Breaking News >> News >> Azzaman


المهرجانات الموسيقية في المغرب قوة ناعمة تستعيد صخبها


Link [2022-06-01 03:16:24]



الدار البيضاء‭ (‬المغرب‭) (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬تستعيد‭ ‬مهرجانات‭ ‬الموسيقى‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬صخبها‭ ‬هذا‭ ‬الصيف‭ ‬بعد‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬التوقف‭ ‬الاضطراري‭ ‬بسبب‭ ‬أزمة‭ ‬كوفيد‭-‬19،‭ ‬بعدما‭ ‬وفرت‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬للمملكة‭ ‬إشعاعا‭ ‬و»قوة‭ ‬ناعمة‮»‬‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الثقافية‭ ‬الدولية‭.‬

ابتداء‭ ‬من‭ ‬حزيران‭/‬يونيو،‭ ‬سيتاح‭ ‬لجماهير‭ ‬الموسيقى‭ ‬الاستمتاع‭ ‬مجددا‭ ‬بإيقاعات‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬أرجاء‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬من‭ ‬الموسيقى‭ ‬الصوفية‭ ‬الهندية‭ ‬إلى‭ ‬أهازيج‭ ‬كناوة‭ ‬المحلية،‭ ‬مرورا‭ ‬بالفانك‭ ‬الكوبي‭ ‬وموسيقى‭ ‬تروبيكاليا‭ ‬البرازيلية،‭ ‬في‭ ‬مهرجانات‭ ‬متخصصة‭ ‬تقام‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬مغربية‭ ‬عدة‭ ‬بينها‭ ‬فاس‭ ‬والصويرة‭ ‬والدار‭ ‬البيضاء‭.‬

تستقطب‭ ‬هذه‭ ‬الملتقيات‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬بأكثريتها‭ ‬بمبادرات‭ ‬خاصة،‭ ‬آلاف‭ ‬الرواد‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬والخارج،‭ ‬وتوفر‭ ‬للمملكة‭ ‬واجهة‭ ‬هامة‭ ‬لتحقيق‭ ‬إشعاع‭ ‬دولي‭.‬

وتوضح‭ ‬رئيسة‭ ‬فدرالية‭ ‬الصناعات‭ ‬الثقافية‭ ‬نايلة‭ ‬التازي‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬تعتمد‭ ‬الحياة‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعض‭ ‬المهرجانات‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬شهيرة،‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬صلبة‭ ‬وواعدة‮»‬‭.‬

وهي‭ ‬تشكل‭ ‬‮«‬قوة‭ ‬ناعمة‭ ‬مهمة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للبلد‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬التازي‭ ‬التي‭ ‬تنظم‭ ‬مهرجان‭ ‬كناوة‭ ‬بالصويرة‭ (‬جنوب‭) ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1997‭.‬

سيكون‭ ‬هذا‭ ‬المهرجان‭ ‬أول‭ ‬مواعيد‭ ‬الموسم‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬حزيران‭/‬يونيو،‭ ‬وقد‭ ‬صار‭ ‬محطة‭ ‬أساسية‭ ‬بين‭ ‬المهرجانات‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭. ‬وسيقام‭ ‬الحدث‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬صيغة‭ ‬متنقلة،‭ ‬مقدما‭ ‬عروضه‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬الصويرة‭ ‬ومراكش‭ (‬جنوب‭) ‬والدار‭ ‬البيضاء‭ ‬والرباط‭ (‬شمال‭)‬،‭ ‬حتى‭ ‬24‭ ‬حزيران‭/‬يونيو‭.‬

على‭ ‬مر‭ ‬الدورات،‭ ‬نجح‭ ‬هذه‭ ‬المهرجان‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬الاعتبار‭ ‬لموسيقي‭ ‬كناوة،‭ ‬وبناء‭ ‬جسور‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الجاز‭ ‬والبلوز،‭ ‬مستقطبا‭ ‬جمهورا‭ ‬شابا‭ ‬يصل‭ ‬حتى‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬متفرج‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭.‬

تعود‭ ‬جذور‭ ‬هذه‭ ‬الموسيقى‭ ‬الروحية‭ ‬إلى‭ ‬أحفاد‭ ‬العبيد‭ ‬المتحدرين‭ ‬من‭ ‬إفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬الفني‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬المغرب‭. ‬وقد‭ ‬أدرجتها‭ ‬منظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬ضمن‭ ‬التراث‭ ‬العالمي‭ ‬غير‭ ‬المادي‭ ‬عام‭ ‬2019‭.‬

يشمل‭ ‬برنامج‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬عروضا‭ ‬‮«‬لمعلمين‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الاسم‭ ‬الذي‭ ‬يُطلق‭ ‬على‭ ‬فناني‭ ‬كناوة،‭ ‬بينهم‭ ‬مخضرمون‭ ‬وآخرون‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬الشباب‭ ‬مثل‭ ‬أسماء‭ ‬حمزاوي،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬القليلات‭ ‬اللواتي‭ ‬يمارسن‭ ‬هذا‭ ‬الفن‭ ‬الذي‭ ‬يهيمن‭ ‬عليه‭ ‬الذكور‭.‬

يستضيف‭ ‬المهرجان‭ ‬أيضا‭ ‬فنانين‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬مثل‭ ‬مغني‭ ‬الفولك‭ ‬الانكليزي‭ ‬بيرس‭ ‬فاكيني،‭ ‬والكوبي‭ ‬سيمافانك‭ ‬ونجم‭ ‬موسيقى‭ ‬الجاز‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أفيشاي‭ ‬كوهين‭.‬

في‭ ‬مدينة‭ ‬فاس‭ (‬شمال‭) ‬التي‭ ‬تُعد‭ ‬إحدى‭ ‬العواصم‭ ‬التاريخية‭ ‬للمملكة،‭ ‬يعود‭ ‬مهرجان‭ ‬الموسيقى‭ ‬الروحية‭ ‬الذي‭ ‬حقق‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬إشعاعا‭ ‬دوليا‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬الدورات،‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬9‭ ‬و12‭ ‬حزيران‭/‬يونيو‭. ‬ويقام‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬المعمار‭ ‬والمقدس‮»‬‭. ‬ويوضح‭ ‬المدير‭ ‬الفني‭ ‬للمهرجان‭ ‬برونو‭ ‬مسينا‭ ‬أن‭ ‬اختيار‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬يرتبط‭ ‬بالتشابه‭ ‬بين‭ ‬الإبداع‭ ‬الموسيقي‭ ‬والبناء‭ ‬المعماري،‭ ‬قائلا‭ ‬إن‭ ‬‮«‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬الموسيقى‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬هندسة‭ ‬وزخرفة،‭ ‬وبناء‭ ‬للخطوط‭ ‬والفراغات‭ ‬والتراكيب‮»‬‭.‬‮ ‬‭ ‬انطلق‭ ‬هذا‭ ‬المهرجان‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1994،‭ ‬وأشادت‭ ‬به‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2001‭ ‬باعتباره‭ ‬حدثا‭ ‬رئيسيا‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الحضارات‭. ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬استضاف‭ ‬فنانين‭ ‬كبارا‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬الإيسلندية‭ ‬بيورك‭ ‬والأميركية‭ ‬باتي‭ ‬سميث‭ ‬وباربارا‭ ‬هندريكس‭.‬

تتمحور‭ ‬دورة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬أنشودات‭ ‬فرقة‭ ‬‮«‬روحاني‭ ‬سيسترز‮»‬‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬الهندية،‭ ‬والفنانة‭ ‬الكازخستانية‭ ‬سانية‭ ‬إسماعيل‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬موسيقى‭ ‬الأويغور‭ ‬التقليدية،‭ ‬وجوقات‭ ‬سردينيا‭ ‬الإيطالية‭.‬

كذلك‭ ‬تستعيد‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬مهرجانها‭ ‬للجاز‭ ‬بين‭ ‬1‭ ‬و3‭ ‬تموز‭/‬يوليو‭ ‬ببرنامج‭ ‬حافل،‭ ‬يشمل‭ ‬عروضا‭ ‬لفنانين‭ ‬من‭ ‬قامة‭ ‬جيلبرتو‭ ‬جيل‭ ‬ومولاتو‭ ‬أستاتكي‭ ‬وبن‭ ‬هاربر‭ ‬وإبراهيم‭ ‬معلوف‭ ‬وأساف‭ ‬أفيدان‭…‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬يستمر‭ ‬غياب‭ ‬مهرجان‭ ‬موازين‭ ‬إيقاعات‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬يُعد‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وتحتضنه‭ ‬العاصمة‭ ‬الرباط‭.‬

تقام‭ ‬هذه‭ ‬المهرجانات‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬موجهة‭ ‬فقط‭ ‬للإشعاع‭ ‬الخارجي،‭ ‬بل‭ ‬تطمح‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬استهداف‭ ‬فئات‭ ‬أوسع‭ ‬من‭ ‬الجمهور‭ ‬المغربي‭.‬

غير‭ ‬ان‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمهرجانات‭ ‬الموسيقية‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬يمثل‭ ‬سياسة‭ ‬عامة‭ ‬متكاملة‭ ‬للتنشيط‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬الميدان،‭ ‬كما‭ ‬يسجل‭ ‬تقرير‭ ‬رسمي‭ ‬حول‭ ‬نموذج‭ ‬تنموي‭ ‬جديد‭ ‬للمغرب‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬العام‭ ‬2035‭.‬

وينبه‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬‮«‬الدعم‭ ‬الملحوظ‭ ‬لتنظيم‭ ‬تظاهرات‭ ‬وفعاليات‭ ‬وطنية‭ ‬ودولية‭ (…) ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العناية‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬بلورتها‭ ‬كسياسات‭ ‬عمومية،‭ ‬كما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬ضعف‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬والبشرية‭ ‬المخصصة‭ ‬لها‮»‬‭.‬



Most Read

2024-09-20 04:09:50