Breaking News >> News >> Azzaman


ذكرى إستشهاد إمامنا سيدنا علي – خالد صديق عبد العزيز الحسني


Link [2022-04-24 00:13:55]



ذكرى إستشهاد إمامنا سيدنا علي – خالد صديق عبد العزيز الحسني

في الحادي  والعشرين من رمضان يمر علينا ذكرى استشهاد واحد من أكبر رجالات الإسلام الذي كان منارا من منارات الهدى ، وهو سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه وكرم وجهه

ان الغلو في الدين والسطحية في الفهم يجر على الشعوب عموما والمسلمين خصوصا  من الويلات مالا يجره الاعداء، لقد كان الشقي ابن ملجم ومن ورائه  من الخوارج يعتقدون انهم أصح واعمق فهما للدين ولنصوص القرآن الكريم من سيدنا علي الذي عاصر نزول القرآن والم بجميع تفاصيله  وعلم فيم نزلت آياته، وشارك في كتابته، ويعتقدون أنهم  اتقى لله  من علي واحرص منه على نيل رضوان الله واحسن واكثر  تدينا منه، وقد غرتهم كثرة صلواتهم وصيامهم واذكارهم، ولبس عليهم ابليس امرهم. وقد كانوا بحق مصداق الآية الكريمة التي تقول : قل هل ننبؤكم بالأخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا

لقد كان من حكمة الله ان يشهد سيدنا علي عهدا من أعقد العهود حيث العالم الإسلامي يشهد خروج المسلمين على إمامهم وخليفتهم وكان ذلك يحتاج الى صياغة قوانين وتعاليم للتعامل مع ما يسمى اليوم بالمعارضة السياسية والخروج المسلح على ولي الأمر وكان يحتاج إلى رجل ألم بتعاليم الإسلام وتشبع بقيمه وادرك روح الشريعة واسرارها ومقاصدها، وقد كان ذلك سيدنا علي رضي الله عنه ، فهو كما قال الشافعي لولاه لما علم حكم البغاة

حتى عند طعنه لقن الأمة درسا في غاية الانسانية والعدالة والرقي، فقد نهى أهله وأتباعه ان يسرفوا في القتل وينتقموا من غير قاتله ان مات هو من تلك الطعنة مع علمه بأن الذي طعنه ينتمي إلى طائفة الخوارج وقد لا يكون لوحده في تلك الجريمة فابى ان ينتقم منهم جميعا، ولو فعله ما لامه احد ولكنه ابى ان ينتقم الا ممن باشر في طعنه ، وليس هذا فحسب بل وحتى نهاهم ان يزيدوا على الطعنات التي طعنها بها ابن ملجم ونهاهم أيضا ان يمثلوا بجثته!!

أين البشرية اليوم من هذه القيم والمبادئ؟

ان الرجل لا يظهر على حقيقته في الحالات العادية، فقد يتكلف الطيبة ويتظاهر بالتسامح و سعة الصدر ولكن حين يهدد حياته او مصالحه او جاهه يكشر عن أنيابه ويظهر  للناس الجانب الخفي من شخصيته وطباعه، فعليه حين ترى قائدا يتحلى بالتسامح والأخلاق الفاضلة في مثل هذه الحالات فاعلم انه من معدن خاص وانه نسيج مختلف.

لقد كان امامنا علي سلام الله عليه مثالا   للانسان الكامل في علمه وتقواه وشجاعته وتواضعه وكان وقورا مهيبا  ذا خلق رفيع اضف إلى ذلك زهده  وتقشفه  واخلاصه في خدمة دينه ، فرضي الله عنه من خليفة راشد و  إمام عادل  عالم زاهد تقي نقي، لقد عاش لله  فلم تخدعه الدنيا وزخارفها ولم تغيره السلطة ومباهجها وقد تحقق فيه قول الله تعالى : “من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى محبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ” صدق الله العظيم.

{ مرشح لرئاسة جمهورية العراق



Most Read

2024-09-20 20:37:46