Breaking News >> News >> Azzaman


(الزمان‭( ‬تستذكر‭ ‬الاستقبال‭ ‬الحافل‭ ‬للنواب‭ ‬من‭ ‬سعد‭ ‬البزاز‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬الصحيفة‭ ‬بلندن‭ ‬


Link [2022-05-21 22:39:46]



الشاعر‭ ‬الراحل‭ ‬التجأ‭ ‬الى‭ ‬ايران‭ ‬قبل‭ ‬60‭ ‬عاما‭ ‬فسلمته‭ ‬للسلطة‭ ‬ببغداد‭ ‬ورفض‭ ‬العودة‭ ‬لبلاده‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬الأمريكي‭ ‬

(الزمان‭( ‬تستذكر‭ ‬الاستقبال‭ ‬الحافل‭ ‬للنواب‭ ‬من‭ ‬سعد‭ ‬البزاز‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬الصحيفة‭ ‬بلندن‭ ‬

شاعر‭ ‬العراق‭ ‬خصّ‭ (‬الزمان‭) ‬بقصيدة‭ ‬وأعلن‭:‬الأنظمة‭ ‬العربية‭ ‬تخشى‭ ‬الأمسيات‭ ‬الشعرية‭ ‬

الشاعر‭ ‬الراحل‭ ‬مظفر‭ ‬النواب‭ ‬يتوسط‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ (‬الزمان‭) ‬سعد‭ ‬البزاز‭ ‬والمحرر‭ ‬السابق‭ ‬كرم‭ ‬نعمة‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬الصحيفة‭ ‬بلندن‭ ‬‮٢٧‬‭ ‬مايو‭ ‬‮٢٠٠١‬‭ (‬الزمان‭)‬

لندن‭ – ‬بغداد‭- ‬الزمان‭  ‬

نعت‭ ‬الرئاسات‭ ‬الثلاث‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬والاوساط‭ ‬الثقافية‭ ‬والرسمية‭ ‬والشعبية‭ ‬الشاعر‭ ‬الكبير‭ ‬مظفّر‭ ‬النوّاب‭ ‬الذي‭ ‬توفي‭ ‬الجمعة‭ ‬عن‭ ‬88‭ ‬عاماً‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬إثر‭ ‬صراع‭ ‬مع‭ ‬المرض،‭ ‬وضجت‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بالتعبير‭ ‬عن‭ ‬الحزن‭ ‬لفقده‭. ‬

‭ ‬فيما‭ ‬استذكرت‭ (‬الزمان‭) ‬تلك‭ ‬الزيارة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬الشاعر‭ ‬الكبير‭ ‬مظفر‭ ‬النواب‭ ‬الى‭ ‬مقر‭ ‬الصحيفة‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬‮٢٠٠١‬‭ ‬وحظي‭ ‬باستقبال‭ ‬حار‭ ‬وحفاوة‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬سعد‭ ‬البزاز‭ ‬مؤسس‭ ‬الصحيفة‭ ‬و‭ ‬رئيس‭ ‬تحريرها‭ ‬وكادر‭ ‬الصحيفة‭. ‬وخص‭ ‬الشاعر‭ ‬حينها‭ (‬الزمان‭) ‬بحوار‭ ‬خاص‭ ‬اجراه‭ ‬محررها‭ ‬الثقافي‭ ‬كرم‭ ‬نعمة،‭ ‬كما‭ ‬احتفت‭ ‬الزمان‭ ‬بقصيدته‭ ‬عن‭ ‬الطفل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشهيد‭ ‬محمد‭ ‬الدرة‭ ‬التي‭ ‬خصّها‭ ‬بها‭ ‬ونشرتها‭ ‬على‭ ‬الصفحة‭ ‬الأولى‭. ‬

‭ ‬وقال‭ ‬النواب‭ ‬للزمان‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬تعيد‭ ‬نشره‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬صفحتها‭ ‬الثانية،‭ ‬انه‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬اقصى‭ ‬حالات‭ ‬الحزن‭ ‬اجدني‭ ‬فرحا‭ ‬وثمة‭ ‬قصيدة‭ ‬لي‭ ‬يقول‭ ‬مطلعها‭- ‬مو‭ ‬حزن‭ ‬لكن‭ ‬حزين‭- ‬فالشعر‭ ‬يحوي‭ ‬فرحه‭ ‬الخاص‭ ‬ان‭ ‬جو‭ ‬قاعات‭ ‬الشعر‭ ‬هو‭ ‬جو‭ ‬متكهرب‭ ‬يدفع‭ ‬الى‭ ‬الرفض‭ ‬والتحدي‭ ‬والوعي،‭ ‬ولفت‭ ‬النواب‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬الشاعر‭ ‬لايحمل‭ ‬مهمة‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬المباشر‭ ‬وارى‭ ‬ان‭ ‬الالقاء‭ ‬وإقامة‭ ‬الامسيات‭ ‬الشعرية‭ ‬امرا‭ ‬مهما‭ ‬وتبدو‭ ‬أهميته‭ ‬خشية‭ ‬الأنظمة‭ ‬العربية‭ ‬منه‭ . ‬

‭ ‬وقال‭ ‬النواب‭ ‬للزمان‭ : ‬ثمة‭ ‬هم‭ ‬وحيد‭ ‬لا‭ ‬يوازيه‭ ‬هم‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬العراق‭ ‬وقال‭ ‬النواب‭ ‬للزمان‭ ‬انه‭ ‬دعي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬العراقي‭ ‬السابق‭ ‬لزيارة‭ ‬بغداد‭ ‬،‭  ‬وقالوا‭ ‬له‭ ‬اطلب‭ ‬ما‭ ‬تريد‭ ‬كي‭ ‬نحققه‭ ‬لك‭ ‬عند‭ ‬زيارتك‭  ‬فكان‭ ‬رد‭ ‬النواب‭  ‬الذي‭ ‬ذكره‭ ‬رفي‭ ‬حواره‭ ‬مع‭ ‬الزمان‭: ‬

‭ ‬المطلب‭ ‬الوحيد‭ ‬هو‭ ‬مطلب‭ ‬الشعب‭ ‬برمته‭ ‬وليس‭ ‬لي‭ ‬مطالب‭ ‬خاصة‭ ‬وكرامة‭ ‬الانسان‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ويجب‭ ‬الا‭ ‬يعتدى‭ ‬عليها،‭ ‬قد‭ ‬نختلف‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬السياسي‭ ‬والتوجهات‭ ‬لكن‭ ‬سأحترم‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬عندما‭ ‬تحترمه‭ ‬السلطة‭. ‬

‭ ‬أمضى‭ ‬النواب‭ ‬اغلب‭ ‬سنوات‭ ‬عمره‭ ‬خارج‭ ‬بغداد،‭ ‬لكنه‭ ‬بقي‭ ‬حاضراً‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬العراقيين،‭ ‬كما‭ ‬شكّل‭ ‬مظفر‭ ‬النواب‭ ‬رمزاً‭ ‬للشعر‭ ‬العربي‭ ‬الحديث‭ ‬والشعر‭ ‬الشعبي‭ ‬العراقي‭ ‬وعرف‭ ‬بمناهضته‭ ‬الأنظمة‭ ‬العربية،‭ ‬وانتقاداته‭ ‬اللاذعة‭ ‬للحكّام‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يتوانَ‭ ‬عن‭ ‬التعبير‭ ‬عنها‭ ‬عبر‭ ‬قصائده‭. ‬

‭ ‬رفض‭ ‬العودة‭ ‬لبغداد‭ ‬حين‭ ‬كانت‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬الأمريكي‭ ‬وعند‭ ‬الانسحاب‭ ‬‮٢٠١١‬‭ ‬وصل‭ ‬الى‭ ‬بغداد‭ ‬وسط‭ ‬حفاوة‭ ‬العراقيين‭ ‬الا‭ ‬انه‭ ‬كان‭ ‬غاضبا‭ ‬من‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬الذي‭ ‬انتمى‭ ‬اليه‭ ‬في‭ ‬شبابه،‭  ‬ووصفه‭ ‬في‭ ‬مجالسه‭ ‬بأنه‭ ‬حزب‭ ‬تنكر‭ ‬للمبادىء‭ ‬وعمل‭ ‬مع‭ ‬الاحتلال‭ ‬الأمريكي‭  ‬

حمل‭ ‬شعره‭ ‬أسلوباً‭ ‬خاصاً‭ ‬ومميزاً،‭ ‬وُصف‭ ‬بالقساوة‭ ‬أحياناً،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يتردد‭ ‬في‭ ‬إدراج‭ ‬شتائم‭ ‬في‭ ‬قصائده‭.  ‬

فارق‭ ‬الشاعر‭ ‬الحياة‭ ‬‮«‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬الشارقة‭ ‬التعليمي‭ ‬بالإمارات‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أكد‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬دائرة‭ ‬الشؤون‭ ‬الثقافية‭ ‬عارف‭ ‬الساعدي‭ ‬لوكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬العراقية‭.  ‬

ووجّه‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬العراقي‭ ‬مصطفى‭ ‬الكاظمي‭ ‬الجمعة‭ ‬بأن‭ ‬يُنقل‭ ‬‮«‬جثمان‭ ‬شاعر‭ ‬العراق‭ ‬الكبير‭ ‬مظفر‭ ‬النوّاب‭ ‬بالطائرة‭ ‬الرئاسية،‭ ‬ليوارى‭ ‬الثرى‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬بيان‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬مكتبه‭.  ‬

قد‭ ‬اشتُهر‭ ‬النوّاب‭ ‬الذي‭ ‬ولد‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير‭ ‬عام‭ ‬1934،‭ ‬وتخرّج‭ ‬من‭ ‬كليّة‭ ‬الآداب‭ ‬في‭ ‬جامعتها،‭ ‬بقصائده‭ ‬الثورية‭ ‬والمثيرة‭ ‬للجدل،‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬السجن‭ ‬والغربة‭ ‬أمضاها‭ ‬صاحب‭ ‬قصيدتي‭ ‬‮«‬القدس‭ ‬عروس‭ ‬عروبتكم‮»‬‭ ‬و»قمم‮»‬‭ ‬اللاذعتين‭. ‬أمّا‭ ‬أوّل‭ ‬قصيدة‭ ‬أبرزته‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الشعر‭ ‬فهي‭ ‬‮«‬قراءة‭ ‬في‭ ‬دفتر‭ ‬المطر‮»‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1969‭.  ‬

أول‭ ‬طبعة‭ ‬كاملة‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬لأعماله‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1996‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬قنبر‭ ‬في‭ ‬لندن‭. ‬وأبرز‭ ‬دواوينه‭ ‬في‭ ‬الشعر‭ ‬الشعبي‭ ‬‮«‬الريل‭ ‬وحمد‮»‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬آخر‭ ‬بيت‭ ‬شعري‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬فراش‭ ‬المرض‭ ‬‮«‬متعبُ‭ ‬مني‭ ‬ولا‭ ‬أقوى‭ ‬على‭ ‬حملي‮»‬‭.  ‬

قال‭ ‬الكاتب‭ ‬والشاعر‭ ‬العراقي‭ ‬عبد‭ ‬الحسين‭ ‬الهنداوي‭ ‬في‭ ‬اتصال‭ ‬مع‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬معرفة‭ ‬شخصية‭ ‬بالشاعر‭ ‬الرحل،‭ ‬أن‭ ‬مظفّر‭ ‬النواب‭ ‬‮«‬يلخّص‭ ‬التجربة‭ ‬العراقية؛‭ ‬تجربة‭ ‬جيل‭ ‬كامل‭ ‬عراقي،‭ ‬خصوصاً‭ ‬الجيل‭ ‬الذي‭ ‬عاش‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‮»‬‭.  ‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬النواب‭ ‬مثّل‭ ‬بشعره‭ ‬‮«‬طموحات‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي،‭ ‬طموحات‭ ‬المواطن‭ ‬البسيط‭ ‬بالحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬وبالاستقلال‮»‬‭.  ‬

ونعى‭ ‬الرئيس‭ ‬العراقي‭ ‬برهم‭ ‬صالح‭ ‬في‭ ‬تغريدة‭ ‬عبر‭ ‬تويتر‭ ‬الشاعر‭ ‬النوّاب‭ ‬قائلا‭ ‬‮«‬يبقى‭ ‬حيّاً‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬الشعب‭ ‬مَن‭ ‬زرع‭ ‬مواقفه‭ ‬السياسية‭ ‬والوجدانية‭ ‬بشكل‭ ‬صادق‭. ‬هو‭ ‬حيّ‭ ‬في‭ ‬ذهن‭ ‬كل‭ ‬مَن‭ ‬ترنم‭ ‬بقصائده‭ ‬الخالدات‮»‬‭.  ‬

كذلك‭ ‬نعاه‭ ‬وزير‭ ‬الثقافة‭ ‬العراقي‭ ‬حسن‭ ‬ناظم‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬وصفه‭ ‬فيه‭ ‬بأنه‭ ‬من‭ ‬‮«‬أهم‭ ‬الأصوات‭ ‬الشعرية‭ ‬العراقية‮»‬‭.  ‬

واعتبر‭ ‬أن‭ ‬‮«‬رحيله‭ ‬يمثّل‭ ‬خسارة‭ ‬كبيرة‭ ‬للأدب‭ ‬العراقي‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬يمثله‭ ‬كنموذج‭ ‬للشاعر‭ ‬الملتزم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬قصائده‭ ‬رفدت‭ ‬المشهد‭ ‬الشعري‭ ‬العراقي‭ ‬بنتاجٍ‭ ‬زاخر‭ ‬تميز‭ ‬بالفرادة‭ ‬والعذوبة‮»‬‭.  ‬

مات‭ ‬دجلة‭… ‬مات‭ ‬الفرات‭ ‬

أما‭ ‬صديقه‭ ‬المقرّب‭ ‬الشاعر‭ ‬رياض‭ ‬النعماني‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يفارقه‭ ‬في‭ ‬دمشق‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬اتصال‭ ‬مع‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‭ ‬فقال‭ ‬عنه‭ ‬‮«‬مظفر‭ ‬النواب‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬أمجاد‭ ‬العراق‭ … ‬كائن‭ ‬استثنائي‭ ‬خلّاق‮»‬‭.  ‬

وتابع‭ ‬بحزن‭ ‬‮«‬الآن‭ ‬كأنما‭ ‬مات‭ ‬دجلة‭ ‬أو‭ ‬الفرات،‭ ‬مات‭ ‬النخيل‭ ‬بالعراق‮»‬‭.  ‬

وعبّر‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬العراقي‭ ‬مصطفى‭ ‬الكاظمي،‭ ‬في‭ ‬تغريدة‭ ‬عن‭ ‬حزنه‭ ‬وقال‭ ‬فيما‭ ‬نشر‭ ‬صورةً‭ ‬له‭ ‬مع‭ ‬الراحل‭ ‬‮«‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬مظفر‭ ‬النواب‭. ‬العراق‭ ‬الذي‭ ‬طالما‭ ‬تغنّيت‭ ‬باسمه‭ ‬أينما‭ ‬حللت،‭ ‬وأفنيت‭ ‬عمرك‭ ‬لإعلاء‭ ‬مكانته،‭ ‬يكتسيه‭ ‬الحزن‭ ‬وهو‭ ‬يودّعك‭ ‬الى‭ ‬مثواك‭ ‬الأخير‭ ‬مُثقلاً‭ ‬بأسى‭ ‬خسارة‭ ‬ابنٍ‭ ‬بار‭ ‬ومبدعٍ‭ ‬لا‭ ‬يتكرر‮»‬‭.  ‬في‭ ‬العام‭ ‬1963،‭ ‬اضطر‭ ‬الشاعر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬شيوعياً،‭ ‬إلى‭ ‬مغادرة‭ ‬العراق،‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬السياسية‭ ‬والصراع‭ ‬بين‭ ‬الشيوعيين‭ ‬والقوميين‭. ‬هرب‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬البصرة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تسلّمه‭ ‬السلطات‭ ‬الإيرانية‭ ‬إلى‭ ‬الأمن‭ ‬السياسي‭ ‬العراقي‭ ‬حينها،‭ ‬وفق‭ ‬نبذة‭ ‬عنه‭ ‬نشرها‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬أدب‮»‬‭ ‬المختصّ‭ ‬بالشعر‭ ‬العربي‭.  ‬

حُكم‭ ‬على‭ ‬النوّاب‭ ‬حينها‭ ‬بالإعدام،‭ ‬لكن‭ ‬خُفف‭ ‬حكمه‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭ ‬مدى‭ ‬الحياة،‭ ‬وانتهى‭ ‬به‭ ‬المطاف‭ ‬بسجن‭ ‬في‭ ‬الحلة‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬العراق‭. ‬وقد‭ ‬فرّ‭ ‬حينها‭ ‬من‭ ‬السجن،‭ ‬لكنه‭ ‬اعتُقل‭ ‬ثانية‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭.  ‬

بعد‭ ‬الإفراج‭ ‬عنه،‭ ‬غادر‭ ‬بغداد‭ ‬الى‭ ‬بيروت‭ ‬ثمّ‭ ‬دمشق،‭ ‬وتنقّل‭ ‬بين‭ ‬العواصم‭ ‬العربية‭ ‬والأوروبية،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يُصاب‭ ‬بالمرض‭ ‬ويفارق‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يتلقى‭ ‬العلاج‭. ‬لم‭ ‬يتزوّج‭ ‬قط‭ ‬وليس‭ ‬له‭ ‬أولاد‭.   ‬العودة‭ ‬الأولى‭ ‬للشاعر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬منفياً‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬نظام‭ ‬صدام‭ ‬حسين،‭ ‬إلى‭ ‬العراق‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2011،‭ ‬تزامناً‭ ‬مع‭ ‬الانسحاب‭ ‬الأميركي‭ ‬إثر‭ ‬الغزو‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2003،‭ ‬فهو‭ ‬كان‭ ‬يرفض‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬بلده‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬‮«‬الاحتلال‮»‬‭.  ‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬برز‭ ‬كشاعر،‭ ‬كان‭ ‬النواب‭ ‬أيضاً‭ ‬فناناً‭ ‬تشكيلياً،‭ ‬و»واحداً‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬الأصوات‭ ‬العراقية‮»‬‭ ‬الغنائية،‭ ‬وفق‭ ‬تعبير‭ ‬الهنداوي،‭ ‬مضيفاً‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬كان‭ ‬أساساً‭ ‬شاعراً‭ ‬غنائياً‭ … ‬أعطى‭ ‬اللغة‭ ‬العامية‭ ‬العراقية‭ ‬بعداً‭ ‬جمالياً‭ ‬إضافياً‮»‬‭.   ‬ولعلّ‭ ‬أكثر‭ ‬قصائده‭ ‬العامية‭ ‬شهرةً‭ ‬‮«‬مو‭ ‬حزن‭ ‬لاجن‭ ‬حزين‭…‬مثل‭ ‬ما‭ ‬تنكطع‭ ‬جوا‭ ‬المطر‭ ‬شدة‭ ‬ياسمين‮»‬‭.  ‬

استعاد‭ ‬عراقيون‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مقاطع‭ ‬من‭ ‬قصائد‭ ‬النواب‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الشعر‭ ‬العربي‭ ‬والشعر‭ ‬الشعبي‭ ‬العراقي،‭ ‬معربين‭ ‬عن‭ ‬حزنهم‭ ‬لفقده‭. ‬

‭ ‬نص‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬النواب‭ ‬ص2



Most Read

2024-09-20 16:26:04