القاهرة -مصطفى عمارة
أثارت التصريحات الأخيرة لمدير مشروع سد النهضة الأثيوبي حول إعلان عزم أثيوبيا القيام بالملء الثالث لسد النهضة خلال شهري أغسطس وسبتمبر القادمين رغم احتمالات التأثيرات السلبية لهذا الملء على مصر والسودان حالة من القلق في الدولتين والتي اعتبرت تلك التصريحات خرقا لكل الأعراف والقوانين الدولية ، وفي مواجهة تلك التأثيرات السلبية على الدولتين كشف مصدر أمني رفيع المستوى في تصريحات خاصة للزمان أن وفدا أمنيا رفيع المستوى توجه إلى السودان خلال الأيام الماضية لتنسيق المواقف بين البلدين في مواجهة التعنت الأثيوبي. واستبعد المصدر القيام بعمل عسكري لتدمير السد نظرا لتأثيراته السلبية خاصة على الجانب السوداني فضلا على أن هناك قوى إقليمية ودولية تمول السد ، وأضاف أن التحرك المصري ينصب حاليا على تكثيف الاتصالات مع مختلف القوى الدولية والإقليمية للضغط على الجانب الأثيوبي لبدء مفاوضات جادة للوصول إلى اتفاق ملزم يحقق مصالح الدول الثلاث ، فيما أكد مصدر مسؤول بوزارة الري للزمان أن مصر تسعى حاليا لتوفير مصادر للمياه تحسبا للنقص المحتمل من مياه النيل من خلال اعتماد المشاريع الحديثة لإعادة تدوير مياه الصرف الصحي والري لاستخدامهم في الزراعة مع استخدام الوسائل الحديثة في الري والعمل على تبطين الترع لتقليل الفاقد. وفي السياق ذاته أكد د. محمد نصر علام وزير الري الاسبق للزمان أن تعلية السد ستكون محدودة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها أثيوبيا وكذلك التخزين ورغم ذلك فإن ردود الأفعال المصرية والسودانية ليست كافية. وأضاف الوزير المصري الاسبق أنه لا أمل في حدوث تطور إيجابي في الموقف الأثيوبي. وأوضح أن أكثر الدول تضررا من الملء هو مصر لأنها تقع في آخر مسارات النيل الأزرق أما السودان فسوف يأخذ حصته كاملة عند مرور المياه ، وأضاف د. عباس شراقي رئيس قسم الجيولوجيا وخبير الموارد المائية أن هناك أضرارا سوف تقع على الجانب المصري والسوداني من الملء الثالث وخاصة في فترات الجفاف وأضاف أن أثيوبيا تسعى إلى تخزين من 3 إلى 5 مليارات متر مكعب خلال الفيضان القادم وهو ما يتنافى مع كل الأعراف الدولية.
وأوضح أن الجانب السوداني يعيش حالة من التخبط لعدم معرفته بالكمية المخزنة حتى يتخذ الاحتياطات الكافية، أما مصر فقد اتخذت التدابير الكافية حتى لا يشعر المواطن بتأثير التخزين الثالث.
2024-09-19 10:33:15