إثارة في موسم الدعاء – حسين الصدر
-1-
لقد تفشّى اللحن في أوساطنا حتى كأننا لسنا أبناء لغة القرآن ، وهذه من الظواهر المحزنة لمن يعتزون بلغتهم ويأبون لها الانكسار .
-2-
نحن لا نعتب على الأميين فهؤلاء حرموا من نعمة التعرف على قواعد اللغة العربية وقوانينها ، ولكننا نعتب على حملة الشهادات العليا التي يفتخرون بها حيث قلَّ فيهم أصحابُ الاداء السليم وكثر في كلامهم السقيم..!!
-3-
ويشكو بعضهم من أنهم يدعون ولا يستجاب لهم .
وقد عثرت على نص مثير للغاية في هذا الباب :
قالوا :
” سمع الأصمعي رجلاً عند الملتزم يقول :
يا ذي الجلال والاكرام ،
فقال :
مِنْ كم تدعو ؟
اي : منذ متى وأنت تدعو بهذا الدعاء ؟
قال :
مِنْ سبع سنين دائِباً ،
فلم أر الأجابة .
فقال :
انك تلحن في الدعاء فأنىّ يستجاب لك ؟
(اي : فكيف يُستجاب لك)
قل :
يا ذا الجلال والاكرام ، ففعل ، فأجيب ..”
واذا لم يكن لمن يلحن من خسارة الاّ عدم الاستجابة لدعائه لكفاه ذلك حافزاً وباعثاً على السعي للالتزام بقواعد اللغة وحدودها ،
والسؤال الآن :
هل ثمة من يستجيب لذلك ؟
انّ علينا التشجيع والحث على ذلك ولن نوصد باب الأمل .
-4-
انّ مسألة اللحن قديمة جديدة وليســـت من مختـصات مرحلة زمنية معيّنة .
تذكرُ بعض كتب الأدب سؤالا وُجّه الى أحد العلماء فقيل له :
(ما تقول : رجل مات وترك أبيه وأخيه ؟
فقال :
ترك أباه وأخاه ،
فقال :
فما لأخاه وما لأباه ؟
فقال :
قل :
فما لأخيه وما لأبيه ؟
فقال الرجل :
أراك كلما طاوعتُك خالفِتَني ..!!
واستمرت المهازل تترى حتى وصلتنا وصارت هي العُملة المتداولة ..!!
2024-09-21 03:39:33