Muristek
نسبة وتناسب – عـــدي سمــــير الحساني
تستند المعادلات على مبدأ التوافق بما يتناسب بين طرفي تلك المعادلة وهونتاج طبيعي لما تفرضه علينا قوانين الطبيعة في الضروف الاعتيادية، وهكذا فأن الموضوع يجري على اطلاقه في نواحي الحياة الاخرى، وان اي اختلاف في توازن الطرفين سيؤدي حتماً الى ارتفاع طرف على حساب الاخر مما يؤدي الى فشل او خسارة وفقاً لمخرجات الموضوع.
وهذا يُعتبر من متطلبات الواقع الاجتماعي الذي يفرض عملية التوازن من اجل ديمومة الحياة الاجتماعية دون عراقيل او فشل وفقاً لحاجة المواطن لذلك وبما يتناسب مع المتغيرات الحياتية الآنية منها والمستقبلية والتي هي من اساسيات عملية التنظيم الادإري الذي يستوجب سد الثغرات التي يمكن ان تحدث نتيجة التطورات المجتمعية المختلفة.
عقل بشري
لذلك فأن مانشهده اليوم من تحول في الثقافات الاجتماعية يرافقها تغير في منظومة الفكر الطبيعية للعقل البشري والتي ازدادت معها معدلات الجريمة بكافة انواعها ومسمياتها وتعددت مصادرها بأكبر عملية خرق للقوانين وبصورة منظمة وبفنون اجرامية متطورة قد يعجز العقل البشري عن استيعاب الكيفية التي حدثت فيها بعض تلك الجرائم لبشاعة التنفيذ التي تفوق تصورات العقل الانساني، فما جرائم ازهاق النفس البشرية والتفنن في ابتكار طرقاً بشعه، وكذلك الجرائم المرتكبة بحق الاطفال من اغتصاب او متاجرة بأعضائهم البشرية او تلك التي تحولت الى عملية تلذذ في تعذيب او تشويه للخلق الألهي، او المتاجرة بعقولهم وتحويلهم لأدوات اجرامية يُنفذون من خلالها متطلباتهم القذرة. ماهي الا انذار خطر جداً للمستقبل القريب في ظل استمرار ذات القوانين العقابية دون تعديل لتتناسب مع تلك الافعال الجرمية.فالتطور العلمي والتكنلوجي وتوظيف هذا التطور من قبل اصحاب النفوس الدنيئة لخدمة شهواتهم ورغباتهم الشاذة، يتطلب ان تكون القوانين الرادعة قوية ومتناسبة مع تلك الافعال ولتأخذ مُسماها الصحيح بأنها رادعة فعلاً.وهذا يتطلب ايضاً ان تسعى الجهات ذات العلاقة والمعنية لوضع الاجراءات الجزائية بمسارات فعلية سريعة وانية بعيدة عن التقليد والروتين المعقد والمُطول ليصبح لكل فعل رد فعل مباشر يكون له الاثر الآني على الواقع الاجتماعي ورسالة تحذير لكل من يفكر في السير بطريق الاجرام.
فأمن المجتمع اليوم بحاجة لخطوات سريعة في طريق التطور المُساير للتطورات الأجرامية وخلق حالة توازن في المعادلة وصولاً لتحجيم الافعال الجرمية من اجل خلق مجتمع ينعم بالأمن والسلام والاستقرار.
{ لـــواء دكتــــور