Breaking News >> News >> Azzaman


وأطلّ الأمام الحسن (ع) في أفضل الشهور – حسين الصدر


Link [2022-04-17 01:52:43]



وأطلّ الأمام الحسن (ع) في أفضل الشهور – حسين الصدر

-1-

كانت اطلالة الامام الحسن الزكيّ عليه السلام ليلة النصف من شهر رمضان سنة ثلاث للهجرة وقيل سنة اثنين للهجرة .

-2-

وابتهجت بميلاده دنيا الاسلام، وسمّاه جده المصطفى (ص) الحسن، وقد جمع المجد من أطرافه حتى لُقّب بكريم أهل البيت .

-3-

وجاء في الروايات :

انّ النبي (ص) وضعه على عاتقه وقال :

(من اَحبَّني فليحبّه)

وكان (ص) يقول :

( اللهم إني أُحبُّه ، وأُحبُ من يُحبُّه)

كررها ثلاث مرات .

-4-

وجاء في بعض الروايات

ان النبي (ص) كان يصلي فاذا سجد يجيء الحسن (ع) وهو صبي حتى يصير على ظهره او رقبته فيرفعه رفعاً رفيقاً .

قالوا :

يا رسول الله :

انك تصنع بهذا الصبي شيئا لم تصنعه بأحد ؟

فقال :

انّ هذا ريحانتي …”

وهكذا أعلن النبي (ص) للأمة عن حبه العميق وتعلقه الوثيق بسبطه المجتبى ، وهي دعوة عملية للأمة أن تحيط الحسن بما هو أهله من المودة والولاء .

-5-

وحاء في سيرته المباركة

انه كان لا يقرأ من كتاب الله عز وجل :

” يا ايها الذين آمنوا ” الاّ قال :

لبيك لبيك

وهو بهذا يدلنا على الطريق الأمثل للتفاعل مع كتاب الله، حيث لا خير في قراءة باهتة تُعنى بالألفاظ وتفرّط بالمعاني …

وكان (ع) عظيم الطاعة والخشوع لله، حتى انه كان اذا ذَكَرَ الممر على الصراط بكى،

 واذا ذكر العرض على الله تعالى شهق شهقه يغشى عليه منها .

وكان اذا توضأ ارتعدت مفاصله واصفر لونه .

أقول :

هكذا كان يصنع وهو يعلم بأنه سيد شباب أهل الجنة ، ونحن لاهون غافلون مقصرون ، مفتونون بالدنيا واغراءاتها، فأين نحن من منهج ذلك الطود الشامخ والامام الخاشع العابد ؟

-6-

وجاء في التاريخ :

ان رجلاً استنجد بالامام الحسن لِيُنْصْفَه من خَصْمٍ غشوم ظلوم ،

لا يوقر الشيخَ الكبير ،

ولا يرحم الطفلَ الصغير ،

فما كان من الامام الحسن (ع) الا ان استوى جالسا بعد أنْ كان نتكئاً وقال له:

مَنْ خصمُك حتى انتصفَ لك منه ؟

فقال له :

الفقر .

فأطرق عليه السلام ساعة ،

ثم رفع رأسه وقال لخادمه :

أَحْضِرْ ما عندك ،

فأحضر خمسة آلاف درهم ، فقال :

ادفعها اليه ،

ثم قال له ما مؤداه :

متى ما أتاك خَصْمُك جائراً جئني مُتَظَلِماً .

هكذا كان (ع) يغيث اللهفان، ويقضي حاجة المحتاج ، ويكشف الغمة عن المكروبين من الفقراء والمستضعفين .

ونحن اليوم نعيش وبيننا الملايين من اعزائنا وهم تحت خط الفقر ولكن أين هي المبادرات المنعشة لمن يلجأ الينا مستنجدا ولا يؤوب الا وهو في خَيْبَة مرّة ؟

-7-

ومن أعظم كلماته الخالدة قوله :

” اذا أردت عزاً بلا عشيرة، وهيبة بلا سلطان ، فأخرج مِنْ ذُلِّ معصية الله الى عزّ طاعة الله عز وجل “

فالمعصية هي الذل والطاعة هي العز

ولكنْ أين هم المطيعون ؟

ومن كلماته الخالدة أيضا قوله (ع) :

” اعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا “

نعم

لابد من التوازن ولا خير في التفريط .

وكما ينشط المرء لتلبية حاجاته الدنيوية ، عليه أنْ ينشط في كل ما يزين به صحيفته  من الاعمال الصالحة ومن ألوان البر والاحسان ليلقى الله حين يلقاه أبيض الوجه مزدانة سيرتُه بالحسنات .



Most Read

2024-09-21 06:06:04