بغداد -الزمان
استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير التركي في بغداد الثلاثاء احتجاجا على العملية العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق والتي وصفها الرئيس العراقي بأنها «انتهاك للسيادة العراقية».
واوضحت الوزارة العراقية في بيان انها سلّمت السفير التركيّ علي رضا كوناي مُذكّرة احتجاج شديدة اللهجة» داعيةً إلى «الكفّ عن مثل هذه الأفعال الاستفزازيّة، والخروقات المرفوضة». واعلنت وزارة الدفاع التركية، الثلاثاء، ضبط كميات كبيرة من الذخائر لتنظيم «بي كا كا» الإرهابي شمالي العراق في إطار عملية «المخلب- القفل».
وأوضحت الوزارة في بيان، أن جنود الجيش بدأوا بتمشيط المخابئ والمغارات التابعة للإرهابيين في مناطق متينا وزاب وأفشين- باسيان شمالي العراق.
ولفتت إلى أن عمليات التمشيط أسفرت عن ضبط 13 ألفًا و450 رصاصة بندقية آلية من طراز «ب ك م س» عيار 7.62 ميليمتر، و7 آلاف و890 رصاصة بندقية من طراز «أ ك-47»، إضافة إلى قنبلتين يدويتين، و23 لغم مضاد للأفراد، وقطعتي صاعق.وقالت وزارة الدفاع التركية مساء الإثنين إن جنديًا تركيًا قتل أثناء القتال متأثرا بجروح أصيب بها بعبوة ناسفة. وفي تصريح صحافي اكد زاكروس هيوا المتحدث باسم حزب العمال الكردستاني استمرار العمليات العسكرية.
يخوض حزب العمال الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون على أنه منظمة «إرهابية»، تمرّدا ضد الدولة التركية منذ العام 1984. وتنفّذ تركيا عادة هجمات في العراق، حيث لحزب العمال قواعد ومعسكرات تدريب في منطقة سنجار وفي المناطق الجبلية في إقليم كردستان العراق الحدودي مع تركيا. أطلقت العملية بعد يومين من زيارة نادرة من نوعها قام بها رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني إلى تركيا، ما يشي بأنه أُبلغ على الأغلب بخطط أنقرة. ورحّب بارزني بعد محادثاته مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بتوسيع التعاون ودعم الاستقرار والأمن في شمال العراق. ويخيّم التوتر على العلاقة بين حكومة إقليم كردستان ومقاتلي حزب العمال الكردستاني، الذين يعقّد حضورهم في المنطقة علاقات الإقليم التجارية المربحة مع تركيا. لكن هذه العمليات تفاقم الضغط على العلاقات بين أنقرة وحكومة العراق التي تتهم تركيا بانتهاك حرمة أراضيها.
وتأتي العملية الأخيرة التي أطلق عليها «قفل المخلب» بعد عمليتي «مخلب النمر» و»مخلب النسر» اللتين أطلقهما الجيش التركي في شمال العراق عام 2020.
وانتقد النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ماجد شنكالي، الثلاثاء، الصمت الحكومي على تجاوزات حزب العمال الكردستاني واستهداف قوات الجيش العراقي والمدنيين في استهانة واضحة بسيادة العراق وبما يعطي المبرر لدول الجوار عموما وتركيا خصوصا للتدخل في الشأن العراقي. وقال شنكالي إن «الصمت الحكومي على تجاوزات حزب العمال الكردستاني
سيجعلها في موقف محرج وضعيف أمام الرأي العام الدولي و يعطي المبرر الواضح للتدخلات الخارجية ناهيك عن حجم المخاطر التي يتعرض لها المواطنين والقوات الامنية نتيجة تجاوزات وانتهاكات تلك الجماعة غير المنضبطة».
2024-09-21 00:36:34