Breaking News >> News >> Azzaman


تقلص رقعة الجليد البحري في القطب الجنوبي إلى أدنى مستوى


Link [2022-04-21 07:32:47]



باريس‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬خلصت‭ ‬دراسة‭ ‬حديثة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجليد‭ ‬البحري‭ ‬حول‭ ‬القارة‭ ‬القطبية‭ ‬الجنوبية‭ ‬تقلص‭ ‬أخيراً‭ ‬إلى‭ ‬أدنى‭ ‬مستوى‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬منذ‭ ‬44‭ ‬عاما،‭ ‬بعد‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الانخفاض‭ ‬القياسي‭ ‬السابق،‭ ‬ما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أنتركتيكا‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬أقل‭ ‬منعة‭ ‬أمام‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬يُعتقد‭.‬

ففي‭ ‬أواخر‭ ‬شباط‭/‬فبراير،‭ ‬تراجعت‭ ‬رقعة‭ ‬الغطاء‭ ‬الجليدي‭ ‬على‭ ‬المحيط‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬دون‭ ‬الحاجز‭ ‬الرمزي‭ ‬البالغ‭ ‬مليوني‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬تسجيلات‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬عام‭ ‬1978،‭ ‬بحسب‭ ‬دراسة‭ ‬نُشرت‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ “‬أدفانسز‭ ‬إن‭ ‬ذي‭ ‬أتموسفيريك‭ ‬ساينسز‭”.‬

ولاحظ‭ ‬الباحثون‭ ‬أن‭ ‬الدافع‭ ‬الرئيسي‭ ‬لفقدان‭ ‬الجليد‭ ‬هو‭ ‬التغير‭ ‬في‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التغيرات‭ ‬في‭ ‬كتلة‭ ‬الجليد‭ ‬لعبت‭ ‬أيضا‭ ‬دورا‭ ‬لكن‭ ‬بدرجة‭ ‬أقل‭.‬

وارتفعت‭ ‬حرارة‭ ‬منطقتي‭ ‬القطب‭ ‬الشمالي‭ ‬والجنوبي‭ ‬بنحو‭ ‬ثلاث‭ ‬درجات‭ ‬مئوية‭ ‬مقارنة‭ ‬بمستويات‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬أي‭ ‬ثلاثة‭ ‬أضعاف‭ ‬المتوسط‭ ‬العالمي‭.‬

وواجهت‭ ‬القارة‭ ‬القطبية‭ ‬الجنوبية‭ ‬أول‭ ‬موجة‭ ‬حر‭ ‬مسجلة‭ ‬لها‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬مع‭ ‬9,2‭ ‬درجة‭ ‬مئوية‭ ‬فوق‭ ‬متوسط‭ ‬الحد‭ ‬الأقصى‭. ‬وفي‭ ‬آذار‭/‬مارس،‭ ‬سجل‭ ‬مركز‭ ‬أبحاث‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬القارة‭ ‬القطبية‭ ‬الجنوبية‭ ‬ارتفاعا‭ ‬بدرجات‭ ‬الحرارة‭ ‬بمقدار‭ ‬30‭ ‬درجة‭ ‬فوق‭ ‬المعدل‭ ‬الطبيعي‭.‬لكن‭ ‬الانحرافات‭ ‬الشديدة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬في‭ ‬معدلات‭ ‬الحرارة‭ ‬حديثة‭. ‬على‭ ‬عكس‭ ‬الجليد‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬القطب‭ ‬الشمالي‭ ‬الذي‭ ‬تقلص‭ ‬بنسبة‭ ‬ثلاثة‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬سنوياً‭ ‬منذ‭ ‬أواخر‭ ‬السبعينيات،‭ ‬توسع‭ ‬الجليد‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬القطبية‭ ‬الجنوبية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬نفسها‭ ‬بنسبة‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬لكل‭ ‬عقد،‭ ‬وإن‭ ‬ترافق‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬تغيرات‭ ‬سنوية‭ ‬كبيرة‭. ‬وتقلص‭ ‬الغطاء‭ ‬الجليدي‭ ‬خلال‭ ‬صيف‭ ‬القارة‭ ‬القطبية‭ ‬الجنوبية‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬حول‭ ‬غرب‭ ‬أنتركتيكا‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للاحترار‭ ‬من‭ ‬شرق‭ ‬القارة‭ ‬القطبية‭ ‬الجنوبية‭ ‬الذي‭ ‬يتفوق‭ ‬بالمساحة‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬كبير‭.‬

وليس‭ ‬لذوبان‭ ‬الجليد‭ ‬البحري‭ ‬تأثير‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬لأن‭ ‬الجليد‭ ‬موجود‭ ‬أصلا‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬المحيطات‭.   ‬لكن‭ ‬تقلص‭ ‬الغطاء‭ ‬الجليدي‭ ‬يمثل‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬كبير‭ ‬لأنه‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬تسريع‭ ‬ظاهرة‭ ‬الاحترار،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أوضح‭ ‬الباحث‭ ‬المشارك‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬الدراسة‭ ‬تشينغهوا‭ ‬يانغ‭ ‬وهو‭ ‬أستاذ‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬سون‭ ‬يات‭ ‬سن‭ ‬في‭ ‬غوانغتشو‭. ‬وقال‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬إنه‭ ‬عندما‭ ‬يتم‭ ‬استبدال‭ ‬جليد‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬الذي‭ ‬يعيد‭ ‬طاقة‭ ‬الشمس‭ ‬إلى‭ ‬الفضاء،‭ ‬ببحر‭ ‬مظلم‭ ‬غير‭ ‬متجمد،‭ “‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬انعكاس‭ ‬أقل‭ ‬للحرارة‭ ‬ومزيد‭ ‬من‭ ‬الامتصاص‭”.‬

وأضاف‭ “‬هذا‭ ‬بدوره‭ ‬يذيب‭ ‬كميات‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الجليد‭ ‬البحري،‭ ‬ما‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬امتصاص‭ ‬أكبر‭ ‬للحرارة،‭ ‬في‭ ‬حلقة‭ ‬مفرغة‭.” ‬يعكس‭ ‬الثلج‭ ‬والجليد‭ ‬البكر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬طاقة‭ ‬الشمس‭ ‬إلى‭ ‬الفضاء،‭ ‬بينما‭ ‬تمتص‭ ‬المحيطات‭ ‬المفتوحة‭  ‬النسبة‭ ‬عينها‭.‬

وفي‭ ‬نتيجة‭ ‬لافتة‭ ‬للغاية،‭ ‬كان‭ ‬الانخفاض‭ ‬القياسي‭ ‬البالغ‭ ‬1,9‭ ‬مليون‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬شباط‭/‬فبراير‭ ‬أقل‭ ‬بنسبة‭ ‬30‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬المتوسط‭ ‬المسجل‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬1981‭ ‬و2010‭. ‬وكان‭ ‬الرقم‭ ‬القياسي‭ ‬السابق‭ ‬يزيد‭ ‬قليلاً‭ ‬عن‭ ‬مليوني‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017‭.‬

وبلغ‭ ‬متوسط‭ ‬مساحة‭ ‬الجليد‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬القطبية‭ ‬الجنوبية‭ ‬حوالى‭ ‬18‭ ‬مليون‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.‬

ولتحليل‭ ‬أسباب‭ ‬فقدان‭ ‬الجليد‭ ‬القياسي‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬حلل‭ ‬الباحثون‭ “‬ميزانية‭ ‬الجليد‭ ‬البحري‭” ‬في‭ ‬أنتركتيكا،‭ ‬أي‭ ‬الجليد‭ ‬المضاف‭ ‬والجليد‭ ‬المفقود،‭ ‬عاماً‭ ‬بعد‭ ‬عام،‭ ‬وكذلك‭ ‬الانجراف‭ ‬اليومي‭ ‬للجليد‭ ‬البحري،‭ ‬أو‭ ‬الحركة‭.‬

وخلصت‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ “‬في‭ ‬الصيف،‭ ‬تهيمن‭ ‬العمليات‭ ‬الديناميكية‭ ‬الحرارية‭”‬،‭ ‬أي‭ ‬المرتبطة‭ ‬بدرجة‭ ‬الحرارة،‭ “‬على‭ ‬ذوبان‭ ‬البحر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬انتقال‭ ‬الحرارة‭ ‬في‭ ‬القطب‭ ‬الشمالي‭”.‬

وسُجل‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬القياسي‭ ‬لرقعة‭ ‬الجليد‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬القطب‭ ‬الشمالي،‭ ‬3,4‭ ‬ملايين‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع،‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2012‭ ‬مع‭ ‬ثاني‭ ‬وثالث‭ ‬أدنى‭ ‬رقعة‭ ‬للغطاء‭ ‬الجليدي‭ ‬عامي‭ ‬2020‭ ‬و‭ ‬2019‭ ‬على‭ ‬التوالي‭. ‬وبلغ‭ ‬متوسط‭ ‬مساحة‭ ‬الجليد‭ ‬البحري‭ ‬القصوى‭ ‬حوالي‭ ‬15‭ ‬مليون‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع‭.‬

وتحمل‭ ‬الصفائح‭ ‬الجليدية‭ ‬فوق‭ ‬غرب‭ ‬القارة‭ ‬القطبية‭ ‬الجنوبية‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬ستة‭ ‬أمتار‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر،‭ ‬فيما‭ ‬سترفع‭ ‬الأنهار‭ ‬الجليدية‭ ‬الضخمة‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬القارة‭ ‬القطبية‭ ‬الجنوبية‭ ‬محيطات‭ ‬العالم‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬مترا‭.‬



Most Read

2024-09-20 22:26:39