Breaking News >> News >> Azzaman


الى اين ستفضي الصراعات؟ -عصام الياسري


Link [2022-04-16 03:53:09]



منذ‭ ‬ان‭ ‬انتهت‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2021‭ ‬وما‭ ‬افرزت‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬وحصص‭ ‬نيابية‭ ‬للاطراف‭ ‬المشاركة‭ ‬فيها،‭ ‬مرورا‭ ‬بانتخاب‭ ‬رئيس‭ ‬البرلمان‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تعثر‭ ‬انتخاب‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬للمرة‭ ‬الثالثة،‭ ‬وسط‭ ‬دعوات‭ ‬مسبقة‭ ‬لمقاطعتها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة،‭ ‬فيما‭ ‬لقاء‭ ‬الصدر‭ ‬والمالكي‭ ‬الشهير‭ ‬لم‭ ‬يسفر‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬ايجابية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬متوقعا‭. ‬اذ‭ ‬قابله‭ ‬حراك‭ ‬القوى‭ ‬الحزبية‭ ‬لممارسة‭ ‬الضغوط‭ ‬والمساومات‭ ‬السياسية‭ ‬والطائفية‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬ان‭ ‬يدفع‭ ‬بإنتخاب‭ ‬الرئيس‭ ‬إلى‭ ‬أجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى‭.. ‬على‭ ‬أية‭ ‬حال،‭ ‬البلد‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬ثقة‭ ‬سياسية‭ ‬وينذر‭ ‬بأن‭ ‬يصبح‭ (‬الانقسام‭ ‬دبابيس‭ ‬سقسقة‭) ‬موجعة،‭ ‬اذا‭ ‬ما‭ ‬استمرت‭ ‬الكتل‭ ‬السياسية،‭ “‬الاطار‭ ‬التنسيقي‭” ‬متخندقا‭ ‬خلف‭ ‬اسوار‭ ‬المقاطعة،‭ ‬والائتلاف‭ ‬الثلاثي‭ ‬بمواقفه‭ ‬المتأرجحة،‭ ‬والمستقلون‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬بين‭.. ‬السؤال‭:‬‭ ‬متى‭ ‬تنتهي‭ ‬الاعيب‭ ‬أحزاب‭ ‬السلطة‭ ‬الطائفية؟‭ ‬ومتى‭ ‬يخرج‭ ‬الشعب‭ ‬عن‭ ‬صمته‭ ‬؟‭.  ‬

‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬البرلمان‭ ‬العراقي‭ ‬ليوم‭ ‬الاربعاء‭ ‬30‭ ‬آذار‭ ‬2022‭.) ‬فشل‭ ‬النواب‭ ‬العراقيون‭ ‬للمرة‭ ‬الثالثة‭ ‬في‭ ‬انتخاب‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬،‭ ‬ذلك‭ ‬جعل‭ ‬الأزمة‭ ‬السياسية‭ ‬والصراع‭ ‬الجاري‭ ‬منذ‭ ‬انتخابات‭ ‬2021‭ ‬اكثر‭ ‬تعقيدا‭. ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يصل‭ ‬اكتمال‭ ‬النصاب‭ ‬المطلوب‭ ‬لعقد‭ ‬جلسة‭ ‬انتخاب‭ ‬رئيس‭ ‬البلاد‭ “‬ثلثي‭” ‬الهيئة‭ ‬التشريعية‭. ‬بسبب‭ ‬مقاطعة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشرعين‭ ‬المتحالفين‭ ‬مع‭ ‬الأحزاب‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬إيران،‭ ‬فيما‭ ‬راوح‭ ‬المستقلون‭ ‬والكتل‭ ‬الصغيرة‭ ‬في‭ ‬مكانهم‭ ‬لعدم‭ ‬تحقيق‭ ‬شروطهم‭ ‬الـ‭ ‬19‭ ‬وعدم‭ ‬قناعتهم‭ ‬بما‭ ‬يجري‭ ‬واعتباره‭ ‬عملا‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬رافضين‭ ‬جميع‭ ‬الضغوطات‭.    ‬

السياسيون‭ ‬العراقيون،‭ ‬كما‭ ‬يبدو‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬مصرون‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬مرشح‭ “‬حل‭ ‬وسط‭” ‬لرئاسة‭ ‬الجمهورية،‭ ‬مما‭ ‬سيؤدى‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬الانغلاق‭ ‬السياسي،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يمنع‭ ‬تعيين‭ ‬رئيسا‭ ‬للوزراء‭. ‬فيما‭ ‬يتحدث‭ ‬المشرعون‭ ‬عن‭ ‬إن‭ ‬المجموعات‭ ‬البرلمانية‭ ‬لديها‭ ‬الآن‭ ‬خياران‭: ‬مواصلة‭ ‬المفاوضات‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬توافق،‭ ‬أو‭ ‬حل‭ ‬البرلمان‭ ‬ومطالبة‭ ‬الحكومة‭ ‬الاستمرار‭ ‬بتصريف‭ ‬الاعمال‭. ‬ويبدو‭ ‬ان‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬منذ‭ ‬اول‭ ‬جلسة‭ ‬انتخابات‭ ‬رئاسية‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬فبراير2022‭ ‬اصبحت‭ “‬في‭ ‬ورطة‭”. ‬فبينما‭ ‬شارك‭ ‬آنذاك‭ ‬58‭ ‬نائباً‭ ‬فقط‭ ‬،‭ ‬قاطع‭ ‬الصدر‭ ‬الجلسة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬علقت‭ ‬المحكمة‭ ‬العراقية‭ ‬العليا‭ ‬تسمية‭ ‬المرشح‭ ‬هوشيار‭ ‬زيباري‭ ‬من‭ (‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الكردستاني‭ (‬PDK‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬شكاوى‭ ‬رفعها‭ ‬نواب‭ ‬ضده‭.. ‬لكن،‭ ‬طالما‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬رئيس‭ ‬جديد،‭ ‬فإن‭ ‬أزمة‭ ‬الثقة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬تنذر‭ ‬بالتفاقم‭.      ‬

وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬اختلاف‭ ‬الرؤى‭ ‬وعما‭ ‬ستؤول‭ ‬اليه‭ ‬التوافقات،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬صياغة‭ ‬مفهوم‭ ‬الدولة‭ ‬وسياساتها‭ ‬اللاحقة‭. ‬فان‭ ‬فشل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬النصاب‭ ‬القانوني‭ ‬بسبب‭ ‬الخلاف‭ ‬المستمر‭ ‬بين‭ “‬الاتلاف‭ ‬الثلاثي‭” ‬الذي‭ ‬يقوده‭ ‬مقتدى‭ ‬الصدر،‭ ‬وفي‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬تحالف‭ ‬الأحزاب‭ ‬الشيعية‭ “‬الاطار‭ ‬التنسيقي‭”‬‭. ‬قد‭ ‬فاق‭ ‬كل‭ ‬التوقعات‭ ‬كما‭ ‬وكشف‭ ‬عن‭ ‬نوايا‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الرجلين‭ ‬وكتلتيهما‭. ‬فرجل‭ ‬الدين‭ ‬القوي‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬مع‭ ‬حلفاء‭ ‬أكراد‭ ‬وسنة‭ ‬مع‭ ‬استبعاد‭ ‬الأحزاب‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬إيران،‭ ‬والتمسك‭ ‬بالمرشح‭ ‬المفضل‭ ‬لحليفه‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الكردستاني،‭. ‬فيما‭ ‬يصر‭ ‬زعيم‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬وحلفائه‭ ‬في‭ “‬الإطار‭ ‬التنسيقي‭” ‬على‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬توافقية‭ ‬ـ‭ ‬سياسية،‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬مشاركة‭ ‬المشرعين‭ ‬المنتمين‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الوطني‭ ‬الكردستاني،‭ ‬الذين‭ ‬يصرون‭ ‬على‭ ‬تمرير‭ ‬مرشحهم‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ .‬

لقد‭ ‬ادت‭ ‬فوضى‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬وتأخير‭ ‬تشكيل‭ ‬الحكومة‭ ‬الى‭ ‬زعزعة‭ ‬الوضع‭ ‬الامني‭ ‬والمجتمعي‭. ‬اذ‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬انتخاب‭ ‬الرئيس‭ ‬بعد‭ ‬شهر‭ ‬من‭ ‬الجلسة‭ ‬التأسيسية‭ ‬للبرلمان‭ ‬العراقي،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭. ‬وبالتأكيد‭ ‬ان‭ ‬الانقسام‭ ‬السياسي‭ ‬للحزبين‭ ‬الكرديين،‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الكردستاني‭ ‬والاتحاد‭ ‬الوطني‭ ‬الكردستاني،‭ ‬قد‭ ‬ادخل‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬دستورية‭ ‬خطيرة‭. ‬

على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬من‭ ‬سير‭ ‬الاحداث‭ ‬الاخيرة،‭ ‬ان‭ ‬الامور‭ ‬بدأت‭ ‬تنزلق‭ ‬نحو‭ ‬الاسوأ‭.‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬زعيم‭ ‬التيار‭ ‬الصدري‭ ‬مقتدى‭ ‬الصدر‭ ‬متفائلا؛‭ ‬لإيجاد‭ ‬توافقات‭ ‬تفضي‭ ‬إلى‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬جديد‭ ‬للعراق‭ ‬ولاحقا‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬حكومة،‭ ‬قد‭ ‬غيّر‭ ‬تكتيكه؛‭ ‬ونقل‭ ‬الضغط‭ ‬إلى‭ ‬خصومه‭ ‬جماعة‭ ‬الثلث‭ ‬المعطل‭ ‬في‭ “‬التنسيقي‭”‬،‭ ‬وطلب‭ ‬منهم‭ ‬تشكيل‭ ‬الحكومة،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬كتلته‭ ‬دور‭ ‬الثلث‭ ‬المعطل‭. ‬بذلك‭ ‬هو‭ ‬تحدى‭ ‬خصومه،‭ ‬لكن‭ ‬الاوساط‭ ‬السياسية‭ ‬تعتبره‭ ‬هروبا‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ .‬المثير،‭ ‬ان‭ ‬الصدر،‭ ‬الذي‭ ‬تشكل‭ ‬كتلته‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬العراقي،‭ ‬طالما‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬تشكيل‭ “‬حكومة‭ ‬اغلبية‭ ‬وطنية‭” ‬نزيهة،‭ ‬تسعى‭ ‬لاصلاح‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬برمته‭ ‬ومحاربة‭ ‬الفساد‭ ‬وملاحقة‭ ‬الفاسدين،‭ ‬ما‭ ‬يلبث‭ ‬ان‭ ‬يتراجع‭.. ‬وعلى‭ ‬ما‭ .‬

انها‭ ‬مضاربات‭ ‬السياسة‭ ‬بين‭ ‬مفافيات‭ “‬عصبوية‭”‬،‭ ‬حصرت‭ ‬السلطة‭ ‬بيدها‭ ‬وغير‭ ‬مستعدة‭ ‬للتنازل‭ ‬عنها‭ ‬باي‭ ‬ثمن‭. ‬الخاسر‭ ‬بينهم‭ ‬كل‭ ‬ابناء‭ ‬المجتمع‭ ‬العراقي،‭ ‬العرب‭ ‬والكرد‭ ‬والتركمان‭ ‬والايزيدية‭ ‬والصابئة‭ ‬والشبك‭ ‬وغيرهم،‭ ‬باختلاف‭ ‬اجناسهم‭ ‬واطيافهم‭ ‬العرقية‭ ‬والدينية‭.. ‬وعلى‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬ان‭ ‬الدستور،‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إفساده‭ ‬تحت‭ ‬الوصاية‭ ‬الأمريكية‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬لا‭ ‬يوفر‭ ‬مخارج‭ ‬للازمات‭. ‬اذ‭ ‬كان‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬للخطوة‭ ‬التالية‭ ‬في‭ ‬خريطة‭.‬

‭…‬



Most Read

2024-09-21 08:58:40