Breaking News >> News >> Azzaman


الحرب على أوكرانيا – سليم الامامي


Link [2022-04-20 22:13:02]



الحرب على أوكرانيا – سليم الامامي

يجب أن نعطي أوكرانيا المعدات (الأدوات) لأنهاء العملية ، ما يقول مارك ألموند من معهد دراسة الأزمات جامعة أوكسفورد .

أثارت أشرطة تصوير الأقمار الصناعية ونشرت في صحيفة الديلي ميل مؤخراً الغضب والرعب ، فقد أظهرت رتلاً من عجلات القتال المدرعة يمتد على طول ثمانية أميال ، ويمثل أخر تعزيزات الحشود الروسية المسرعة بقوة الى شمال شرق أوكرانية ، والحشود سوى واحدة من العلامات الكثيرة ، التي تؤكد على أن هذه الحرب القاسية الدائرة في أوكرانيا تتجه لإن تكون أكثر دموية ، وللذين أمضتهم وأحزنتهم صور الدمار التي أوقعتها قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، في مدن ’ماريوبولو’خاركييف‘و’شيرنهيف والتقارير عن الوحشية التي مارستها تلك القطعات خارج العاصمة ’كييف وما نقل من أخبار غير مؤكدة عن أستخدام أسلحة كيمياوية ، والتي يبدو أنها مستحيلة .

المحزن بعد ، أن الأسوء قادم وقريباً

ولربما أنسحب الروس من شمال أوكرانية ، ولكن أخشى أن الجرائم المرعبة ، التي كشف عنها في المقابر الجماعية في وحول مدينة ’بوشا‘ قد تكون مجرد مقدمة لمزيد من مناظر رعب ومظالم الغزو ، أما الخيال والوهم عن نصر روسي سريع ، والدخول الظافر الى العاصمة كييف ، فقد ذهبت  أدراج الرياح وحل محلها تصميم على الفوز ، بغض النظر عن الخسائر بالأرواح البشرية ، وفي البحث عن أكباش فداء للتغطية على الفشل الذريع ، ألقى بوتين عواقب ومغبة الأخطاء الفاحشة على بعض كبار قادته العسكريين ، وإعتقال رئيس شعبة الجواسيس (التجسس) وطرد مائة وخمسين مسؤول أمني أخرين ، وأتجه بوتين بعدها باحثاً عن بعض القادة الروس ، الذين أشتهروا بالقسوة والوحشية ، كأولئك الذن شاركوا في الغزو الوحشي لسورية ، ليتولوا مسؤولية أدارة الحرب وقيادة المعارك ، وإنها المهام المقبلة في أقليم ’دونباس‘ في أوكرانية .

فالقائد العام الروسي الجديد جنرال الكساندر دوفرنيكوف ،سبق له وأن خاض الحرب في ’الشيشان‘ في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين 2000 يوم أزيلت أو مسحت العاصمة ’كروزني‘ من على وجه الأرض حياً فحياً وقاطعاً قاطعاً , والذي أرسل عام 2015 الى سورية , فنظم وأشرف على عملية إلقاء السوريين للأسلحة الكيمياوية على قوات الثورة والمعارضة السورية ، وكالقائد الأخر الذي دمر مدينة ’ماريوبول عقيد جنرال ميخائيل ميزنتسيف الذي سيق له وأن قاد حملة الحصار والدمار على ثاني أكبر مدينة سورية’حلب‘وتخصص جميع هؤلاء بقيادة حملات الإبادة ، وعلى الغرب الأن النظر والتفكير وبسرعة فيما يعنيه كل ذلك لاصدقائنا في أوكرانيا .

بطبيعة الحال فقد تولت بريطانيا وحلفاؤنا في شرق أوربا كبولندا ، وليثوانيا أرسال الكثير جداً من المعدات الدفاعية الى أوكرانيا ، وخلال زيارته الخاطفة للعاصمة كييف في عطلة نهاية الأسبوع ، وعد رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون بإرسال ما قيمته مائة مليون باوند من الأسلحة الأقوى كثيراً من صواريخ المضادة للدبابات ومقاومة الطائرات ، التي ترمى من على الكتف وسبق إرسالها بما فيها صواريخ مضادة للسفن نوع ’هاربون وقد تساعد تلك الأسلحة على طرد أو إبعاد البحرية الروسية عن سواحل البحر الأسود ، وصد أو إيقاف الهجوم البحري على ميناء أوديسا الشديد الأهمية لأوكرانيا .

معدات دفاعية

أما رئيس الولايات المتحدة جو بايدن فقد أثر التراجع أو لعله أجبن ،كما وتوقفت ألمانيا في مكانها أو أمتنعت عن متابعة الضغط على بوتين ومقاطعة الغاز الروسي الحيوي لها ، ولكي يوقف أو يحول تيار أو مسار الحرب الحالي وفرض إندحار حاسم على فلاديمير بوتين ، فأوكرانيا بحاجة الى قوات جوية ودبابات وصواريخ شديدة الفاعلية ومدفعية ثقيلة ، للتفوق عٌدة وعدداً على الغزاة في ميدان المعارك ولتحرير جميع أوكرانيا ، وللوقت أهمية حاسمة وجوهرية ، وبوتين متلهف لنصر سريع وبالضربة القاضية على أوكرانيا ، قبل توحد قادة الغرب والموافقة على تزويد الرئيس الأوكراني فولداميير زيلينسكي ، بما يحتاجه لإجبار روسيا على القبول بالتوصل الى سلام حقيقي ، والوقت الأن بصالح الكرملين لأن الدفاع الأوكراني العنيد لا يكفي لربح الحرب ، ولتغيير أو لقلب هذا الأمر الواقع لصالح أوكرانيا   وتزويدها بأسلحة تعرضية أمر حاسم وشديد الإلحاح قبل فوات الأوان ، ولكن ذلك لا يخلو من مخاطر .

أظهر أحد أشرطة الفيديو على تحريك ونقل منظومة صواريخ روسية نحو الحدود الفنلندية الروسية ،،بعد ساعات من تحذير الكرملين جاراته الشمالية بعدم الإنضمام الى حلف الناتو ، لذا فعلينا نحن في الغرب جميعاً الإستعداد لمواجهة تهديدات الرئيس الروسي الغاضب ، وقد تشمل تلك الأجراءات الأسلحة النووية ، فإن أستطاع فلاديمير بوتين النجاة ، وخداع المجتمع الدولي الذي حرم أسلحة الدمار الشامل ، ولو بأستخدامه لكميات صغيرة من أسلحة الغاز ، وجاء في تقارير لم تؤكد من مدينة ’ماريوبول  والتي تظهر أن سلاح الغاز قد تسببت بإحداث مصاعب بالتنفس والأضطراب ما لم يكن ، أي بوتين ، يعمل للتصعيد بإستخدام بعض الأسلحة النووية التعبوية ، وقد يذهب فلاديمير بوتين الى أبعد من ذلك ، كالتهديد بضربة نووية ضد البلدان التي تقدم المساعدات لأوكرانية ، بما في ذلك بريطانيا ، وذلك خطر حقيقي وماثل للعيان ، وإن حدث وتوفر للغرب بعض الوقت ليمسك أعصابه ، وتماماً كما فعلت أوكرانية الان ، صحيح أن الخطر الذي نواجهّه ما زال منخفضاً ، إلا أن الموقف اليومي أو العام في أوكرانيا مرعب حقاً .

نعم لدينا خيارات أخرى ،كالعزل أو المقاطعة الكاملة التي المفترض على فلاديمير بوتين بعد المقاطعة التامة وحرمان روسيا من تصدير الطاقة الغاز ، الذي يعني إن تم وقف حصول روسيا على بليون ’يورو‘ يومياً لتصب في خزانة الكرملين ، الأمر الذي سيجعل الحرب باهضة التكاليف لبوتين ولروسيا ، والأستراتيجية المعدة للغرب على طول الطريق حقاً ، ولكنا بحاجة للتأكيد على أن إفهام بوتين بأن تورطه بإستخدام ولو كمية صغيرة من الغاز أو النووية ، ثانية في أوكرانيا فسيعني ذلك ك حرباً إقتصادية شاملة ، كما يمكن أن  يفعل ’الردع‘ فعله لصالحنا ، وما زال الغرب يمتلك ترسانته النووية الهائلة ، وبوتين رجل شرير بغض النظر عن تجديده يوم أمس لتهديده عواقب وخيمة  للدول التي تتدخل‘في أوكرانيا ، إلا أنه غير راغب باللجوء الى إشعال حرب نووية ، إذ بوسعنا مواجهته بتزويد أوكرانية بكلما يلزم لإفهامه  بأن روسيا سوف لن تنتصر ، وبعبارة أخرى فتصعيد مساعداتنا لاوكرانيا هو خطوة أو تحويلة قصيرة وسريعة للسلام ، والتي قد تكون دموية .

الإقتصار على تمكين أوكرانيا من مواصلة العيش ، فالنتيجة ستكون حرب إستنزاف  مع المزيد من الخسائر بالأرواح والدمار الإقتصادي ، وما حدث في شيشانيا وسورية يؤكد أن لدى فلاديمير بوتين شهية مرعبة لمعارك وإشتباكات أقرب الى المجازر الدموية أو المطاحن البشرية ، وأي نصر لبوتين سيعني إندحاراً إنسانياً وجودياً للغرب ، وإن دحر أوكرانيا ،فسيتوقف الكرملين بالقدر الكافي ليلعق جراحه قبل التحرك نحو ضحيته التالية , ويجب علينا تزويد أوكرانيا الشجاعة بالمعدات التي تحتاجها لأنهاء المهمة الملقات عليها الان .

تهديد موسكو

صرح نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف سيكون لقرار جارات روسيا بالإنضمام الى التحالف العسكري الغربي أي الناتو أشد العواقب سوءً ومضيفاً بأن بلاده ستعزز قواعدها البحرية والجوية والبرية في بحر البلطيق إن إنضمت جاراته للناتو ، ولن يقال أي شيئ عن خلو منطقة بحر البلطيق من الأسلحة النووية حيث تقع منطقة أو جيب كالينكراد الروسية ، إلا أن ليثوانيا ردت بأن تهديد موسكو الأخير لامعنى له ، فقد نشرت أسلحتها النووية في كالينكراد قبل نشوب الحرب على أوكرانيا بكثير .

تدمير سفينة القيادة  Flagship  الروسية (موسكو Moskva) وزنتها 12 و500 طناً ، وطول 611  قدماً ، وطائفة تعدادها (510) بحار بصاروخين أرض – بحر (Neptune-R360) ومداه 186ميلاً صناعة أوكرانيا وتبلغ وزنة واحد للصاروخ ، وأطلقا من قاعدة مدفعية على الساحل ، وقد خدع طاقم السفينة بطائرة درون دون طيار ماركة TB2 وتعد العملية ضربة مهينة وقاسية لدولة بعظمة روسيا ورئيس كبوتين .

في تعقيب على الحرب الروسية الأوكرانية كتب ’مارك ألموند‘ رئيس معهد ’دراسة الأزمات في جامعة أوكسفورد البريطانية ، ونشر في صحيفة الديلي ميل ، تعليق للمترجم المرعب ، الأن أن الحديث عن أستخدام أسلحة الدمار الشامل بل وأسلحة النووية بات أمراً عاديا جداً ، صواريخ ضد الدبابات وضد الطائرات ، وقرر الرئيس الامريكي جو بايدن ، إرسال ما قيمته (800) مليون دولار من الأسلحة والمعدات الثقيلة ، تناقلت الصحف اللقاء الذي تم بين رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين Sanna Marin ورئيسة وزراء السويد ماجدلين أندرسين في عاصمة السويد إستوكهولم ، وناقشتا أمر إنهاء حياد بلديهما والإنضمام الى الحلف الأطلسي ، وقالت سانا مارين أن كل شيئ قد تغير بعد غزو روسيا لإوكرانيا وأن توجهات الشعب في فنلندا وكذلك في السويد كما أعتقد الى العكس تماماً ، وبشكل واضح ودراماتيكي بسبب الغزو الروسي ، وفي بيان صدر في عاصمة فنلندا أكد أن البيئة والظروف الأمنية قد تغيرت بشكل حاسم ، مضيفاً سوف لن تحضى فنلندا بالأمن بدون عضوية في حلف الأطلسي ، وستكون قوة الردع أقوى بكثير داخل الحلف ، وفي أخر المقال تعـــليق عن رد الفعل الروسي على قرار فنلندا .

حدث ماكنت أخشاه وبات الحديث عن حرب محتملة في أوروبا ، وتستخدم فيها لا أسلحة الدمار الشامل وحسب بل وحتى الأسلحة النووية من عيارات صغيرة ، ولكن لن يلتزم من تأكد من خسارته للحرب ويكتفي بالقنابل النووية صغيرة العيار ، ولا يذهب الى إستخدام أكبر العيارات .

{ باحث ستراتيجي



Most Read

2024-09-21 00:48:58