Breaking News >> News >> Azzaman


وحدات تمكين المرأة….. هدف غابت عنه حكمة الإختيار- بروين حميد مجيد


Link [2022-06-03 23:49:55]



 

وحدات تمكين المرأة….. هدف غابت عنه حكمة الإختيار بروين حميد مجيدخطوة يحسب لها عندما قرر مجلس الوزراء العراقي استحداث وحدات تمكين المرأة في الوزارات والمؤسسات العراقية… إيماناً منها بأنها المحرك والحلقة الأنشط في المجتمع بوصفها الركن الأساس في بيئة التوطن “الأسرة” وماتضخه من القيم والسلوكيات الى أفرادها حجر الزاوية الذي يشد بناء الأوطان.وهنا أنوه الى ان مدخلي هذا ليس تمجيداً بل للإعتراف بان هناك جزء يتحرك في الإتجاهات الواقعية للحياة لابد من تفعيل دوره ومنحه المساحة المطلوبة..مااستدعاني للكتابة والخوض في تفاصيله، هو ماتلمسه عيننا الثالثة كإعلاميين نرى مالم يرَه الآخرون. والذي يكمن في مشهد الإختيار لتبني مسؤولية تلك الوحدات وكوادرها المكملة لهيكل إداري ارتأته وحددته الوزارات بضرورة ان يشغلها ثلاث موظفات فقط،  ليست المشكلة في العدد المرصود فقط ولكن في إمكاناته ومستوياته الثقافية والعلمية والاجتماعية وهي مرتكزات لابد من الإلتفات إليها في تلك العملية، بل وحتى عملية الترشيح للشخصيات القائمة على ذاك الهيكل والمسؤولة عن تلك المنظومات،وهنا أؤكد على أن جملة الأهداف الواقفة خلف الاستحداث والتي كانت مؤشراً صحياً على عودة المرأة الى خانتها الحقيقية في انها نصف المجتمع ان لم تكن كله، بتمكينها اجتماعياً وعلمياً واقتصادياً من خلال تنمية قدراتها وتوظيف مهاراتها وطاقاتها للنهوض بذاتها ومن ثم بالمجتمع.للأسف ان تلك الأهداف لم يتحقق منها الا النزر القليل، فإن ماتقدمه تلك الوحدات أحالها وحدة وظيفية تلتزم بقواعد الوظيفة والتعليمات ورتابة الروتين الذي يجهز على الوقت والطاقة والموهبة ليصاب الجميع بشلل معنوي يودي بتلك الأهداف ويفرغها من محتواها،قد تعلو صيحات المجتمع المعروف بذكوريته، ليس للمرأة فيه الاّ  أن تكون أماً وزوجة صالحة ومربية أجيال ولايحق لها المطالبة بأن تكون في مواقع التميز والقيادة، وقد يعيب الكثير ويستهجن هذا الحضور عبر نظرة ضيقة متوارثة خاطئة، وديننا وحضاراتنا منحها الكرامة والقيادة والتمثيل الأبهى في كل المحافل وامثلة التاريخ كثيرة ولاتحصر بأسماء وشخصيات أبداً فالكل على بينة ومعرفة بها.لذا قد تتعثر تلك الوحدات بتلك النظرة التي تنتقص من إمكاناتها عبر وضع العقبات واستخدام أساليب معينة قد تكون سبباً واضحاً في إخفاق عملها وهدفها،وقد يكون سوء الإختيار احد اهم تلك العثرات بسبب اعتماد بعض المؤسسات تغليب  المحسوبية والإتيان بمن لم تتحمل هذه المسؤولية، أو تعيين من لاتصلح لأن تكون مكملاً لهيكل إداري  لمثل  هذه الوحدة التي يتحتم أن تكون نابضة بالحياة والأفكار في إستقطاب نساء محملات بطاقات هائلة تقف ظروفهن الصعبة حائلاً بينهن وبين إظهارها في مجتمع ينظر إليها نظرة بائسة، وتمكينهن فعلياً لشغل دور ناهض بمجتمع، تأخرَ فيه كل شيء وبات العوز والحرمان والفقر دوافع حقيقية قوية لوأدها، وسعيهن الى الحصول على اسباب العيش بعيداً عن إمكاناتهن الواقعية، ديمومةً للحياة وحفاظاً  على أسرهن.أعلم بأن الموضوع تشعب كثيراً ليمنحني مساحة من الحديث،لأقول لصناع القرار… يجدر ان تٌدرَس القرارات والتعليمات بشكلها المنطقي الذي يحاكي الواقع مستحضرين الظروف والامكانات والقدرات من أجل تحقيق هدفها الحقيقي بالنهوض والتمكين،لأننا لمسنا أن وحدات تمكين المرأة في أغلب المؤسسات تفتقر إلى المحتوى والمضمون الحق، بل هي  وحدات إدارية قد يبدع فيها عنصر، اما بقية العناصر ففي سبات عميق،فلا بدّ من الاستنارة بأفكار المختصين الممسكين بطرف المعادلة، لإستكمال طرفها الممثل بنساء مبدعات عندما توكل اليهن هذه المسؤولية، يحدثن تغييراً وتأثيراً وحضوراً لامعاً أخاذاً  في مرحلة يعول عليها الكثير من العمل والسعي،أختتم حديثي وأقول  أن معظم الإستحداثات قد تواجه العقبات والصعوبات والانتقادات في بداياتها، لكن من المنطق أن تكون تلك الإشارات موضع إهتمام ومراجعة، لتجاوزها مستقبلاً وتصحيح مساراتها وصولاً إلى الهدف الكبير الذي وجدت من أجله.

Most Read

2024-09-19 10:27:51