Breaking News >> News >> Azzaman


وماذا عن إنتهاز الفرص ؟ – حسين الصدر


Link [2022-05-25 23:52:03]



وماذا عن إنتهاز الفرص ؟ – حسين الصدر

-1-

حالات الانسان متفاوتة من حيث الانقباض والانشراح ، ومن حيث الاقتدار المالي وعدمه، فقد يكون اليوم مليئاً قادراً على اشباع العديد من الحاجات ولكنه ليس كذلك عقيب أزمة كساد وركود .

وهكذا .

-2-

وهذه الحالات المتفاوتة تجعل الانطلاقة نحو تنفيذ أعمال البِرّ وقضاء الحاجات سريعةً وبعيدةً عن التلكؤ مصداقا للقول المأثور :

” انتهزوا الفرص فانها تمر مَرَّ السحاب “

-3-

قال الشاعر :

ليس في كُلّ وَهْلَةٍ وأَوانِ

تتهيأ صَنائِعُ الاحسانِ

فاذا أمكنتْ فبادِرْ إليها

حَذَراً مِنْ تَعَذُر الإمكانِ

-4-

كانت القرارات الظالمة أيام الدكتاتورية البائدة تتضمن مصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة للأحرار والحرائر .

والغرض من ذلك معلوم، وهو الإذلال، وقد تَمّ تهجير أعدادٍ غفيرة من العراقيين الى خارج الحدود ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم ظلما وعدوانا، فتحوّل بعض أصحاب الثراء العريض الى أوضاع صعبة للغاية جَعَلَتْهُم يحتسون كؤوس الفاقة المرّة، بعد أنْ ذاقوا من حلاوة الدنيا أطيب الألوان..!!

-5-

انّ التعويل على المستقبل، وتضييع الفرص المتاحة، مسلكٌ مذموم.

ومَنْ الذي يضمن لك البقاء والقدرة على تنفيذ ما تُريد بعد ردح من الزمن، انها مجرد أمنيات ، والشاعر يقول :

( والاماني رأسُ مالِ المُفْلِسِ )

-6-

كم هم اولئك المفرطون بالاعمال الصالحة أيام صحتهم تعويلاً على مراحل قادمة واذا بهم يصابون بشتى العِلل المانعة .

لابدَّ من استثمار الصحة قبل أنْ تفوت ..ولابد من استثمار قوة البدن ابّان الشباب قبل أنْ تُنْهكَهُ أعراضُ الكِبر والشيخوخة .ولابد من استثمار الطاقات والملكات في مضمار النفع الانساني والخدمة العامة ، والا فانّ الحسرات لن تجدي نفعا حين تنخر كيانَكَ الأعراض والأمراض والطوارئ المُتْعِبة .

اللهم وفقنا لمراضيك، وجنبنا المساوئ والتسويف، انك الموّفِقُ والمُعِين وأنت أرحم الراحمين .



Most Read

2024-09-20 11:52:58