Muristek
فم مفتوح .. فم مغلق
المتقاعدون ينتظرون رواتبهم – زيد الحلّي
بعد ايام قليلة ، نشهد وداعا للشهر الفضيل ، بانتظار لحظات جائزة الصيام ، واعني بها عيد الفطر المبارك ، فهو حقٌ للمسلم ، ليفرح فيه بعد ان ادى طقوس رمضان بما يرضي الله .. ويتجلى العيد بأيامه القليلة فيغرس في قلوبنا فرحة طويلة ، تملأ النفوس حبًا وسعادةً لمن حولنا.. حيث، يشعر الفرد منا بإحساس مميز ، متذكرا أجمل لحظات الطفولة التي عشناها سابقا ، ونعيشها حاليا بعيون الاطفال .
ان انظار الموظفين والمتقاعدين والاجراء من العمال واصحاب العقود ومن سواهم ، تتوجه الى قرار حكومي سريع مداه اليوم اوغد ، للإعلان عن توزيع رواتب الشهر الحالي ، لمواجهة الاستعداد لمتطلبات العوائل والابناء بشأن العيد ومستلزماته ، ولاسيما الاطفال حيث الملابس الجديدة و” العيديات ” والتزاور العائلي، مع التأكيد ان فرحة العيد ليست فرحة لصغيرنا دون كبيرنا ، أو غنينا دون فقيرنا، بل هي فرحة تعمّ الصغير والكبير، الغني والفقير .
وفي مناسبة دعوتنا الى صرف الرواتب في المدة التي اشرنا اليها ، لابد من الحديث عن المتقاعدين ، الذين هم بالملايين ، فأقول انهم يعانون من تدني الرواتب وتراكم الديون عليهم ، والكثير منهم يعرضون انفسهم الى سلوك اجتماعي مؤلم بسبب كثرة طلبات الاستدانة من الاقارب والاصدقاء لسد حاجاتهم الأساسية واضطرارهم أحياناً للتعرض للدخول في عمليات الربا عند الاستدانة من مجموعات باتت معروفة للكثيرين، فالطلبات الاسرية في ازدياد، لاسيما في موسم حلول الاعياد ، والتضخم في ازدياد، فيما الرواتب في نقصان بسبب تغيير صرف الدولار ، وما حدث في الاسواق نتيجة لذلك ، حيث اصبحت هذه الظاهرة المتناقضة، هي سمة لواقع حال المتقاعدين، دون ان نرى اهتماما ملموساً من قبل الدولة ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية ، فهل سنرى أفقا ، وانفراجا في دهاليز معاناة المتقاعدين ؟
ان بالون المتقاعدين، اوشك على الانفجار، وعلى الدولة ان تدرك ان المتقاعد لا يمثل نفسه، ومعاناته، يعني معاناة اكثر من عشرة ملايين عراقي يدق بابهم الفقر بشدة .. لقد اصبح العراق اليوم جزيرة أغنياء من السحت الحرام، تحيط بها بحار من الفقراء ..
Z_alhilly@yahoo.com