر‭ ‬ببساطة‭ ‬أعظم‭ ‬مصمم‭ ‬أزياء‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

وقالت‭ ‬أمينة‭ ‬المعرض‭ ‬إن‭ ‬ثمة‭ “‬خصائص‭ ‬تميّز‭ ‬كلاّ‭ ‬من‭ ‬المصممين،‭ ‬منها‭ ‬مثلاً‭ ‬تركيز‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬لدى‭ ‬ديور،‭ ‬وميل‭ ‬أكبر‭ ‬إلى‭ ‬الانسيابية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬بالنسياغا‭”.‬

وسعياً‭ ‬إلى‭ ‬إظهار‭ ‬عمق‭ ‬الأثر‭ ‬الذي‭ ‬أحدثه‭ ‬المصممان،‭ ‬خُصِص‭ ‬ثلث‭ ‬المعرض‭ ‬لأعمال‭ ‬مصممي‭ ‬أزياء‭ ‬آخرين‭ ‬ألهمهم‭ ‬ديور‭ ‬وبالنسياغا،‭ ‬ولابتكارات‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المديرين‭ ‬الفنيين‭ ‬المتعاقبين‭ ‬على‭ ‬داري‭ ‬الأزياء‭ ‬اللتين‭ ‬أسساهما،‭ ‬ومنهم‭ ‬لدى‭ “‬ديور‭” ‬كل‭ ‬من‭ ‬إيف‭ ‬سان‭ ‬لوران‭ (‬1957-1960‭) ‬وجون‭ ‬غاليانو‭ (‬1996-2011‭) ‬وماريا‭ ‬غراتسيا‭ ‬كيوري‭ (‬منذ‭ ‬2016‭)‬،‭ ‬ولدى‭ “‬بالنسياغا‭” ‬نيكولا‭ ‬غيسكيير‭ (‬1997-2012‭).‬



Most Read

2024-09-19 10:32:51