Breaking News >> News >> Azzaman


الصناعة السينمائية الهندية تريد التوسع في سوق مهرجان كان


Link [2022-05-28 11:51:41]



كان‭ (‬فرنسا‭) (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬حجزت‭ ‬السينما‭ ‬الهندية،‭ ‬وهي‭ ‬الأكثر‭ ‬غزارة‭ ‬في‭ ‬الإنتاج‭ ‬عالمياً،‭ ‬موقعا‭ ‬لها‭ ‬ضمن‭ ‬فعاليات‭ ‬مهرجان‭ ‬كان‭ ‬السينمائي‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬وسوق‭ ‬الأفلام‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬خلاله،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬أمام‭ ‬تحدي‭ ‬استقطاب‭ ‬جمهور‭ ‬أكثر‭ ‬تنوعا‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬فقدان‭ ‬قوتها‭ ‬الجاذبة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الهندية‭ ‬العملاقة‭.‬

ولاحظ‭ ‬مدير‭ ‬سوق‭ ‬الأفلام،‭ ‬الفرنسي‭ ‬جيروم‭ ‬بايار،‭ ‬أن‭ ‬السينما‭ ‬الهندية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ضيفة‭ ‬الشرف‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ “‬قد‭ ‬تكون‭ ‬أمام‭ ‬منعطف،‭ ‬وأن‭ ‬ثمة‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬التجديد‭ ‬فيها‭”.  ‬وكان‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬أفلام‭ ‬باللغة‭ ‬الهندية‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ “‬ذي‭ ‬لانشبوكس‭” (‬2013‭) ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬النجم‭ ‬البوليوودي‭ ‬عرفان‭ ‬خان،‭ ‬وراء‭ ‬اهتمام‭ ‬الموزعين‭ ‬السينمائيين‭ ‬بالهند‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ “‬أي‭ ‬شيء‭ ‬تقريباً‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬مذّاك‭”‬،‭ ‬على‭ ‬قول‭ ‬بايار،‭ ‬مع‭ ‬أنّ‭ “‬ثمة‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬الأفلام‭ ‬نجدها‭ ‬مثيرة‭ ‬للاهتمام‭”. ‬وحضر‭ ‬إلى‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬مناسبة‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬وفد‭ ‬هندي‭ ‬كبير‭ ‬يضم‭ ‬وزيراً،‭ ‬وأتيحت‭ ‬له‭ ‬فرصة‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬موزعين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬وعرض‭ ‬مشاريع‭ ‬أفلام‭ ‬سعياً‭ ‬إلى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تمويل‭. ‬ويفوق‭ ‬الإنتاج‭ ‬السينمائي‭ ‬الهندي‭ ‬بأشواط‭ ‬حجم‭ ‬ما‭ ‬ينتجه‭ ‬أي‭ ‬بلد‭ ‬آخر،‭ ‬إذ‭ ‬يصل‭ ‬عدد‭ ‬الأفلام‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬2000‭ ‬سنوياً‭. ‬وتتوجه‭ ‬هذه‭ ‬الأفلام‭ ‬إلى‭ ‬سوق‭ ‬ضخمة‭ ‬تتمنى‭ ‬أي‭ ‬صناعة‭ ‬سينمائية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لو‭ ‬تحظى‭ ‬بمثلها،‭ ‬نظراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬الهند‭ ‬يبلغ‭ ‬نحو‭ ‬1‭,‬4‭ ‬مليار‭ ‬نسمة،‭ ‬وإلى‭ ‬أن‭ ‬الطبقة‭ ‬الوسطى‭ ‬فيها‭ ‬تشهد‭ ‬تنامياً‭ ‬كبيراً،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬توافر‭ ‬شبكة‭ ‬ضخمة‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬السينما‭ ‬وانتشار‭ ‬واسع‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الشتات‭. ‬

بقية‭ ‬الخبر‭ ‬على‭ ‬الموقع

وتتسم‭ ‬السينما‭ ‬بميزة‭ ‬أخرى،‭ ‬وهي‭ ‬أنها‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬إثبات‭ ‬حضورها‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬لا‭ ‬ينطق‭ ‬سكانها‭ ‬بالهندية،‭ ‬كالصين‭ ‬ومصر‭ ‬ونيجيريا‭.‬

لكنّ‭ ‬هاجس‭ ‬تلبية‭ ‬الأذواق‭ ‬الهندية‭ ‬يحول‭ ‬أحياناً‭ ‬دون‭ ‬انطلاق‭ ‬هذه‭ ‬السينما‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬ابعد،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬شرح‭ ‬براناد‭ ‬كاباديا،‭ ‬رئيس‭ ‬شركة‭ “‬موفي‭ ‬غويرز‭ ‬إنترتينمنت‭” ‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬إنكلترا‭ ‬مقراً‭ ‬وتنشط‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬توزيع‭ ‬الأفلام‭ ‬الهندية‭. ‬

وقال‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬مهرجان‭ ‬كان‭ ‬السينمائي‭ “‬نحن‭ ‬مستقلون‭ ‬جدا‭”.‬

وأوضح‭ ‬كاباديا‭ ‬أن‭ “‬أي‭ ‬مخرج‭ ‬يطمح‭ ‬طبعاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يلقى‭ ‬عمله‭ ‬رواجاً‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬فئات‭ ‬الجمهور‭. ‬لكن‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬جمهور‭ ‬خارج‭ ‬بلده‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تنفير‭ ‬جمهوره‭ ‬الأساسي‭”.‬

ولفت‭ ‬بايار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المخرجين‭ ‬المستقلين‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬الذين‭ ‬قد‭ ‬يثيرون‭ ‬اهتمام‭ ‬المهرجانات‭ ‬السينمائية‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬يواجهون‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تمويل‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المنتجين‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭.‬

‭- ‬كسر‭ ‬القالب‭ -‬

غير‭ ‬إن‭ ‬الحال‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬دائماً‭ ‬كذلك‭. ‬ففي‭ ‬خمسينات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬وستيناته،‭ ‬ابتعد‭ ‬جيل‭ ‬من‭ ‬المخرجين‭ ‬الهنود‭ ‬عن‭ ‬الأفلام‭ ‬الموسيقية‭ ‬التقليدية‭ ‬وحظي‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬الحكومة،‭ ‬أشهرهم‭ ‬ساتياجيت‭ ‬راي‭ (‬صاحب‭ ‬فيلم‭ “‬جلساغار‭” ‬أو‭ ‬بالعربية‭ “‬غرفة‭ ‬الموسيقى‭”) ‬الذي‭ ‬فاز‭ ‬بجوائز‭ ‬في‭ ‬مهرجاني‭ ‬برلين‭ ‬والبندقية‭.‬

ولكن‭ ‬مع‭ ‬نمو‭ ‬الإنتاجات‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬طغت‭ ‬الأعمال‭ ‬البوليوودية‭ ‬الجماهيرية‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأفلام‭ ‬المستقلة‭.‬

ولا‭ ‬يزال‭ ‬كثر‭ ‬يحاولون‭ ‬كسر‭ ‬هذا‭ ‬القالب،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬فيلم‭ “‬إنغليش‭ ‬فينغليش‭” (‬2012‭) ‬الذي‭ ‬لقي‭ ‬استحسان‭ ‬الجمهور‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬ولدى‭ ‬الهنود‭ ‬الموجودين‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الانتشار،‭ ‬قبل‭ ‬دبلجته‭ ‬أو‭ ‬ترجمته‭ ‬إلى‭ ‬12‭ ‬لغة‭ ‬أخرى‭. ‬

ورأى‭ ‬براناد‭ ‬كاباديا‭ ‬أنّ‭ “‬ثمة‭ ‬مخرجين‭ ‬ورواة‭ ‬قصص‭” ‬يستطيعون‭ ‬أن‭ ‬يحققوا‭ ‬نجاحاً‭ ‬خارج‭ ‬الهند،‭ ‬وكذلك‭ ‬بعض‭ ‬المواضيع،‭ ‬مشيراً‭ ‬مثلا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المخرج‭ ‬سانجاي‭ ‬ليلا‭ ‬بنسالي‭ (‬صاحب‭ ‬فيلم‭ “‬ديفداس‭” ‬الذي‭ ‬عُرض‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬كان‭ ‬عام‭ ‬2002‭)‬،‭ ‬يعجب‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭ ‬الجمهور‭ ‬الهندي‭ ‬وهواة‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬والتجريبية‭ ‬في‭ ‬الغرب‭. ‬

وقد‭ ‬أقيم‭ ‬عرض‭ ‬لأحدث‭ ‬أعماله،‭ ‬وهو‭ “‬غانغوباي‭ ‬كاثياوادي‭”‬،‭ ‬ضمن‭ ‬مهرجان‭ ‬برلين‭ ‬السينمائي‭ ‬في‭ ‬شباط‭/‬فبراير‭.‬

واعتبر‭ ‬كاباديا‭ ‬أن‭ ‬حضور‭ ‬الهند‭ ‬القوي‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الأفلام‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬يحتاج‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭ ‬لكي‭ ‬يثمر‭ ‬شراكات‭ ‬ملموسة‭ ‬خارج‭ ‬الأسواق‭ ‬الهندية‭ ‬الرئيسية،‭ ‬كجنوب‭ ‬آسيا‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭. ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الحضور‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المناسبات‭ ‬و‭”‬البقاء‭ ‬على‭ ‬حلبة‭ ‬الرقص‭ ‬أملاً‭ ‬في‭ ‬اللقاء‭ ‬بأحد‭”. ‬

وثمة‭ ‬أمل‭ ‬أيضاً‭ ‬لدى‭ ‬الممثلة‭ ‬الهندية‭ ‬بوجا‭ ‬هيغدي‭ ‬التي‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬أربعة‭ ‬أفلام‭ ‬سنوياً‭ ‬ويبلغ‭ ‬عدد‭ ‬متابعيها‭ ‬على‭ ‬إنستغرام‭ ‬20‭ ‬مليوناً‭. ‬وقالت‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ “‬الأمور‭ ‬تتغير‭. ‬السينما‭ ‬الهندية‭ ‬تُصدّر‭”.‬

ولاحظت‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الممثلين‭ ‬الهنود‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬كان،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬عضو‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬التي‭ ‬ستختار‭ ‬الفائز‭ ‬بالسعفة‭ ‬الذهبية‭ ‬النجمة‭ ‬ديبيكا‭ ‬بادوكوني،‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬الترويج‭ ‬للصناعة‭ ‬السينمائية‭ ‬الهندية‭. ‬



Most Read

2024-09-20 09:59:43