الخلافات لا تزال تعصف بقرارات الدول لمنع النفط الروسي
فيينا- موسكو - باريس - الزمان
قلل قادة الاتحاد الأوروبي الثلاثاء من احتمالات التوصل لفرض حظر على الغاز الروسي في الجولة التالية من العقوبات، بعد ما واجهوه من صعوبات في إقرار حظر مخفف على صادرات نفطية روسية رئيسية.
اتفقت الكتلة التي تضم 27 دولة خلال قمة الإثنين على حزمة سادسة من العقوبات يتم بموجبها وقف غالبية النفط الروسي، لكنها أعفت الإمدادات عبر خطوط الأنابيب ما سمح برفع فيتو المجر.
وقالت رئيسة الحكومة الإستونية كايا كالاس في اليوم الثاني من قمة بروكسل «أعتقد أن الغاز يجب أن يكون في الحزمة السابعة، لكنني واقعية، ولا أعتقد أنه سيكون فيها».
ونبه المستشار النمساوي كارل نيهامر إلى أنه «من الأسهل التعويض عن النفط … المسألة مع الغاز مختلفة، لذا فإن حظر الغاز لن يكون واردا في الحزمة التالية من العقوبات أيضا».
من ناحيته قال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو إن على التكتل «أن يعلق المسألة في الوقت الحاضر» قبل أن يمضي في التفكير في جولة عقوبات جديدة.
وقال «بالنسبة للغاز فإنه أكثر تعقيدا بكثير. لذا فهذه خطوة مهمة. لنتوقف هنا في الوقت الحاضر، لنر التداعيات».
أما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين فرأت أن بروكسل قطعت شوطا كافيا في استهداف الوقود الأحفوري الروسي وبأن الوقت حان للتركيز أكثر على «القطاع المالي والاقتصادي».
غير أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إنه «لا يتعين استبعاد أي شيء».
فيما يعقد تحالف أوبك بلاس اجتماعا الخميس يرتقب أن يتجاهل خلاله قرار دول الاتحاد الأوروبي ال27 بوقف القسم الأكبر من صادراتها من النفط الروسي والإبقاء على الوضع القائم مع الحرص على عدم إثارة غضب روسيا.
يجتمع الأعضاء ال13 في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) بقيادة السعودية وشركاؤهم العشرة بقيادة روسيا، الخميس عبر الفيديو في فيينا مقر التكتل في لقاء بات يعقد شهريا تقريبا منذ ظهور وباء كوفيد-19، لتحديد حصص الانتاج لشهر تموز/يوليو.
منذ آخر اجتماع للتحالف في أيار/مايو، قفز سعر برميل برنت بحر الشمال بحوالى 12% وسعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بأكثر من 10%، بسبب احتمال الحظر الأوروبي خصوصا.
صباح الثلاثاء ارتفعت الاسعار على التوالي إلى 124,10 دولارا و119,43 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى لها منذ شهرين بعد ساعات على اعلان بروكسل عن اتفاق الدول الاعضاء ال27.
بعد أسابيع من المفاوضات، أعطى رؤساء الدول والحكومات الذين عقدوا قمة في بروكسل موافقتهم على وقف واردات النفط الروسي التي تنقل بالسفن تدريجا، أي ثلثا المشتريات الأوروبية.
جمود «لأسباب سياسية
لكن هذه المعطيات الجديدة لا يرتقب أن تؤثر على سياسة الكارتل التي لم تتغير منذ ربيع 2021 حيث يتوقع غالبية المحللين زيادة هامشية جديدة على حجم الانتاج الإجمالي بحوالى 432 ألف برميل في اليوم.
منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا أظهرت المجموعة وحدتها وبالتالي ليس لديها مصلحة في «استبدال النفط الروسي» كما قالت إيبيك أوزكارديسكايا المحللة في بنك Swissquote.
وقالت لوكالة فرانس برس «مثل هذا الأمر سيلحق ضررا مزدوجا بروسيا، فالى جانب خسارة زبون كبير (الاتحاد الأوروبي) ستجني أموالا أقل بسبب انخفاض الأسعار الذي سينتج عن زيادة العرض من قبل أوبك». من جانب آخر ترى موسكو في «الأسعار المرتفعة جدا» للنفط في السوق وسيلة «لإبقاء الضغط على الدول التي تعتبرها غير ودية» كما يقول كريغ إيرلام لدى أواندا.
وأضاف «نظرا لكون روسيا أحد أكبر عضوين في التحالف (إلى جانب السعودية) فان أي قرار برفع الانتاج أصبح سياسيا جدا».
في هذه الظروف تحرص السعودية، وهي من الدول القليلة القادرة على زيادة انتاجها، على عدم التحرك بشكل أحادي «خشية أن تتسبب بخلافات داخل المنظمة».
بعبارة أخرى، من غير المرتقب أن تتفاعل المجموعة مع العقوبات الأوروبية الجديدة، رغم ارتفاع الأسعار. وقالت أوزكارديسكايا «ثمة أمل ضئيل في رؤيتها تعلن عن أي شيء يمكن أن يريح السوق».
يتوقع المحللون «اجتماعا شكليا».
2024-09-20 03:48:00