Breaking News >> News >> Azzaman


صرعة الشعر المجعد تغزو رؤوس الشابات المصريات


Link [2022-04-16 03:53:09]



القاهرة‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬كانت‭ ‬رولا‭ ‬عامر‭ ‬وسارة‭ ‬صفوت‭ ‬تعانيان‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬شعرهما‭ ‬المجعد‭ ‬يعطي‭ ‬احساسا‭ ‬بأنه‭ “‬أشعث‭” ‬وكان‭ ‬يمنعهما‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭. ‬اليوم،‭ ‬في‭ ‬محلهما‭ ‬لتصفيف‭ ‬الشعر‭ ‬المجعد‭ ‬واللولبي،‭ ‬باتتا‭ ‬تواكبان‭ “‬الثورة‭” ‬في‭ ‬معايير‭ ‬الجمال‭ ‬في‭ ‬مصر‭.‬

وفيما‭ ‬كانت‭ ‬تقص‭ ‬شعر‭ ‬احدى‭ ‬زبائنها،‭ ‬قالت‭ ‬عامر‭ ‬،إن‭ “‬قص‭ ‬الشعر‭ ‬اللولبي‭ ‬أو‭ ‬المجعد‭ ‬يأخذ‭ ‬وقتا‭ ‬أكثر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الشعر‭ ‬الأملس‭”.‬

وبعد‭ ‬ثلاث‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬شعر‭ ‬تلك‭ ‬السيدة،وسط‭ ‬ضوضاء‭ ‬الزبائن‭ ‬الذين‭ ‬ازدحم‭ ‬بهم‭ ‬الصالون،‭ ‬ظهر‭ ‬الفرح‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الزبونة‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬اعجابها‭ ‬بشكل‭ ‬الشعر‭.‬

وعلى‭ ‬مدى‭ ‬سنوات،‭ ‬كانت‭ ‬مصففة‭ ‬الشعر‭ ‬الثلاثينية‭ ‬ذات‭ ‬الشعر‭ ‬اللولبي‭ ‬الكثيف،‭ ‬تمضي‭ ‬ساعات‭ ‬في‭ ‬العناية‭ ‬بشعرها‭ ‬ليكون‭ ‬أملس‭. ‬وتقول‭ “‬كنت‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬أن‭ ‬الشعر‭ ‬الأمثل‭ ‬هو‭ ‬الجميل،‭ ‬ففي‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬المقياس‭”.‬

وتضيف‭ ‬وهي‭ ‬تبدأ‭ ‬يومها‭ ‬في‭ “‬كيرلي‭ ‬ستوديو‭”‬،‭ ‬أول‭ ‬محل‭ ‬لتصفيف‭ ‬الشعر‭ ‬المجعد‭ ‬والذي‭ ‬أسس‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ “‬سابقا،‭ ‬لو‭ ‬تركت‭ ‬شعري‭ ‬مجعدا‭ ‬لشعرت‭ ‬أنني‭ ‬منكوشة‭ (‬شعثاء‭) ‬وأبدو‭ ‬مُهملة‭”.‬

وفي‭ ‬المحل‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬احدى‭ ‬ضواحي‭ ‬القاهرة‭ ‬الراقية،‭ ‬حلت‭ ‬لفائف‭ ‬الشعر‭ ‬محل‭ ‬المكواة‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬لفرد‭ ‬التجاعيد‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يخترف‭ ‬الشعر‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬قصه‭ ‬وهو‭ ‬جاف‭ ‬وليس‭ ‬رطبا‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬شكله‭ ‬المجعد‭ ‬أو‭ ‬المموج‭.‬

‭ ‬وتشير‭ ‬سارة‭ ‬صفوت‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬كي‭ ‬الشعر‭ ‬حتى‭ ‬يصبح‭ ‬أملس‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬خطيرا‭.‬

وتضيف‭ “‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬جاءت‭ ‬أم‭ ‬مع‭ ‬ابنتها‭ ‬ذات‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬وكان‭ ‬شعر‭ ‬الطفلة‭ ‬يتساقط‭ ‬كله‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قامت‭ ‬بفرد‭ ‬شعرها‭ ‬باستخدام‭ ‬منتجات‭ ‬تحوي‭ ‬مواد‭ ‬كيماوية‭.‬

وعلى‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬لجأ‭ ‬ملايين‭ ‬المصريين‭ ‬إلى‭ ‬فرد‭ ‬شعورهم‭ ‬لتصبح‭ ‬ملساء‭ ‬ليتوافقوا‭ ‬مع‭ ‬معايير‭ ‬الجمال‭ ‬الغربية،‭ ‬وفق‭ ‬سارة‭ ‬صفوت‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ “‬أجيالا‭ ‬كبرت‭ ‬وهي‭ ‬مقتنعة‭ ‬بمعايير‭ ‬جمال‭ ‬خاطئة‭ ‬تماما‭”.‬

وقبل‭ ‬أن‭ ‬تفتتح‭ ‬محلها‭ ‬لتصفيف‭ ‬الشعر،‭ ‬كان‭ ‬شعرها‭ ‬المجعد‭ ‬الكثيف‭ ‬يسبب‭ ‬لها‭ ‬مشاكل‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬يعتبر‭ “‬مظهرا‭ ‬لا‭ ‬يتناسنب‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬وغير‭ ‬مهني‭”.‬

وفي‭ ‬مطلع‭ ‬الالفية‭ ‬الثانية،‭ ‬كانت‭ ‬المغنية‭ ‬اللبنانية‭ ‬مريم‭ ‬فارس‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬مشاهير‭ ‬قليلات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬تركن‭ ‬شعرهن‭ ‬مجعدا،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬الممثلات‭ ‬والمغنيات‭ ‬المصريات‭ ‬يظهرن‭ ‬عموما‭ ‬الا‭ ‬بشعور‭ ‬ملساء‭.‬

ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬حركة‭ ‬الشعر‭ ‬الطبيعي‭ ‬التي‭ ‬دعت‭ ‬الأميركيات‭ ‬السود‭ ‬إلى‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بشعورهن‭ ‬مجعدة‭.‬في‭ ‬مصر،‭ ‬كانت‭ ‬الممثلة‭ ‬دينا‭ ‬الشربيني‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬من‭ ‬كسر‭ ‬المحظور‭ ‬وظهرت‭ ‬بشعر‭ ‬مجعد‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ “‬حكايات‭ ‬بنات‭” ‬في‭ ‬العام‭ ‬2012‭.‬

واليوم،‭ ‬بعد‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬،‭ ‬بات‭ ‬مشهد‭ ‬الشعر‭ ‬المجعد‭ ‬واللولبي‭ ‬والمموج‭ ‬حاضراً‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬القاهرة‭  ‬وعلى‭ ‬لوحات‭ ‬الاعلانات‭ ‬التي‭ ‬تملأ‭ ‬المحاور‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬المصرية‭.‬

تجارة‭ ‬مربحة‭ ‬

وتقول‭ ‬دعاء‭ ‬جاويش،‭ ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2016‭ ‬منتدى‭ “‬هير‭ ‬اديكت‭” (‬المولعون‭ ‬بالشعر‭)‬،‭ ‬إن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬هو‭ ‬ان‭ ‬يساعد‭ ‬المصريون‭ ‬بعضهم‭ ‬بعضاً‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬شعرهم‭ ‬بعيدا‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬الكيماوية‭ ‬والحروق‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬المجففات‭ ‬الكهربائية‭.‬

وخلال‭ ‬موسم‭ ‬صيف‭ ‬واحد،‭ ‬ارتفع‭ ‬عدد‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬المنتدى‭ ‬على‭ ‬الانترنت‭ ‬من‭ ‬خمسةآلاف‭ ‬إلى‭ ‬80‭ ‬الفا،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬نفسه‭ ‬حقق‭ ‬سوق‭ ‬مستحضرات‭ ‬التجميل‭ ‬المحلي‭ ‬نموا‭ ‬بنسبة‭ ‬18‭% ‬وفقا‭ ‬لشركة‭ “‬يورومونيتور‭ ‬انترناشونال‭” ‬للأبحاث‭. ‬

وبعد‭ ‬عامين،‭ ‬تم‭ ‬تأسيس‭ ‬شركة‭ ‬للعناية‭ ‬بالشعر‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الموجة‭ ‬وتصنيع‭ ‬منتجات‭ ‬صديقة‭ ‬للبيئة‭ ‬ومخصصة‭ ‬للشعر‭ ‬المجعد‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭.‬

وتقول‭ ‬جاويش‭ “‬كثير‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬التجميل‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬تسويق‭ ‬منتجات‭ ‬للشعر‭ ‬المجعد‭ ‬لأنها‭ ‬أدركت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهله‭”.‬

وفي‭ ‬مصر،‭ ‬ذات‭ ‬ال‭ ‬103‭ ‬ملايين‭ ‬نسمة،‭ ‬يوجد‭ ‬500‭ ‬الف‭ ‬صالون‭ ‬لتصفيف‭ ‬الشعر‭ ‬يعمل‭ ‬فيها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬ملايين‭ ‬شخص،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2020‭ ‬رئيس‭ ‬شعبة‭  ‬مصففي‭ ‬الشعر‭ ‬في‭ ‬الغرفة‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬محمود‭ ‬الدجوي‭.‬

واستفادت‭ ‬مريم‭ ‬اشرف‭ (‬26‭  ‬عاما‭) ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬كذلك‭. ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬تنشر‭ ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬قصيرة‭ ‬على‭ ‬انستغرام‭ ‬لمجرد‭ ‬التسلية،‭ ‬أصبحت‭ ‬تلك‭ ‬المقاطع،‭ ‬وفقا‭ ‬لها،‭ “‬مصدر‭ ‬دخل‭ ‬حقيقياً‭”‬اذ‭ ‬وصل‭ ‬عدد‭ ‬متابعيها‭ ‬إلى‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬90‭ ‬الفاً‭.‬

وتقول‭ “‬العلامات‭ ‬التجارية‭ ‬الشهيرة‭ ‬باتت‭ ‬تتصل‭ ‬بي‭ ‬لكي‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬منتجاتها‭ ‬للشعر‭ ‬المجعد‭ ‬والآن‭ ‬تتصل‭ ‬بي‭ ‬كذلك‭ ‬وكالات‭ ‬لعروض‭ ‬الأزياء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الظهور‭ ‬في‭ ‬الاعلانات‭”. ‬

ذكورة‭ ‬هشة‭”‬

ولكن‭ ‬الاعتناء‭ ‬بالشعر‭ ‬المجعد‭ ‬ليس‭ ‬متاحا‭ ‬للجميع‭.‬

ففي‭ ‬حين‭ ‬يبلغ‭ ‬متوسط‭ ‬الدخل‭ ‬الشهري‭ ‬للاسرة‭ ‬المصرية‭ ‬6‭ ‬الاف‭ ‬جنيه‭ (‬اي‭ ‬أكثر‭ ‬قليلا‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬دولار‭) ‬يصل‭ ‬سعر‭ ‬القصة‭ ‬لدى‭ ‬كيرلي‭ ‬ستوديو‭ ‬إلى‭ ‬600‭ ‬جنيه‭ ‬اضافة‭ ‬الى‭ ‬الكلفة‭ ‬الكبيرة‭ ‬للمنتجات‭ ‬اللازمة‭ ‬للعناية‭ ‬بالشعر‭.‬

ومنذ‭ ‬أن‭ ‬اكتشف‭ ‬أنه‭ ‬يمكنه‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بشعره‭ ‬اللوبي،‭ ‬بات‭ ‬عمر‭ ‬رحيم‭ ‬يضع‭ ‬في‭ ‬حسبانه‭ ‬كلفة‭ ‬العناية‭ ‬به‭.‬

قبل‭ ‬بدء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬كان‭ ‬رحيم،‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني،‭ ‬يحلق‭ ‬شعره‭ ‬قصيرا‭ ‬ولكنه‭ ‬توقف‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اكتشف‭ ‬شكل‭ ‬شعره‭ ‬المجعد‭ ‬وأعجب‭ ‬به‭.‬

اليوم،‭ ‬يعتني‭ ‬رحيم‭ ‬بتجاعيد‭ ‬شعره‭ ‬رغم‭ ‬الانتقادات‭ ‬التي‭ ‬توجه‭ ‬اليه‭ ‬من‭ ‬أصدقائه‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬محافظ‭.‬

ويشرح‭ ‬أ‭ ‬ن‭ “‬ثمة‭ ‬مشكلة‭ ‬ذكورة‭ ‬هشة‭” ‬في‭ ‬مصر‭ ‬،‭ ‬إذ‭ “‬ثمة‭ ‬اعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬الرجل‭ ‬ينبغي‭ ‬ألا‭ ‬يعتني‭ ‬بشعره‭ ‬أو‭ ‬يشتري‭ ‬منتجات‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭”.‬

ويقول‭ ‬رحيم،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬منزعجا‭ ‬من‭ ‬الأجواء‭ ‬النسائية‭ ‬حوله‭ ‬في‭ ‬الصالون‭ “‬أود‭ ‬فعلا‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬الناس‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‭ ‬ولكني‭ ‬لست‭ ‬مستعدا‭ ‬بعد‭ ‬لخوض‭ ‬هذه‭ ‬المعركة‭”.‬



Most Read

2024-09-21 08:42:45