Breaking News >> News >> Azzaman


لو أعيدت الانتخابات؟


Link [2022-05-31 05:19:49]



فاتح عبدالسلام

سيذهب‭ ‬العراق‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬الى‭ ‬صفحة‭ ‬تهدد‭ ‬السلم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتنعكس‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العام‭ ‬وتزيد‭ ‬من‭ ‬الابتلاءات‭ ‬المستعصية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬جرت‭ ‬انتخابات‭ ‬مبكرة‭ ‬ثانية،‭ ‬كما‭ ‬تروج‭ ‬بعض‭ ‬المبادرات‭ ‬أو‭ ‬الشخصيات‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬مسعى‭ ‬منها‭ ‬لايجاد‭ ‬حل‭ ‬للانسداد‭ ‬السياسي‭ ‬المصنوع‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬بأيدي‭ ‬عناصر‭ ‬التداول‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الرسمي‭ .‬

الانتخابات‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬منتج‭ ‬مقنن‭ ‬على‭ ‬قياس‭ ‬العملية‭ ‬السياسية،‭ ‬وليست‭ ‬منتجا‭ ‬يحاكي‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬الديمقراطيات‭ ‬العريقة‭ ‬والمستقرة‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬الانتخابات‭ ‬ليست‭ ‬مفتاح‭ ‬الحلول‭ ‬ابداً‭.‬

الأجواء‭ ‬مشحونة‭ ‬بنسبة‭ ‬عالية‭ ‬جدا،‭ ‬ليس‭ ‬بشأن‭ ‬الاتفاق‭ ‬غير‭ ‬المنجز‭ ‬على‭ ‬تسمية‭ ‬حكومة‭ ‬جديدة،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المفاصل‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬افرزتها‭ ‬انتخابات‭ ‬تشرين‭ ‬الأول‭ ‬الماضي‭.‬

حتى‭ ‬لو‭ ‬افترضنا‭ ‬انه‭ ‬تمّ‭ ‬اجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬جديدة،‭ ‬فهي‭ ‬ستكون‭ ‬جزءً‭ ‬من‭ ‬المشكلة‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬الحل،‭ ‬بل‭ ‬انها‭ ‬ستكرس‭ ‬التمترس‭ ‬السياسي‭ ‬وراء‭ ‬دروع،‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬واهية،‭ ‬لكنها‭ ‬تكتسب‭ ‬قوتها‭ ‬من‭ ‬اللعب‭ ‬على‭ ‬وتر‭ ‬المراهنة‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬والتلويح‭ ‬بالفوضى‭.‬

ربّما‭ ‬هناك‭ ‬مَن‭ ‬يستخدم‭ ‬الدعوة‭ ‬لإعادة‭ ‬الانتخابات‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬الضغط‭ ‬السياسي‭ ‬على‭ ‬طرف‭ ‬او‭ ‬طرفين‭ ‬لكي‭ ‬يجري‭ ‬الذهاب‭ ‬الى‭ ‬تسوية‭ ‬سياسية‭ ‬سريعة‭ ‬تنهي‭ ‬هذا‭ ‬الوضع،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الاحتمال‭ ‬واردا‭ ‬وطبيعيا‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭. ‬لكن‭ ‬الأجواء‭ ‬المحيطة‭ ‬توحي‭ ‬بأنّ‭ ‬البدائل‭ ‬كلها‭ ‬تستهدف‭ ‬نسف‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬انتاجه‭ ‬من‭ ‬مخرجات‭ ‬للانتخابات‭ ‬المبكرة‭ ‬الأخيرة‭ ‬والذهاب‭ ‬الى‭ ‬صيغة‭ ‬تفرض‭ ‬الامر‭ ‬الواقع‭ ‬الجديد،‭ ‬والذي‭ ‬هو‭ ‬مجهول‭ ‬بحسب‭ ‬كل‭ ‬المنظورات‭.‬

المسألة‭ ‬لا‭ ‬تخص‭ ‬اليات‭ ‬وسياقات‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬السياسي‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬الانتخابات‭ ‬او‭ ‬عن‭ ‬توافقات‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬المريضة،‭ ‬وانما‭ ‬هي‭ ‬مسألة‭ ‬الولاءات‭ ‬والمصادرات‭ ‬في‭ ‬النفوذ،‭ ‬والقوة‭ ‬والمال‭ ‬والشرعية‭.‬

في‭ ‬الأساس،‭ ‬الانتخابات‭ ‬مشتقة‭ ‬من‭ ‬توافقات‭ ‬العملية‭ ‬السياسية،‭ ‬ولا‭ ‬قيمة‭ ‬نوعية‭ ‬لها‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬الديكور‭ ‬الاضطراري‭ ‬للتسويات‭ ‬الداخلية‭ ‬لاسيما‭ ‬داخل‭ ‬الكتلة‭ ‬التي‭ ‬ستسمي‭ ‬رئيس‭  ‬الحكومة‭ ‬عادة‭. ‬

من‭ ‬هنا،‭ ‬تكون‭ ‬الحاجة‭ ‬اكبر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬للشروع‭ ‬ببداية‭ ‬وطنية‭ ‬جديدة‭ ‬تتجاوز‭ ‬امراض‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬وفسادها،‭ ‬ودمويّتها‭ ‬ايضاً،‭ ‬عبر‭ ‬جميع‭ ‬الفترات‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬منذ‭ ‬ان‭ ‬وطأت‭ ‬قدم‭ ‬اول‭ ‬جندي‭ ‬امريكي‭ ‬ارض‭ ‬الرافدين‭ ‬وسط‭ ‬تصفيق‭ ‬أعمدة‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭  ‬في‭ ‬البلد‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬غريبا‭ ‬عنهم‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬التاريخية‭ .‬

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com



Most Read

2024-09-20 04:05:55