Breaking News >> News >> Azzaman


من الدراهم إلى المليارات – حسين الصدر


Link [2022-05-22 18:58:08]



من الدراهم إلى المليارات – حسين الصدر

-1-

حين يجترح السرقةَ مَنْ لا عهد له بِدِين ، ولا تربطه بالقيم الرفيعة رابطة ، لا يستغرب الناس كثيرا ، فالسرقة شأن الأنذال الساقطين أخلاقيا ، المفلسين روحيا .

ولكنْ حين تتمُ عمليةُ السرقة على يد مَنْ تستر بالدِين ، واعتبره الناس من صالح المؤمنين، فان القضية يكون لها بعدها الخطير ، ذلك أنَّ آثارها السلبية تنعكس على شريحة واسعة ممن تركن اليهم النفوس وتُوليهم المحبة والثقة ..

هذا فضلاً عما يلحق بالمسروقين من أضرار

-2-

كان ( شهر بن حوشب ) من القُرّاء والمحدثين المشاهير ،

وقد دخل مرة الى بيت المال فأخذ خريطة دراهم (والخريطةُ كيسٌ وُضعت فيه الدراهم ) ،

فقيل فيه .

لقد باعَ شهرٌ دِينَهُ بخريطةٍ

فَمَنْ يأمن القرّاءَ بعدكَ يا شَهْرَ

وهو بفعله أساء الى القُرّاء وشوّه سمعتهم ، حتى ضرب المَثَلُ بخريطة شهر فيما يختزله المتسمون بالسر من أموال الناس .

-3-

والنهب المنظم للثروة الوطنية العراقية ن وبشتى الصور والأساليب بالصفقات المشبوهة ، والعقود الزائفة ، والمشاريع الوهمية ، والتلاعب الرهيب بالأرقام .. أصبح ظاهرة بارزة يعبّر عنها بالفساد المالي .

والمؤسف أنَّ فرسان الفساد المالي هم من طراز (شهر بن حوشب) فقد كان بعضهم يُعّد من الصالحين الملتزمين المتمسكين بأهداب الدين ..!!

-4-

ان ما اخذه شهر بن حوشب كان عبارة عن دراهم معدودة، وقامت لذلك الدنيا ولم تقعد ، ولكنَّ ورثته في العراق الجديد تناهبوا المليارات من الدولارات، وجعلوا سوء الخدمات أبرز العلامات ، وقد بيضوا وَجْهَ شهرٍ وَوَجْه كُلّ المتلاعبين الصغار …

-5-

انّ الخيانة هي الخيانة أيّاً كان حجم المبلغ المنهوب .

وليس صحيحا أنْ نغض النظر عن  مَنْ خان أيا كان …

ولقد كشف الخائن عن نفسه حين ارتضى أنْ يكتب في الدجالين وفي مَنْ باع دينه في البائعين .

-6-

واذا تحصن اللصوص من العقوبة بطرق شيطانية خبيثة –  ولو لفترة من الزمن – فان ذلك لا يجعلهم في مأمن من عقوبات الربّ القادر الجبّار – وهو لــهم بالمرصاد– .

وتلاحقهم لعنةُ التاريخ ولعنة اللاعنين على امتداد السنين .



Most Read

2024-09-20 16:24:16