Breaking News >> News >> Azzaman


قصائد مختارة للشاعر الكبير الراحل حسب الشيخ جعفر


Link [2022-04-14 09:17:56]



‮ ‬تنويمة

نامي‭ ‬على ذراعيا

وانتظري‭ ‬شراعيا‭.‬

سوف‭ ‬نرى‭ ‬الشطوطَ‭ ‬خُضراً،‭ ‬زاهيةْ

والبطَّ‭ ‬والفراخَ‭ ‬بِيضاً،‭ ‬لاهيةْ‭.‬

وإن‭ ‬أرَدتِ‭ ‬رحلةً‭ ‬إلى الفضا

فاتخذي‮ ‬أوراقيا

أجنحةً،‮ ‬مَراقيا‭.‬

سوفَ‭ ‬يطيرُ‭ ‬مركبي

من‭ ‬كوكبٍ‭ ‬لكوكبِ‭.‬

يا‭ ‬طفلتي‭ ‬البديعةْ

يا‭ ‬زينةَ‭ ‬الحمائمِ‭ ‬الوديعةْ‭.‬

وكلُّ‭ ‬ما‭ ‬أُريدُهُ

منكِ‭ ‬ومن صِغاريا

أن‭ ‬تنشُروا‭ ‬أُغنيتي

أشرعةً،‭ ‬صواريا‭.‬

ولتَذْكُريني‭ ‬يا‭ ‬سما

ما‭ ‬صاحَ‭ ‬ديكٌ‭ ‬أو‭ ‬سما‭.‬

‮ ‬مصغياً‭ ‬إلى‭ ‬الليلِ‭ ‬الممطر

بستانُ‭ ‬نخلٍ‭ ‬كانَ‭ ‬لي،‭ ‬وأضَعتُهُ

فيما‭ ‬أَضَعتُ‭ ‬منَ‭ ‬الغنائمِ‭ ‬والمتَاعْ‭.‬

فإذا‭ ‬أعَدتُ،‭ ‬اليومَ،‭ ‬تَعدادي‭ ‬المُضاعْ

لم‭ ‬يبقَ‭ ‬لي‭ ‬إلّا‭ ‬البياضُ‭ ‬منَ‭ ‬الصحيفةِ‭ ‬يا‭ ‬صحابْ‭.‬

وتقولُ‭ ‬لي‭: (‬وأنا؟‭ ‬أنا الخجلى صبيحةْ؟‭)‬

فأُجيبُها‭ ‬وأنا‭ ‬أُحدِّقُ‭ ‬في‭ ‬بدائعِها‭ ‬المليحةْ‭:‬

‭-(‬لكنّني‭ ‬لم‭ ‬أحظَ‭ ‬منكِ‭ ‬بغيرِ‭ ‬ما

تحظى الحوائطُ‮ ‬من‭ ‬صدى

وترُدُّهُ‮ ‬متضائلاً،‮ ‬متبدّدا‭.)‬

‭-(‬أوَ‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬كتبتَ‭ ‬وقلتَ‭ ‬عنّي

إلّا‭ ‬وميضَ‮ ‬تجارةٍ‮ ‬في‭ ‬ظُلمةِ‭ ‬الليلِ‭ ‬الكئيبْ

وخبا‭ ‬وغابْ

تحتَ‭ ‬التفافِ‭ ‬النخلِ،‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬اللصوص؟‭)‬

‭-(‬مهلاً‭: ‬فمِن‭ ‬أينَ‭ ‬ابتهاجي

بكِ‭ ‬غضّةً،‭ ‬مُتعطّرةْ

في‭ ‬المعولاتِ‭ ‬منَ‭ ‬الليالي‭ ‬الممطرةْ؟‭)‬

‭-‬الريحُ‭ ‬تحملُ‭ ‬من‭ ‬بعيدْ

أنفاسَ‭ ‬أطفالي‮ ‬إليّا

فأنا‭ ‬إليهم‭ ‬عائدةْ‭.‬

وإليكَ‭ ‬ليلاً‭ ‬ما‭ ‬أعودْ‭.)‬

‮ ‬

أسطورةُ‭ ‬البلدةِ‮ ‬الزائلة

أنا‭ ‬لستُ‭ ‬أدري‭ ‬هل‭ ‬تبقّى

شيءٌ‭ ‬سوى‭ ‬صمتِ‭ ‬الحفائرِ‭ ‬والحجرْ؟

ولربّما‭ ‬لم‭ ‬يبقَ‭ ‬شيءْ‭.‬

لكنّها‭ ‬في‭ ‬الليلِ‭ ‬آهلةً‭ ‬تعودْ

بالنسوةِ‭ ‬المتنزِّهاتْ

متحجّباتٍ‭ ‬كالدُمى‭ ‬أو‭ ‬سافراتْ‭.‬

بالضوءِ‭ ‬أصفرَ،‭ ‬باهتا

بالفتيةِ‭ ‬المتحسّرينْ

يلوونَ‭ ‬اعناقَ‭ ‬الرغابْ‭.‬

السوقُ‭ ‬يطفئُ‭ ‬آخرَ‭ ‬الأضواءِ،‭ ‬والمقهى‭ ‬زعيقْ

وأنا‭ ‬هناك

عمّا‭ ‬قليلٍ‭ ‬سوفَ‭ ‬أُنقَلُ‭ ‬كالأسيرِ‭ ‬إلى‭ ‬العِمارةْ

تحتَ‭ ‬انهمارِ‭ ‬الغيثِ‭ ‬مُبتَلّاً‭ ‬كخِرْقةْ

كانَ‭ ‬الطريقُ‭ ‬مُحَفّراً

جهِماً‭ ‬وغيرَ‭ ‬مُعَبّدٍ

وأنا‭ ‬أسيرْ

تَعِباً‭ ‬كجُنديٍّ‭ ‬أسيرْ‭.‬

وبدا‭ ‬لنا‭ ‬الضوءُ‭ ‬البعيدْ‭.‬

هيَ‭ ‬قريةٌ‭ ‬ولَسوفَ‭ (‬نطرُقُ‭) ‬كالضيوفْ

تحتَ‭ ‬انهمارِ‭ ‬الغيثِ‭ ‬أوّلَ‭ (‬منزلٍ‭).‬

الزوجةُ‭ ‬الصفراءُ‭ ‬حُبلى

الزوجُ‭ ‬يبتسمُ‭ ‬اعتذارا‭:‬

‭(‬أنا‭ ‬آسفٌ‭. ‬لا‭ ‬شايَ،‭ ‬يا‭ ‬صحبي،‮ ‬لديّا‭.)‬

الآنَ‭ ‬أذكُرُ‭ ‬أنني‭ ‬سجّلتُ‭ ‬هذا

في‭ ‬بعضِ‭ ‬ما‭ ‬كتبَتْ‭ ‬يداي‭.‬

أنا‭ ‬آسفٌ‭. ‬لا‭ ‬شايَ،‭ ‬يا‭ ‬صحبي،‮ ‬لديّا‭.‬

‮ ‬

القفصُ‭ ‬الخالي

أينَ‭ ‬الكناريُّ‭ ‬الوديعْ؟

هل‭ ‬فرَّ‭ ‬منّا‭ ‬في‭ ‬السَحرْ

مُتتَبّعاً،‭ ‬في‭ ‬الدفءِ،‭ ‬أنفاسَ‭ ‬الربيع؟

أم‭ ‬إنَّ‭ ‬صفراءَ‭ ‬الهررْ

أكلَتهُ‭ ‬ناقمةً‭ ‬عليهْ

إهداءَنا‭ ‬النُعمى‭ ‬إليه؟

قد‭ ‬كانَ‭ ‬لي‭ ‬أُنْساً‭ ‬أنيسا

وأنا‭ ‬أُطوّقُ‭ ‬بالرُقى‭ ‬حرفاً‭ ‬حبيسا‭.‬

لو‭ ‬أنّهُ‭ ‬يوماً‭ ‬يعودْ

لَفَرشتُ‭ ‬أبسطةَ‭ ‬الوعود

مُتوسّلاً‭ ‬منهُ‭ ‬اقترابا‭!‬

يا‭ ‬أيّها‭ ‬الشادي‭ ‬البعيدُ

عُدْ،‭ ‬عُدْ‭. ‬فإنّي‭ ‬ما‭ ‬أزالْ

مُترقّباً،‮ ‬مُتحنّناً‭.‬

في‭ ‬صوتِكَ‭ ‬الذهبيِّ‭ ‬لي‭ ‬عيدٌ‭ ‬وعيدُ‭.‬

‮ ‬

إلى‭ ‬جمعة اللامي

شكراً‭ ‬أبا‭ ‬عمّارَ،‭ ‬كاسيَ‭ ‬خاليَةْ

منذُ‭ ‬القرونِ‭ ‬الخاليَةْ‭.‬

شكراً،‭ ‬وقد‭ ‬أترعتَها

ذهباً‭ ‬نقيّاً،‭ ‬سائلا‭.‬

هيَ‭ ‬طفلةٌ‭ ‬تلهو‭ ‬وتمرحُ،‭ ‬أُمُّها‮ ‬

عذراءُ،‭ ‬غافيةٌ‭ ‬هناك

في‭ ‬الصمتِ،‮ ‬في‮ ‬ظلِّ‮ ‬الظلال‭.‬

ما جاءَ‮ ‬يوماً‭ ‬مثلَها

فيما‭ ‬أظنُّ‭ ‬خليفةٌ‭ ‬أو‭ ‬قيصرٌ

​​أو‭ ‬أيُّ‭ ‬والْ‭.‬

كم‭ ‬كنتُ‭ ‬أرجو‭ ‬أن‭ ‬يكونَ‭ ‬زَفافُها

في‭ ‬ظلِّ‭ (‬نادٍ‭) ‬ما‭ ‬تزالْ

ورقاؤُهُ‮ ‬الخجلى تنوحْ

عصراً‮ ‬بأَسماءٍ‭ ‬لنا

كانت‭ ‬قديماً‭ ‬في‭ ‬سماءِ‭ ‬الصحفِ،

​​تعلو‭ ‬كالصروحْ‭.‬

شكراً‭ ‬أبا‭ ‬عمّارَ،‭ ‬كاسيَ‭ ‬مُترَعةْ‭.‬

الشمسُ‭ ‬في‭ ‬رأدِ‭ ‬الضحى

والريحُ‮ ‬جذلى‮ ‬مُمتعةْ‭!‬

‮ ‬



Most Read

2024-09-21 08:52:47