Muristek
المطبعي في معرض بغداد للكتاب- فلاح المرسومي
عرفت حميد المطبعي صحفيا وأديبا ومؤرخا وباحثا موسوعيا يكتب ليحاكي القارئ ويتفاعل معه لانه يعنيه وهدفه المقصود، يستفزه بالأسئلة بكثرتها وتنوعها وفي اللحظة نفسها يجيب عليها، لن يدعه في حيرة وبما لا يتجاوز الواقع ليذهب فيه إلى الخيال ليظل القارئ والمستمع معه على اتصال دائم ينتظر السؤال تلو السؤال والجواب الشافي تلو الجواب، وإذا ما تحدث المطبعي فيتحدث بصوت عالٍ مسموع واضح وصريح يصفها البعض ” بفوضوية حميد الخلاقة ” ينقد وينتقد من دون أن يخشى بالحق لومة لائم ويمدح من يستحق المدح باعتباره واجب أخلاقي من دون مجاملة او تزلف وغالبا ما يعزز قوله بضحكة مميزة ” مسجلة باسمه” يطلقها عاليا قاصدا ايصالها لمن يعنيه لا بالسر بل بالعلن لن تغضب الصديق ولن تسر العدو يعني بضحكته ما يريد انشراح للصدر وتنوير لمسالك الدرب من على بساط احمر جميل هي بصائر لمن يريد أن يبصر كي لا يسقط وان تعثر فيعرف كيف ينهض، عرفته من بداية سبعينات القرن الماضي في قسم ثقافي لجريدة نافع صادق حلو المعشر لا يحب الجلوس على كرسي الوظيفة ولم يديم البقاء فيه وان فرض عليه، يتحرك من دون أن يعجز أينما يدور فكره يدور ليسجل موضوعات باحرف من نور في أقصى بقاع الوطن الصغير والكبير تسلق الجبال وسكن الوديان وطاف بين الاقوام والاجناس ومن مختلف الأديان يبحث ويؤرخ ويوثق حيث أتى بوليد جديد فكان مطبوعه في الثمانينات ” رحلتي الى الشمال” وكنت انا من اول من خط بقلمه على نسخة من الكتاب بعبارة الاهداء الجميلة لقد كان له العديد من المؤلفات من قبل هذا الكتاب وكذلك من بعده في رحلة حياته التي توجها بثلاثة أجزاء من “موسوعة إعلام وعلماء العراق” كان الأول قد صدر عام 1990 عن دار الشؤون الثقافية والثاني عام 2009 عن مؤسسة الزمان والثالث عن دار العلوم فاصبح هو الجزء الأخير وان لم يكن الاخير في حساب المطبعي لكن هذا ما أراد الله حيث انتقل إلى عالم البقاء عند رب كريم، اللهم اجزه خير الجزاء فهو النافع والموصوف بالخلق والطيب مع كل الناس ولخير الناس. وتحية لـ(الزمان )الجريدة التي إشارة إلى عرض الموسوعة في معرض الكتاب بدورته التي بدأت يوم 2022/5/19.