Muristek
جيل الوسائط – مجيد عبود فهد
نحن اليوم امام مشكلة كبيرة وخطيرة يجب مواجهتها وتحديد الحلول الناجعة لها، للحفاظ على المجتمع من الدمار وانهيار قيمه الاخلاقية، وعلى ما يبدو ان هذه المشكلة متعددة الرؤوس، كل واحد منها يمثل عقبة ربما تستعصي تماماً على الحل، وهي تحتاج الى جهود مضاعفة للمعالجة. ونحن هنا بصدد “جيل وسائطي” يمثل شريحة واسعة من المجتمع العراقي، غالبيتهم من الشباب والمراهقين، من كلا الجنسين يعيشون متاهة (شبكات التواصل الاجتماعي ) مجردين من اسلحة الوعي الذي يمثل لهم درعاً واقياً ضد الانحلال الاخلاقي والقيمي.
إذا ما قمنا بجولة استطلاعية في واحدة من أبرز تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي مثل (الفيس بوك) نجد ان الكثير من هؤلاء الشباب والمراهقين ينحدرون في منشوراتهم الى درجة كبيرة من السلبية، فهم يمارسون سلوكيات سيئة ويستخدمون الفاظا بذيئة، فضلاً عن نشر وتبادل الصور ومقاطع الفيديو الخادشة للحياء والبعيدة عن قيم المجتمع الاسلامي، الامر الذي يبين حقيقة واضحة، لا تقبل الشك في كون الكثير من شبابنا يعانون اليوم من مشكلة اخلاقية خطيرة تهدد حياتهم وتدمر مستقبلهم.
إن من يدخل صفحات هذه الشريحة في الفيس بوك، ويجوب كروباتهم الخاصة، سيكتشف أننا لم نأت بشيء من الفراغ، ولم نبالغ، إنما هي حقائق مدعومة بالشواهد الملموسة، يجد صور العري، ولغة الحوار الهابطة والسطحية، فضلاً عن نبرة اليأس القاتلة، وموت الأمل في نفوسهم.
لانرغب بالتعميم هنا ، ولكن هناك نسبة كبيرة من هذه الشريحة تقع تحت دقة التوصيف الذي طرحناه، والهدف بطبيعة الحال، تنبيه من يهمهم الأمر الى خطورة ما نحن عليه، وهنا يجب ان تتم معالجة الموضوع وقائياً من خلال التثقيف، وعلاجياً من خلال مؤسسات الضبط الاجتماعي وتفعيل القوانين الضابطة للسلوكيات المنحرفة في الفضاء الافتراضي.
{ استاذ في جامعة اوروك