Breaking News >> News >> Azzaman


السومري..حسب الشّيخ جعفر- بنعيسى بوحمالة


Link [2022-04-23 06:33:47]



فقد‭ ‬الشّعر‭ ‬العربي‭ ‬المعاصر‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬أصواته‭.. ‬العراقي‭ ‬حسب‭ ‬الشّيخ‭ ‬جعفر،‭ ‬الذي‭ ‬سيشكّل‭ ‬مع‭ ‬مواطنه‭ ‬فاضل‭ ‬العزّاوي،‭ ‬و‭ ‬الفلسطيني‭ ‬محمود‭ ‬درويش،‭ ‬و‭ ‬السّوري‭ ‬فايز‭ ‬خضّور،‭ ‬و‭ ‬المصري‭ ‬محمد‭ ‬عفيفي‭ ‬مطر،‭ ‬و‭ ‬السّوداني‭ ‬محمّد‭ ‬عبد‭ ‬الحيّ‭..‬؛‭ ‬الموجة‭ ‬الحداثيّة‭ ‬الثانيّة‭ ‬التي‭ ‬ستخلف‭ ‬موجة‭ ‬الرّيادة‭ ‬و‭ ‬ترخي‭ ‬بآثارها‭ ‬و‭ ‬مفاعيلها‭ ‬الضّاربة‭ ‬على‭ ‬الأجيال‭ ‬الشعريّة‭ ‬العربيّة‭ ‬اللاّحقة‭.. ‬قضى‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬حياته‭ ‬في‭ ‬موسكو‭ ‬طالبا‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬غوركي‭ ‬للآداب،‭ ‬و‭ ‬حيث‭ ‬سيحصل‭ ‬على‭ ‬ماجستير‭ ‬في‭ ‬الأدب‭ ‬الرّوسي،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬بلده‭ ‬و‭ ‬يشتغل‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬الثقافي‭.. ‬و‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬متضلّعا‭ ‬في‭ ‬التّراث‭ ‬الأدبي‭ ‬العربي‭ ‬سيتشبّع،‭ ‬و‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬الحدود،‭ ‬بمقروءاته‭ ‬الواسعة‭ ‬و‭ ‬النّابهة‭ ‬في‭ ‬الآداب‭ ‬العالميّة‭.. ‬و‭ ‬أيضا‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬سيبصم‭ ‬على‭ ‬اجتراحات‭ ‬جماليّة‭ ‬فريدة‭ ‬و‭ ‬جسارات‭ ‬رؤياويّة‭ ‬عميقة‭ ‬سيغني‭ ‬بها‭ ‬الشعريّة‭ ‬العربيّة‭ ‬المعاصرة‭ ‬سيفتح‭ ‬لها،‭ ‬بالموازاة‭ ‬من‭ ‬هذا،‭ ‬قنوات‭ ‬مع‭ ‬المتن‭ ‬الشّعري‭ ‬الرّوسي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ترجماته‭ ‬الباذخة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تضاهى‭.‬

لكم‭ ‬كان‭ ‬اغتنائي‭ ‬و‭ ‬أنا‭ ‬أخوض،‭ ‬لسنوات،‭ ‬في‭ ‬مقاربة‭ ‬عالمه‭ ‬الشّعري،‭ ‬مرتحلا،‭ ‬في‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬مشقّة‭ ‬و‭ ‬استمتاع،‭ ‬بين‭ ‬تاريخ‭ ‬العراق‭ ‬السّومري‭ ‬و‭ ‬الأكّدي‭ ‬و‭ ‬البابلي‭ ‬و‭ ‬الآشوري‭ ‬و‭ ‬بين‭ ‬تاريخه‭ ‬الحديث‭.. ‬بين‭ ‬أرصدته‭ ‬من‭ ‬الشّعر‭ ‬العربي‭ ‬القديم‭ ‬و‭ ‬الشّعر‭ ‬العربي‭ ‬المعاصر‭ ‬و‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬اكتنزها‭ ‬من‭ ‬الشعريّات‭ ‬العالميّة،‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬صدارتها‭ ‬الروسيّة‭..‬بين‭ ‬قطوفه‭ ‬من‭ ‬حقول‭ ‬الرّواية‭ ‬و‭ ‬القصّة‭ ‬القصيرة‭ ‬و‭ ‬المسرح‭ ‬و‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬اجتنته‭ ‬عينه‭ ‬من‭ ‬مشاهدات‭ ‬سينمائيّة‭ ‬و‭ ‬كوريغرافيّة‭ ‬فذّة‭ ‬و‭ ‬أدمنته‭ ‬أذنه‭ ‬من‭ ‬مسموعات‭ ‬موسيقيّة‭ ‬راقية‭..‬

كنت‭ ‬التقيتك،‭ ‬لمرّتين،‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬العامرة،‭ ‬و‭ ‬أنت‭ ‬ترفل‭ ‬في‭ ‬حزنك‭ ‬السّومري،‭ ‬يدثّرك‭ ‬يتم‭ ‬السّلالة‭ ‬التي‭ ‬تحدّرت‭ ‬منها‭ ‬أنت‭ ‬و‭ ‬أندادك‭ ‬النّادرون،‭ ‬عساني‭ ‬أغنم‭ ‬منك،‭ ‬من‭ ‬صمتك‭ ‬الهائل،‭ ‬سبلا‭ ‬ما‭ ‬إلى‭ ‬لبّ‭ ‬عالمك،‭ ‬إلى‭ ‬تخومه‭.. ‬فشكرا‭ ‬لروحك‭ ‬البهيّة‭ ‬على‭ ‬كرم‭ ‬مرورك‭ ‬الشّعري‭ ‬في‭ ‬أخاديد‭ ‬اليباس‭ ‬و‭ ‬الشدّة‭.. ‬أنت‭ ‬السّومري‭ ‬القحّ،‭ ‬الموعود‭ ‬ب‭ “‬زيارة‭ ‬السيّدة‭ ‬السومريّة‭” ‬هناك‭ “‬عبر‭ ‬الحائط‭.. ‬في‭ ‬المرآة‭”..‬



Most Read

2024-09-20 22:21:47