باريس (أ ف ب) -الزمان
تشاور الرئيس الفقرنسي ماكرون هاتفيا مع الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، و زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني.
وقالت الرئاسة الفرنسية إنهما ناقشا «الوضع السياسي في العراق وكردستان العراق»، إضافة الى «الوضع الأمني والتدخلات الاجنبية» في البلاد.
وقدم ماكرون تعازيه بعد مقتل طفلين الخميس بقصف صاروخي نسبه جهاز مكافحة الإرهاب في كردستان الى متمردين أكراد أتراك. وخلال زيارته لباريس، تطرق الوزير العراقي الى الخلاف بين الأكراد العراقيين والحكومة المركزية في بغداد التي تطالب بأن تمر عبرها كامل صادرات النفط على الأراضي العراقية، وتريد أيضا إعادة النظر في العقود التي وقعتها سلطات إقليم كردستان في شكل أحادي.
أكدت باريس وبغداد الجمعة نيتهما تعزيز التعاون في مجال الطاقة، في وقت يريد الأوربيون الحد من شرائهم النفط والغاز الروسيين على خلفية الحرب في أوكرانيا.
وشددت فرنسا أيضا على «تمسكها بعراق مستقر» فيما لا يزال هدفا ل»تدخلات أجنبية» مع عملية جديدة للجيش التركي في شمال هذا البلد تستهدف الأكراد، فضلا عن تنامي النفوذ السياسي لإيران المجاورة.
وخلال اجتماع في باريس، أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية الجديدة كاترين كولونا ووزير النفط العراقي إحسان اسماعيل «أهمية تعزيز التعاون بين فرنسا والعراق في مختلف مجالات الطاقة».
ولفت الوزيران إلى «تداعيات العدوان الروسي ضد أوكرانيا على التوازن العالمي على صعيد الطاقة وإمدادات أوروبا»، وفق ما قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية.
من جهته أكد وزير النفط العراقي احسان إسماعيل أنه يزور فرنسا في محاولة لتأمين مزيد من الاستثمارات في مجالات النفط والطاقة في العراق. وقال في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية «لدينا صناعة نفطية ضخمة ونريد المزيد من الأطراف الفاعلة والمزيد من المنافسة».
وأضاف أن الزيارة «تهدف إلى لقاء ممثلي الشركات المهمة وإيصال رسالة تجارية لها للمشاركة بشكل أكبر في السوق العراقية».
ولا تزال هناك مخاوف لدى الشركات الغربية الكبرى من تداعي الوضع الأمني في العراق بسبب انفلات السلاح و نفوذ المليشيات وأكد الوزير العراقي أنّ «الطاقة الانتاجية للعراق تبلغ 4,8 مليون برميل يومياً وينتج ما بين 4,4 و4,5 مليون برميل يومياً». وأوضح أنّ «الهدف هو الوصول إلى 8 ملايين برميل بحلول نهاية عام 2027 وإلى 5 مليون برميل بحلول عام 2025».
وقال «نستخدم نحو مليون برميل ونصدر الباقي. في الوقت الحالي نصدر 3,4 مليون برميل».
بدأت زيارة اسماعيل إلى فرنسا الأربعاء وتنتهي السبت.
أجرى إسماعيل محادثات مع مسؤولين من جمعية أصحاب العمل الفرنسية «ميديف»، ومع الرئيس التنفيذي لمجموعة «توتال إنرجي» الفرنسية باتريك بوياني، ومع وزارة انتقال الطاقة الجمعة، بحسب الوفد المرافق له.
لم ترغب شركة «توتال إنرجي»، التعليق على الاجتماع علمًا أنها وقعت عقداً بقيمة 10 مليارات دولار في 2021 في العراق، معلنةً عودتها إلى البلد الذي بدأت فيه أنشطتها في عشرينيات القرن الماضي.
ويغطي العقد الذي تم توقيعه في أيلول/سبتمبر بناء وحدات لاستخراج وتجميع ومعالجة الغاز في ثلاثة حقول مختلفة بهدف توليد الكهرباء.
ويهدف أيضًا إلى الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن حرق الغازات المتسربة أثناء استخراج النفط الخام.
كذلك تنص الاتفاقية على إنشاء وحدة ذات سعة كبيرة لمعالجة مياه البحر بهدف زيادة قدرات ضخ المياه في الحقول جنوب العراق، من دون زيادة استخراج المياه العذبة في البلاد التي تعاني من شح المياه.
ويضم العقد أيضاً بناء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية من الشمس بقدرة 1 جيغاواط ستزود شبكة منطقة البصرة (جنوب).
تمتلك «توتال إنرجي» حاليًا 22,5٪ من حقل حلفايا النفطي الذي أنتج حوالي 20 ألف برميل يوميًا من حصة «توتال إنرجي» في عام 2020.
كما تقوم المجموعة بتسويق زيوت التشحيم في العراق من خلال الموزعين المحليين.
ويملك العراق وهو ثاني دولة في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، احتياطيات هائلة من النفط، لكن عقوداً من الصراع والفساد والمنشآت المتداعية، تقوض قطاع الطاقة.
يعاني العراق إلى حد كبير من انقطاع في الكهرباء، وهو ما يؤجج غضب السكان
2024-09-20 07:32:53