Breaking News >> News >> Azzaman


شماعة إسرائيل وشياطين السلطة- كفاح محمود


Link [2022-04-26 09:17:52]



شماعة إسرائيل وشياطين السلطة- كفاح محمود

يقولون ان الشياطين تسكن في التفاصيل، وقثد اثبتت احداث بدايات القرن الماضي ان تلك الشياطين صنعت مجموعة اشكاليات في قلب الشرق الأوسط على انقاض الدولة العثمانية، لتتركها للاستثمار في المستقبل لا لسواد عيون شعوب المنطقة، بل لمصالح اقتصادية وسياسية طويلة الأمد ترتزق منها تلك الشياطين وسدنة ممالكها ودولها من حروب وصراعات أشار اليها احد الدبلوماسيين الامريكيين في حفل توقيع اتفاقية لوزان 1923م حينما قال للموقعين انكم توقعون على بحور من الدماء بين شعوب هذه الكيانات والدول!

 تلك الاتفاقية التي انتجت ممالك وإمارات وجمهوريات واشتراكيات وملوك وأمراء وأباطرة وقادة ليس لهم مثيل في الأرض إلا في صفائح بريطانيا وشركائها الذين يمتلكون أسرار العالم والحكومات، وفي خضم صناعة تلك الدول تم ادغام فلسطين وكردستان في كيانات سياسية مصنعة من ركام التناقضات والمؤامرات والمصالح والمزايدات لكي تصبح واقع حال تفرضه الإرادات في فلسطين التي تحولت الى مسرح لحروب التحرير التي أنتجتها تلك الكيانات حفاظا على كراسيها وما فعلته أجهزة إعلامها وأئمة منابرها بملايين البشر من سكان دولها وممالكها، حيث الإثارة والتهييج والعبث بمفاتيح الغرائز وتسييس الأديان وإشاعة فكرة الجهاد لمقاتلة الكفار، وإلغاء العقل والحكمة في حل الإشكال، كل ذلك لا لشيء إلا لأبعاد طوابير الجياع والمحرومين وإلغاء الآخرين وقمع المعارضين واحتكار المال والسياسة والدين، وفي كردستان التي قسموها على أربعة  كيانات، حاولت تلك الدول اذابتهم في كياناتها القومية تعريبا وتتريكا وتفريسا، وكما لملموا اليهود من كل اصقاع الدنيا فعلت تلك الكيانات في كوردستان تارة بحرب ابادة واخرى بتهجير وثالثة باذابتهم في قومية تلك البلدان.

واليوم وبعد أكثر من سبعين عاما ما تزال فلسطين راقصة بلا جسد تنتهكها المزايدات وأعراف الملالي وسلاطين الظلام وعقود من تهميش العقل والعقلاء واغتيال الحكمة والحكماء ومسخ المواطنة واعتماد العواطف والغرائز ونوازع الشر والحرب لادامة كرسي الحكم، اليوم وبعد ما يقرب من أربعين عاما على توقيع اتفاقيات السلام والإعتراف المتبادل بينها وبين كل من مصر والأردن وفلسطين وانتشار سفاراتها وقنصلياتها من موريتانيا حتى المنامة، وامتداد مصالحها التجارية والسياحية والصناعية والإستخبارية من الرباط إلى طرابلس الغرب وتونس وصولا إلى سوريا ولبنان والخليج، وجولات حزب الله وحماس وفتح وبقية المنظمات المكوكية معها في تل أبيب أو على الحدود سواء للمصالح الحياتية للسكان أو لمستقبل الوطن الذي تأخر قيامه بمزايدات الإعلام البائس وخطاب المزايدات وعنترياته الفارغة!

 بعد كل هذا ما تزال شماعة اسرئيل اهم اسلحة الدول الراديكالية والاحزاب الشمولية في الشعارات والمزايدات الرخيصة والبلهاء عن العلاقات مع إسرائيل التي اصبحت تهمة بائسة لكل من يفضح نظامهم المتخلف وعقليتهم الجوفاء التي أوصلت شعوبهم إلى هذا المنحدر الخطير من التقهقر والضياع، وازاء ذلك يتساءل المرء هل كان زعماء مصر وهم قادة أعظم دول العرب وأكثرها تضحيات من أجل فلسطين، بل وأكثر قادة العرب نضالا من أجلها، خونة وعملاء، وذات التساؤل عن ملوك الاردن والمغرب والبحرين والامارات والسودان وقادة فلسطين يسارا ويمينا!؟

   وحتى يهدينا رب العباد ونخرج من دوامة النفاق السياسي والازدواجية، ستبقى الاسئلة تتناسل كلما علقت دولة شماعات فشلها على اسرائيل كما فعلت ايران مؤخرا بقصف اربيل عاصمة اقليم كردستان بصواريخها الباليستية لتعمية العيون عن رؤية حقيقة سياساتها الفاشلة في مجالها الحيوي الذي ينهار في كل من اليمن ولبنان وسوريا والعراق الذي لا حاجة له بعلاقة أو تطبيع مع إسرائيل لا في كوردستان ولا في بغداد، لسبب بسيط هو اننا لم ننجز علاقات طبيعية فيما بيننا كما ينبغي، فما زلنا نتقاتل ونكيل لبعضنا اكثر التهم قساوة، بل ان ما قتل منا بأيدينا في احترابنا منذ تأسيس مملكتنا حتى اليوم هو أضعاف أضعاف ما قتل على أيدي جنود إسرائيل؟

حقا اننا احوج ما نكون الى التطبيع، فيما بيننا قبل التفكير بالتطبيع مع اسرائيل!



Most Read

2024-09-20 20:55:15